آخر الأخبار
تجاوزات السعودية بمنفذ شحن.. تقويض مؤسسات الدولة وتكريس القبضة العسكرية
تكشف الوثائق تجاوزات السعودية وتدخلاتها في إدارة المنفذ وتعرقل حركة التجارة فيه
الثلاثاء, 16 يونيو, 2020 - 06:27 مساءً
تكشف التجاوزات السعودية في منفذ شحن الحدودي بين اليمن وسلطنة عمان، حقيقة التواجد العسكري الكثيف للمملكة في المهرة وأهدافه الساعية لإحكام السيطرة على المحافظة الاستراتيجية.
وتبين وثائق حصل موقع "المهرية نت" على نسخة منها، حجم التدخلات والتجاوزات التي ترتكبها القوات السعودية بحق إدارة المنفذ والتجار والمواطنين أثناء معاملة إجراءاتهم القانونية مع الجهات المختصة.
ومن بين تلك التجاوزات إقدام قائد القوات السعودية في المنفذ خالد الحارثي، الأحد الماضي، بالتعدي وتهديد نائب المدير العام لمنفذ شحن، عبدالله غالب حرش، عقب قيامه بالإفراج عن سيارات المستوردين والمواطنين بموجب توجيهات من المدير العام للمنفذ، بعد حجزها من قبل الحارثي رغم استكمال المعاملات القانونية.
وشملت التجاوزات استحداث القوات السعودية نقطة أمام البوابة الغربية وتوجيه البوابات وبعض المدراء دون التنسيق مع إدارة المنفذ، كما قامت بالتحقيق واحتجاز أحد الموظفين أثناء دخوله إلى ساحة المنفذ لاستلام عمله.
وبحسب الوثائق المرفوعة من إدارة المنفذ لمحافظ المهرة، محمد علي ياسر، فإن قائد القوات السعودية بمنفذ شحن، أخبر علنا إدارة الجمرك أنه غير معترف بها وأنه هو المسؤول والموجه الأول في المنفذ.
وتضمنت المخالفات حجز القوات السعودية المركبات والآليات التي استكملت إجراءاتها القانونية، وسحب مفاتيح ووثائق رسمية والتسبب في ضياعها فيما بعد، إضافة إلى حجز سيارات دفع رباعي في البوابات ومنع دخول سيارات شخصية خاصة بالرعاة والبدو في المناطق الصحراوية.
ومطلع العام الجاري، دفعت السعودية بتعزيزات عسكرية من قواتها إلى منفذ شحن، في محاولة لتثبت حضورها وسيطرتها على المنفذ الحيوي.
لا يمكن السكوت
واستنكر وكيل محافظة المهرة لشؤون الشباب، بدر كلشات، تدخلات القوات السعودية في مهام الإدارات الرسمية العاملة بمنفذ شحن.
وعبر في تصريح لـ"المهرية نت" عن رفض تلك الممارسات والتدخلات، مشيرا إلى أنه سيتم إبلاغ قيادة الشرعية والتحالف بذلك.
وأكد أن التجاوزات المتكررة وصلت حد لا يمكن السكوت عليه بعد تهديد مندوب القوات السعودية إدارة المنفذ واحتجاز موظفيها.
السيطرة على الموارد
ويقول المحلل السياسي، ياسين التميمي، إن القوات السعودية بالمهرة كانت في البداية بعيدة عن منفذ شحن لكنها قررت في فبراير الماضي، السيطرة العسكرية.
وأوضح في تصريح لـ"المهرية نت" أن السعودية اليوم تتحكم في آلية عمل المنفذ، مشيرا إلى أن ذلك يدل أن المسائلة تتجاوز المخاوف السعودية المتعلقة بالتهريب الذي لا يمكن أن يكون عبر المنفذ.
وبين أن السعودية تسعى للسيطرة الكاملة على المهرة ومواردها وإمكانيات لكي يجري توظيفها في إعادة صياغة موقف المهرة شعبا وسلطة.
ولفت إلى أن المطامع السعودية النهائية تمكن في السيطرة على المهرة وبلوغ أهدافها الجيوسياسية المتمثلة في الحصول على منفذ على بحر البحر وإلا لا مبرر لهذه الاستفزازات التي تعمل على تعطيل قدرات السلطة المحلية وتحييدها بالكامل من خلال هذه المنافذ التي تشكل أحد شريان الحياة للسلطة والشرعية باعتبارها أحد مصادر الموارد المالية.
خرق للسيادة
من جهته اعتبر الناطق باسم لجنة اعتصام المهرة، علي بن محامد، في تصريح لـ"المهرية نت" الانتهاكات السعودية في منفذ شحن خرقا واضحا للسيادة اليمنية.
وذكر أن هذه الممارسات امتداد لسلوك العنجهية وتكريس الاحتلال العلني لمحافظة المهرة، مؤكدا رفض لجنة الاعتصام لهذه التدخلات السافرة في منفذ شحن وإدارته وموظفيه.
وجدد مطالب لجنة الاعتصام في عدم السماح لأي قوات غير رسمية بالعمل في المنافذ ورفع القيود الاستثنائية على حركة الاستيراد والتصدير في المنافذ التي تؤثر سلبا على الإيرادات التي تحتاجها المحافظة والوطن.
وبين أن التطورات الأخيرة تحتم على أبناء المهرة الالتفاف والتصعيد ضد هذه الاستفزازات للقوات السعودية ووضع حد لها، داعيا السلطة المحلية إلى الوقوف في وجه التجاوزات السعودية الجسمية وأضرارها وتبعاتها الخطيرة.