آخر الأخبار

أبناء الأزارق في الضالع..سيول الصيف تجرف ممتلكاتهم وجفاف الشتاء يزيد المعاناة

يفتقر الأهالي لخزانات تحفظ المياه في موسم الأمطار

يفتقر الأهالي لخزانات تحفظ المياه في موسم الأمطار

المهرية نت - الضالع- هشام خالد
الأحد, 14 يونيو, 2020 - 10:02 مساءً

تعتبر مديرية الأزارق بمحافظة الضالع متشابهة إلى حد كبير بمعاناتها وآلامها وقصصها، كما هي متشابهة أيضاً بتضاريسها الوعرة،.."المهرية نت" زارت مناطق في هذه المديرية التي تحدها لحج جنوباً ومن الشمال والغرب الحشاء وتعز.

 

والأزارق هي إحدى أكبر المديريات مساحة وأكثرها فقراً وبؤساً، ففي أخاديد جبلية عملاقة ومنعزلة من الأزارق تقع قرى (الحَجَاجْ والعَقُور والصُفيراء)، ويسكنها قرابة 34أسرة، تتوزع بيوتهم على سوائل السيول الواسعة.

 

تحيط بتلك القرى سلسلة جبلية شديدة الارتفاع، وتمتلك المنطقة سحراً طبيعيا أخّاذاً، لم تغير يد الإنسان فيها شيئا يذكر، تجعلك تجزم بأنها لازالت كما خلقها الله.

 

يعمل أهالي تلك القرى المتفرقة في الزراعة وتربية الحيوانات، كما يعمل القليل منهم في تربية النحل.

مشاكل سكانية

يسكن "منصور جواس" في الحجاج،..يبعد بيته عن خط المواصلات نحو ساعة إلى ساعتين مشياً على الأقدام...يحمل هو وغيره من أبناء القرية حاجاتهم على ظهور الحمير،..يعاني هو وماشيته من الطريق التي تتدمر كلما تدفقت السيول من أعالي الجبال، ويتكبد المواطنون هناك مشقة إعادة الطريق بعد كل سيل تقريباً.

 

يحكي منصور لـ"المهرية نت" قصة أحد أهالي المنطقة الذي سقط من أعالي الجبال المجاورة قبل فترة وجيزة جعلتهم يجمعونه ويدفنونه؛ فحين يسقط أحدهم لا أمل له بالحياة؛ وإن وجدته جريحاً فمشقة الطريق والبعد..لاشك هي التي تسلب ماتبقى من حياة!.

 

يعاني الأهالي من انعدام مصادر الدخل، ويواجهون نفقات كثيرة، وبيئة جبلية قاسية؛ أعدل ما تكون عليه أن يصنع منها محمية طبيعية، كما يفتقرون بالإضافة للطريق إلى خزانات تحفظ لهم جزء من كميات المياه المهدورة.

في الشتاء تتكفل النساء بحمل المياه على رؤوسهن وعلى الحمير، وينقلونها لبيوتهن من مسافات طويلة جداً،  وتهتم المرأة بهذا العمل حتى ينتهي الجفاف الذي يستمر لشهور متواصلة.

 

بمجيئ الصيف والخريف يعلن الأهالي حالة من الاستنفار؛ خوفاً من السيول التي تتدفق على المنطقة، فتكلفهم خسائر كبيرة، ورغم تلك السيول وينابيع الأنهار التي تستمر لشهور؛ إلا أنهم لايملكون خزاناً واحدا يغطي احتياجاتهم بقية العام.

 

يقول منصور لـ"المهرية نت": في مواسم السيول تحدث الكثير من القصص، هذه المرة دفنت السيول وأخذت أناساً كثيرين، أحدهم كان مغترباً، وعندما عاد أخذه السيل مع السيارة.

 

في أحد شلالات المنطقة يقول "حامد": في إحدى المرات، بينما كان ثلاثة أشخاص جالسين وقت المقيل يشاهدون الشلال، جاء السيل فجأة وأخذهم جميعاً.

 

أكثرهم رفاهية

يعتبر الأهالي أن أكثر الناس رفاهية في المنطقة أؤلئك الذين يمتلكون الأغنام والنحل، حيث يرتحل بعض المواطنين نحو الجبال في تلك المناطق المسماة بـ"الشعوب" ويقطنون برفقة أغنامهم،  البعض منهم يرعى النحل أيضاً، وبتلك المراعي الطبيعية ينتجون أجمل أنواع العسل اليمني.

ويمكن أيضا أن تجد لحوم الأغنام والكباش الطبيعية الأصيلة في مثل هذه الأماكن التي لم تختلط بعد بأفكار الحضارة.




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية