آخر الأخبار
مشيا على الأقدام.. مواطنون يعزفون عن المواصلات بسبب الغلاء والفقر( تقرير خاص )
شارع جمال في تعز
الإثنين, 15 أغسطس, 2022 - 09:17 صباحاً
" نذهب إلى الأسواق والمدارس مشيًا على الأقدام ؛ جراء ارتفاع أسعار المواصلات " هكذا بدأت المعلمة " أم سماء " شرح قصتها بالمشي على الأقدام إلى المدرسة .
وتعمل " أم سماء " في إحدى المدارس الأهلية بمدينة تعز ، وتتسلم مرتب "30" ألف ريالٍ شهريًا " ، فيما تذهب إليها يوميًا مشيًا على الأقدام بعد أن أصبحت تكلفة الذهاب في الباص التابع للمدرسة " 10 آلاف شهريًا " .
وارتفع سعر المواصلات خلال الفترة الأخيرة في الباصات " 200ريال " والدراجات النارية "1000ريال " للرحلة المتوسطة جراء التلاعب في المشتقات النفطية وعدم وجود سعر محدد لها من قبل شركة النفط وتجاوز سعر " الدبة" عشرون لترًا من البنزين " 28 ألف ريال " .
*كفاح العيش
وفضل الكثير من المواطنين المشي على الأقدام إلى الأسواق والمدارس والجامعات وأماكن أخرى ؛ ليوفروا بعض النقود ، يشترون بها بعض مقومات العيش .
وتواصل" أم سماء "حديثها لموقع ( المهرية نت ) " في السابق كانت أجرة المواصلات شهريًا في الباص التابع للمدرسة " 5 ألف ريال "وكنت أدفعها ؛ لكن هذا العام أصبح سعرها " 10ألف ريال "فاضطريت إلى المشي على الأقدام بغية توفير النقود لأشتري بها أي شيء لأسرتي . "
وأضافت " الارتفاع الحاصل في المواصلات إثر تجاوز سعر اللتر البنزين ( 1400ريال ) وعدم وجود تسعيرة محددة ، فبعض المحطات سعر اللتر فيها ( 1700 ) ."
وأشارت إلى أن " الكثير من المدارس الأهلية لجأت للبحث عن المعلمات القريبات للمدارس ؛ تخوفًا من المواصلات . "
*توفير النقود
لجأ بعض أصحاب المحلات إلى المشي على الأقدام في شراء مستلزماتهم التي يحتاجون لبيعها في محلاتهم ، بغية توفير النقود خصوصاً مع ارتفاع سعر الأجرة .
يقول " بشار اليوسفي " يعمل في محل لغسل القات إن : " ارتفاع المواصلات جعله يذهب إلى المدينة ، يشتري الشعير والمشروبات الغازية للمحل ، على الأقدام كي يوفر نقود الذهاب فقط ، والتي تصل إلى ألف ريال . "
وأضاف للمهرية نت " في العودة من المدينة ،إذا كنت أحمل أشياء ثقيلة أستقل باص أو درجة نارية بألف ريال فقط للعودة ، وأنا واضع في الحسبان أنني أستطيع تعويضها من خلال المشتريات . "
وتابع " بقية المشاوير أذهب بها مشيًا على الأقدام ، إلى المنزل أو إلى الحديقة أو إلى أي مكان آخر ، وأوفر في اليوم أقل شيء ألفين وخمسمائة ريال . "
وأشار إلى أن : " الكثير من المواطنين يصادفهم في طريقه ، يذهبون إلى الأسواق ويعودون بالأقدام . "
وفي السياق ذاته ، يقول الصحفي " مختار شداد " إن : " الكثير من المواطنين فضلوا المشي على الأقدام لتوفير قدر الإمكان من النقود ؛ لأن أجرة المواصلات ارتفعت إلى الضعف ، بسبب التلاعب بأسعار المشتقات النفطية وعدم وجود تسعيرة محددة من قبل شركة النفط ."
وأضاف للمهرية نت " المبلغ الذي يمكن توفيره مقارنة بالمشي على الأقدام بالنسبة للأسر المعدمة فهو مبلغ لا بأس به ؛ لأن هذه الأسر تعاني من أجل الحصول على القوت اليومي ."
*انعكاس سلبي
فيما يعد مشي المواطنين على الأقدام انعكاسًا سلبيًا على حياة الكثير من سائقي الدرجات النارية والباصات ، ومفاقم لمعاناتهم جراء ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وقلة الدخل اليومي .
يقول المواطن " صامد العبسي " سائق دراجة نارية لموقع ( المهرية نت ) إن : " ارتفاع سعر المشتقات النفطية السبب الرئيسي في غلاء أجرة المواصلات ؛ أجبر العديد من المواطنين المشي على أقدامهم إلى الأسواق وغيرها . "
وأضاف : " الكثير من المواطنين يمشون يوميًا إلى الأسواق وغيرها ، على الأقدام ولا يستقلون الدراجات النارية أو الباصات ؛ إلا إذا وجدوا لديهم أشياء ثقيلة . "
وتابع " يوفر المواطن الواحد في اليوم أقل شيء ثلاثة ألف ريال ، بدلا من الركوب في الدراجات النارية أو الباصات ، خصوصاً في المناطق المتقاربة . "
وأكد بأنه " انعكس سلبًا على حياة السائقين وفاقم معاناتهم وجعل الكثير منهم يعانون من ارتفاع سعر المشتقات النفطية وقلة الدخل ."
واختتم قائلًا : " نتمنى أن تتعافى العملة المحلية وتتوفر المشتقات النفطية بسعر مناسب ، كي تتخف المعانات على جميع المواطنين . "