آخر الأخبار

مع انتشار كورونا...نفاد المحاليل والأسرة يفاقم الوضع الصحي المتدهور في حضرموت

مركز العزل العلاجي الاحترازي لفيروس كورونا المستجد في حضرموت

مركز العزل العلاجي الاحترازي لفيروس كورونا المستجد في حضرموت

المهرية نت - وحدة التقارير/خاص
الجمعة, 12 يونيو, 2020 - 05:19 مساءً

تزداد الأوضاع الصحية في محافظة حضرموت شرقي اليمن، سوءا إثر ارتفاع معدلات الوفاة والإصابة بفيروس كورونا، فضلا عن انتشار الحميات  وسط عجز وضعف في الإمكانيات لمواجهة الأزمة المتفاقمة.

 

لفظ شاب (أ – ي) في الثلاثين من عمره أنفاسه الأخيرة عقب دقائق من رفض مستشفى الحميات في مدينة تريم استقباله معتذرا بانتهاء القدرة الاستيعابية، وهو شكل صدمة لأهله الذين قرروا التحرك صوب مدينة سيئون  (30 كيلو مترا) لإنقاذ حياة ابنهم غير أن روحه فاضت في الطريق قبل الخروج من حدود المدينة.

 

آخرون توجهوا إلى مراكز الحميات، غير أنهم عادوا إلى بيوتهم عقب رفض استقبالهم جراء امتلاء مراكز الحميات التي خصصتها السلطات، والتي تعاني ضعفا في السعة الاستيعابية مقارنة بالسكان والأزمة المتصاعدة التي تفوق إمكانيات السلطات المحلية.

 

تلخص تلك الوقائع حجم المأساة التي تعيشها حضرموت كبرى محافظات اليمن مساحة، فيما ضاعف من الأزمة الصحية نفاد محاليل الفحص الخاصة بفيروس كورونا خلال الثمانية الأيام الماضية، الأمر الذي رفع حالات الاشتباه بالإصابة بالوباء إلى قرابة 100 حالة بينها 15 وفاة .

 

وتقول الجهات الصحية بحضرموت، إن سبب عدم وصول محاليل كورونا من عدن، يعود إلى تأثيرات المنخفض الجوي الذي ضرب اليمن الأسبوع الماضي، إضافة إلى التوترات المسلحة في أبين، غير أن تلك التبريرات تكشف اللامسؤولية التي تعيشها الحكومة تجاه القيام بواجباتها الوطنية والإنسانية.

 

وكان مكتبا  وزارة الصحة العامة والسكان، (الساحل والوادي) سجلا رسميا قبل نفاد محاليل فحص كورونا،  131 إصابة مؤكدة من بينها 59 وفاة و12 حالة تعاف.

 

عزوف الكادر الطبي

وخلقت تلك التطورات الصحية عزوف كثير من الأطباء والكوادر الصحية عن العمل، فضلا عن إغلاق الكثير من العيادات أبوابها في ظل هشاشة القطاع الصحي أمام الأزمة وتفشي كورونا وعدد من الأوبئة الأخرى.

 

وعزز ذلك تسجيل إصابات في صفوف الكوادر الطبية العاملة في مراكز العزل، وشكاوى الموظفين في المستشفيات الحكومية وخاصة أقسام الطوارئ من ضعف وانعدام وسائل الحماية.

 

في مدينة تريم المكتظة بالسكان ، وجه في الخامس من الشهر الجاري، مدير مكتب الصحة العامة والسكان فيها، الدكتور سالم يسلم بن عبيدون، نداء عاجلا للكوادر الطبية بمختلف مستوياتها إلى الالتحاق بميادين في المؤسسات الصحية.

 

وأضاف مخاطبا إياهم "جلوسكم بالبيوت وعزوفكم عن العمل بهذا الوقت لا يليق بكم".

 

وفي السادس من يونيو الجاري، وجه مكتب الصحة العامة والسكان بوادي وصحراء حضرموت، نداء عاجلا لتوفير اسطوانات الأوكسجين بصورة عاجلة لمواجهة الطلب المتزايد في مراكز العزل ووحدات العناية المركزة لمصابي كورونا.

 

ضعف الوعي

ويقول عضو الهيئة الإدارية بنقابة الأطباء بساحل حضرموت الدكتور منيف باتيس، إن الكادر الصحي بحضرموت يعاني  ضعفا وانعدام الوعي عند الكثير من العوام وحتى الطبقة المثقفة والنخبة لديهم وعي مغلوط  حول الجائحة.

 

وأشار في تصريح لـ"المهرية نت" إلى أن الكوادر الطبية تتعامل وتدافع عن المجتمع في ظل استهتار الكثير، فيما آخرون غير معترفين بالوباء رغم متابعتهم ومشاهدتهم للواقع الذي عصف بدول عظمى وسجل مئات الألاف من الوفيات وملايين المصابين فضلا عن التأثير المباشر على حياة الشعوب.

 

ولفت إلى أن البلاد تعاني هشاشة في المنظومة الصحية، وفاقم ذلك الجائحة التي انهارت أمامها أنظمة صحية متطورة عالمية ونماذج على مستوى العالم، مضيفا "فما بالك بدولة تعيش مرحلة حرب ومرحلة سابقة من اللادولة".

 

وذكر أن اليمن وحضرموت خصوصا تعيش وضعا صعبا رغم إنها لم تصل بعد إلى ذروة الوباء ومع ذلك تعاني من شحة الأسرة في المستشفيات والأوكسجين وأجهزة التنفس الصناعي.

 

وبين أن الجهات الصحية بساحل حضرموت وصلت في وقت إلى  مرحلة الاكتفاء وعدم استقبال أي حالات في المحجر الوحيد في  مركز شهيد الواجب والإنسانية رياض الجريري في منطقة فلك بالمكلا.

 

 وأوضح أن وحدة العزل في مستشفى ابن سيناء الحكومي غير قادرة على استقبال عدد أكبر  من الموجودين حاليا.

 

 وأكد وجود ضعف كبير في الدعم الأممي والمنظمات والدول المناحة في مواجهة الجائحة، مبينا أن مراكز العزل تئن من ضعف الدعم الأممي.

 

وعبر عن أمله في قيام منظمات المجتمع المدني في رفع مستوى الوعي لدى المواطنين، مؤكدا أن المراهنة هي على وعي المجتمع أكثر  لأن الكارثة إذا حلت لن تستطيع المنظومة الصحية استيعاب نتائجها.

 

وأفاد أن الكادر الصحي وخط الدفاع الأول يشكو شحا كبيرا في أدوات السلامة مما سبب إصابات في الطواقم الصحية.

 

ينذر بكارثة

الناشط عبدالله باغزال، يرى أن الارتباك لدى السطات بحضرموت عند تسجيل أول حالة إصابة بكورونا، ينذر بكارثة إنسانية.

 

  وأشار في تصريح لـ"المهرية نت" أن الارتجال في اتخاذ القرارات من قبل السلطات المحلية  وضعف تنفيذها تسبب في خلخلة الثقة بين المواطن والسلطة.

 

ولفت إلى أن ويلات الحرب التي تعيشها البلاد أثرت سلبا على  مؤسسات الدولة ومنها المنظومة الصحية، مؤكدا أن جائحة كورونا عرت الوضع الصحي في  اليمن بشكل عام ومحافظة حضرموت جزء من هذا التدهور الصحي.

 

وذكر أن هناك رعبا لدى الكادر الطبي بسبب شحة الإمكانيات وقلة المعلومات عن كيفية التعامل مع المرضى، موضحا أن طوارئ مستشفى  مدينة تريم الحكومي استقبل حالات  مشتبه إصابتها بكورونا، مما دفع إدارة المستشفى لإغلاقها لأكثر من أسبوع ، والاكتفاء  بمستشفى الحميات بسعة تشغيلية  8 أسرة.

 

ويرى باغزال أن اللامبالاة وعدم التقيد بالتباعد الاجتماعي الجسدي هي السائدة لدى المواطنين.




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية