آخر الأخبار
ماذا استفاد اليمنيون بعد نحو أربعة أشهر من الهدنة ؟(تقرير خاص)
مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ
الثلاثاء, 26 يوليو, 2022 - 09:01 صباحاً
كثف المبعوث الأممي الخاص باليمن " هانس غروندبرغ " الأسبوع الماضي جهوده في التواصل مع أطراف النزاع لتمديد الهدنة التي مقرر انتهائها مطلع أغسطس المقبل.
وتحدث في بيان بأن تمديد الهدنة وتوسيع نطاقها ستزيد من الفوائد التي تعود على الشعب اليمني، و ستوفر منصة لبناء مزيد من الثقة بين الأطراف.
وأشار إلى ما حققته الهدنة منذ بداية شهر إبريل إلى 21يوليو ، من فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ودخول أكثر من 26سفينة محملة بالنفط مع استمرار المفاوضات لفتح طرق مدينة تعز المحاصرة .
فيما مليشيات الحوثي لم تلتزم بالهدنة على أرض الواقع خصوصاً مع ازدياد الإنتهكات التي تقوم بها في مأرب وتعز والحديدة والبيضاء ، وشهدت الفترة الأخيرة سقوط قذائف على حي "زيد الموشكي " بتعز تسببت بإصابة أحد عشر طفلاً ومقتل طفلة وجميعهم لم يتجاوزوا سن العاشرة.
ويرى العديد من المواطنين والصحفيين والمحللين السياسيين أن الهدنة لم تحقق شيئاً يذكر لمصلحة المواطنين و الحكومة الشرعية على أرض الواقع خصوصاً مع استمرار تعنت مليشيات الحوثي تجاه فتح طرق المساعدات وعدم التزامها بالهدنة وخرق بنودها .
ويقول المحلل السياسي " محمد الكويحي " إن : " المواطن اليمني لم يستفيد أي شيء من الهدنة، في ظل تعنت مليشيات الحوثي واستمرارها بخروقات الهدنة في جميع المستويات، ومنع وصول المساعدات التي كان من المفترض أن تصل إلى المواطنين، حيث لم تلتزم جماعة الحوثي بفتح الطرقات والسماح للمساعدات بالدخول وتسهيل تنقل المواطنين بين المحافظات اليمنية."
وأضاف للمهرية نت " الهدنة سمحت بدخول المشتقات النفطية العالقة في البحر الأحمر لجماعة الحوثي والتي كان الاتفاق أن تقوم الجماعة بتسليم رواتب الموظفين من ضرائب تلك المشتقات والتي بلغت أكثر من "34 مليار ريال يمني"، بل عملت عكس ذلك، ورفعت سعر المشتقات النفطية ولم تسلم رواتب الموظفين . "
وتابع " جماعة الحوثي لم تلتزم بوقف إطلاق النار وقامت بخرق الهدنة منذ اليوم الأول لها، استمرت بقصف الأحياء السكنية في مأرب وتعز والحديدة وما حدث مساء يوم السبت الموافق" 23 يوليو " بتعز من جريمة بشعة استهدفت بها مليشيات الحوثي حي " زيد الموشكي" وأدت إلى أصابة أحد عشرا طفلا ومقتل طفلة منهم خير دليل وشاهد ."
وأردف " الهدنة حققت مكاسب كثيرة للمليشيات ، فتح لها مطار صنعاء لنقل قياداتها ، سمح لها بدخول المشتقات النفطية والحصول على ضرائب منها ، وأعطتها فرصة لإعادة ترتيب الصف والتحشيد والتدريب ونقل المعدات العسكرية من مخابئها ، إلى الجبهات ."
ولفت إلى أن " الحكومة الشرعية استفادت من الهدنة في ترتيب وضعها الداخلي وتشكيل المجلس الرئاسي ومحاولة توحيد القوى المختلفة داخل الشرعية نحو هدف واحد وهو استعادة الدولة . "
ومضى قائلاً " العالم و اليمنيون خصوصاً كانوا يأملون أن تكون الهدنة المحطة الأولى للسلام في اليمن و يفترض أن تقوم الاطراف مليشيات الحوثي والحكومة الشرعية بالتشاور حول إمكانية حل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية لكن لا نرى لذلك أي بوادر ."
*إطالة أمد الحرب
في السياق ذاته ، يقول الصحفي " فتح العيسائي" لموقع المهرية نت إن : " الهدنة الأممية كان يفترض أن تعمل على تعزيز فرص السلام في اليمن، لكن على مايبدو لم يكتب لها أن تعيش ، وطالما أن ماساعيها قد عطلت فهذا ينعكس سلبًا على حياة اليمنيين الذين لم يلمسوا منها سوى إطالة أمد الحرب . "
وأضاف " اليمنيون عمومًا وجدوا أنفسهم أمام أزمة غير منتهية، لم يعد أحدهم يكترث بمسميات الهدنة الأممية، بل بما سيوفر لهم فرصاً للعيش، لاسيما مع تدهور الوضع الاقتصادي الناتج عن طول عمر الأزمة، والذي انعكس سلباً على طبيعة الوضع المعيشي لدى الناس . "
وتابع " استطاع الحوثيون توظيف الهدنة الأممية إلى صالحهم ، وهي استراتيجية تكررها جماعة الحوثيون منذ نشأتها ، تعمل على إبرام المعاهدات وتوقيع الإتفاقيات ولا تلبث حتى تلتف عليها وتسعى لقتلها، وهو ما تكرره منذ بداية الحروب الست في صعدة، وكذلك الحال مع كل معاهدة أبرمتها مع الحكومة اليمنية أو القبائل . "
وأشار إلى أن " الحكومة الشرعية استفادت من الهدنة الأممية، لا سيما ما شهدته من تغييرات في قيادتها السياسية ، كانت بحاجة لوقت كاف يمكنها من التخفيف من حالة الاحتقان السياسي التي شهدتها خلال الخمسة أعوام الماضية، وهو ما وفرته لها الهدنة الأممية . "
وأردف " نجحت الحكومة نسبياً في ترتيب صفوفها وحظيت بفرصة لإعادة رسم خارطتها، كما أن الهدنة وفرت وقت جيد لاستعادة نشاطها الاقليمي بعد غياب طويل، وهذا ما لاحظناه من خلال تحركات رئيس مجلس القيادة الرئاسي ."
*لم تحقق السلام
بدوره ، يقول المواطن " موسى المليكي " إن : " الهدنة لم تحقق السلام على أرض الواقع إطلاقاً ، بل ساهمت في خلق أضرار كثيرة خاصة بالمواطنين القريبين من خطوط التماس ، فمليشيات الحوثي لم تفرق بين مواطن و جندي ، وأصبحى الجميع تحت مرمى قناصاتها . "
وأضاف للمهرية نت " حققت الهدنة مصالح كثيرة لمليشيات الحوثي ، من خلالها استعادت نشاطها الذي كان على وشك الإنهيار ، وأتاحت الفرصة لها في فتح ميناء الحديدة و طريق الدفاع الجوي " المطار" الذي كانوا لم يستطيعوا من قبل فتحها لي معداتهم العسكرية وليس حبا في تخفيف معاناة المواطنين . "
وتابع " الحكومة الشرعية لم يحقق لها أية مطلب على أرض الواقع وخاصة فك الحصار المطبق على مدينة تعز ، والخروقات ماتزال مستمرة من قبل الحوثيين ، في الفترة الأخيرة تم استهداف قرية خبزة في محافظة البيضاء مما أدى إلى حدوث كارثة عظيمة في حق أبنائها ، ويوم السبت الماضي استهدف حي "زيد الموشكي" بتعز وتأثر نتيجة القصف أحد عشر طفلاً و وفاة طفلة ، دون وجود أي إحترام يذكر لمواثيق الهدنة . "
واختتم قائلاً : " كان يفترض من الهدنة فتح الطرق و المنافذ وعمل لجنة عسكرية مستقلة عن أطراف الصراع وغرف عمليات مشتركة تراقب مواقع الطرفين من الخروقات العسكرية لتستمر الهدنة وتتحقق أهدافها ".