آخر الأخبار
تحركات انتقالي المهرة.. رغبة سعودية لتحقيق أطماعها بأدوات إماراتية (تقريرخاص)
مظاهرة سابقة في المهرة ترفض تحركات المجلس الانتقالي
الاربعاء, 10 يونيو, 2020 - 12:18 مساءً
تأتي تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة المهرة، ضمن محاولاته لخلق توازن في مواجهة الاحتجاجات المناهضة للتواجد العسكري السعودي في بوابة اليمن الشرقية، ومساعي جرجرة المحافظة الأمنة إلى أتون الفوضى والصراعات التي ظلت بعيدة عنها.
وأثار تنشيط المجلس الانتقالي الجنوبي في المهرة، تساؤلات حول التوقيت والأبعاد والدلالات التي تقف خلف ذلك، خصوصا وأن تلك التحركات تأتي تحت نظر السعودية وتواجدها العسكري الكثيف بالمحافظة.
وفي حين أن السعودية أعلنت رفضها لما يسمى الإدارة الذاتية للجنوب التي أعلنها حلفاء الإمارات، يصر الانتقالي على مواصلة التحدي هذه المرة من المهرة، وإعلانه سعيه على تهيئة المحافظة والعمل على تنفيذ الحكم الذاتي للجنوب، إضافة إلى رفضه الصريح والمعلن تحركات الشرعية لبسط سيطرتها على كافة المحافظات الجنوبية وإنهاء سيطرة المليشيات.
وتتزامن هذه التطورات الجديدة بالمهرة، مع فشل الانتقالي في تحقيق إعلانه لما يسمى الإدارة الذاتية للجنوب، وعدم قدرته على معالجة الأوضاع المعيشية والخدماتية المتفاقمة في عدن، إضافة إلى عجزه عن إحراز أي تقدم في المواجهات الجارية شرق مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين.
خلق توزان
وقال المحلل السياسي، محمد الأحمدي، إن تحركات الانتقالي مدفوعة خارجيا، واصفا المجلس بأنه جر على رقعة شطرنج تدار من الإمارات والسعودية.
وأشار في تصريح لـ"المهرية نت" أن تصرفات الانتقالي تأتي في إطار حسابات خارجية لم تمت للإدارة الشعبية حتى لأبناء الجنوب أنفسهم.
ويعتقد أن تنشيط الانتقالي بالمهرة، جزء من هذا السلوك لحصد مكاسب معينة يحاول الانتقالي الحصول عليها خلال هذه المرحلة.
ولا يستبعد الأحمدي، أن تحركات الانتقالي بالمهرة تأتي في خلق توزان في مواجهة الاحتجاجات المناهضة للتواجد العسكري السعودي.
تحقيق أطماع السعودية
أكد رئيس اللجنة الإعلامية للجنة الاعتصام السلمي بمحافظة المهرة، سالم عبدالله بلحاف، أن تحركات الانتقالي في المهرة غير مقبولة، مرجعا ذلك إلى أن المحافظة بعيدة أماكن الصراع وخطوط التماس وملجأ لكل اليمنيين وهو ذات السبب الذي رفضت لجنة الاعتصام تواجد القوات السعودية بالمهرة.
وبين في تصريح لـ"المهرية نت" أن تحركات الانتقالي بالمهرة تأتي بدوافع مدفوعة من الإمارات لإثار الفوضى، مشير إلى أن التصرفات التي تخجل منها السعودية تلجأ إلى تنفيذها عبر الإمارات وذراعها الانتقالي.
وأضاف "لا نخفي عتبنا على الشرعية بخصوص موقفها المتهاون حول السيادة الوطنية والخدمات للمواطنين وانبطاحها للاحتلال السعودي والإمارات الذي جعلها مطمع للانتقالي وغير من المكونات ومادة سهلة لاستعطاف المواطنين لأنها فشلت في إدارة هذه الملفات".
ولفت إلى أن التحركات الأخيرة تأتي تحت نظر السعودية وتواجدها بالمهرة من أجل زعزعة الشرعية وإضعافها، مؤكدا أن الانتقالي ذراع لتحقيق ما تطلبه السعودية من إقلاق المحافظة عقب فشلها في المحاولات السابقة عبر المليشيات ومحاولة شراء ذمم الشيوخ.
وشدد على أن الانتقالي لا يمثل الجنوبيين، وسلوكه في دغدغة عواطف المواطنين لن تُفيده بل ستحرقه.
تخفيف الضغط
وتعليقا على تحركات الانتقالي بالمهرة، يرى المحلل السياسي، نبيل عبدالله، أن المجلس يعيش وضعا صعبا للغاية ويحاول وبكل إمكانياته وما يملكه من أوراق وأدوات أن يخفف عن ميليشياته الضغط الكبير الذي تتعرض له في أبين.
وأوضح في تصريح لـ"المهرية نت" أن الأمر لا يقتصر على المهرة بل نفس المخطط نراه في حضرموت وشبوة وسقطرى ومديريات أبين التي تسيطر عليها الشرعية.
وذكر أن تلك المحاولات تهدف لإرباك المشهد وخلط الأوراق والمناورة، مؤكدا أن من يقف خلف الانتقالي مقتنع تماماً بعدم إمكانية الهيمنة الكاملة على الجنوب، ويمارس الضغوط فقط للحصول على حصته ويسعى السعودية لإدخال السعودية معه في تقاسم ليأخذ هو ما يسميه إقليم الممرات المائية عدن سقطرى لحج وأجزاء من أبين وتعز والحديدة.
وبين أن هذه الاطماع ومشروع الهيمنة بشكل عام فشل وستنتهي ولن تحقق له أدواته أي شيء سوى مزيد من الاستنزاف المادي.