آخر الأخبار
الموت يتخطف المواطنين في محافظة الضالع بأشكال متعددة (تقرير خاص)
تفتقر محافظة الضالع للإمكانيات اللازمة لمواجهة وباء كورونا
الإثنين, 08 يونيو, 2020 - 10:51 مساءً
في أواخر أبريل/نيسان الفائت افتتح مكتب الصحة بمحافظة الضالع المحجر الصحي في "حكولة" بإمكانيات شحيحة، لمواجهة الجائحة العالمية كوفيد 19..اليوم ترقد في المركز قرابة خمسين حالة.
إجراءات كورونا والمواطن
14 أبريل/ نيسان أعلنت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة كورونا تسجيل 3 حالات إصابة مؤكدة في الضالع، وحاولت السلطات قبل تسجيل الحالات وبعدها تطبيق بعض الإجراءات الاحترازية؛ غير أن ركاكة السلطات والجوانب الصحية لم تحل بين الفيروس والمواطنين، يقول عبده شايع أحد المواطنين لـ«المهرية نت»: "كيف بيطبقوا علينا الاجراءات واحنا مافيش معانا ماناكل؟!، بيطبقوا هذه الإجراءات في البلدان القوية، ماحنا مانقدرش نجلس، بنموت جوع".
كان يقصد حينها أن تلك البلدان المتقدمة قدمت تعويضات لمواطنيها تسهل عليهم البقاء في منازلهم، أما اليمن فلايمكن لإجراءاتها أن تصمد، وسط نظام غذائي معدم لغالبية المواطنين.
الواقع اليوم
يقول نائب مدير صحة محافظة الضالع، محسن البهلي في تصريح خاص لـ«المهرية نت» إن عدد الحالات مؤكدة الإصابة حتى تاريخ 8 يونيو 20 حالة مؤكدة، بينما عدد الحالات المشتبه بها في المحافظة عموماً 155حالة، و37 حالة وفاة، بينما شفيت حالتان.
ويرجع سبب ارتفاع عدد الوفيات عن حالات الشفاء بسبب متابعة المكتب للحالات المبلغ عنها والمتوفية فقط؛ بينما لا يتلقى المركز إحصائية بالحالات التي تماثلت للشفاء بسبب الحالة الأمنية التي تعيشها المحافظة.
محافظة بلا جهاز واحد
وتعيش المحافظة تردياً كبيراً في الجانب الصحي وسط انتشار أمراض الحميات والمكرفس والضنك وكوفيد19.
يقول خالد المريسي لـ«المهرية نت»: "في منطقة مريس رصدنا 20 حالة وفاة خلال أسبوع واحد، لم نعرف سبب وفاتهم".
وتفتقر المحافظة إلى وجود الكادر الصحي، وتعاني انعدام توفر أجهزة الفحص الخاصة بكورونا، بالإضافة إلى عدم استكمال غرفة إنعاش لمركز العزل، وعدم توفر بعض الأجهزة الطبية الحديثة، حسب تصريح نائب مدير الصحة، الذي أشار أن المكتب يأخذ عينات المرضى ويرسلها إلى عدن ومن ثم ينتظر النتائج ليتم إعلانها".
شفاء بلا مشافي
يتخوف الأهالي في الضالع من الذهاب للمستشفيات خوفاً من أن تلاحقهم نظرات المواطنين، فيتكبد الغالبية ما يعايشونه في بيوتهم مستخدمين بعض الأعشاب الطبيعية حتى يستعيدوا صحتهم.
يقول عبده مسعد أحد المرضى لـ«المهرية نت» متحدثاً عن تجربته: "كنت مريض وانا بنظر لعند أطفالي بنظرة اليأس وافكر، كيف بموت ومن بيتكفل فيهم بعدي؟ ..استخدمت بعض الزيوت والحلقه (أعشاب) وصبرت أيام ومرضت وماحد عارف لكن والحمدلله تباخرت".
هكذا تعيش محافظة الضالع حالة من النسيان يواجه أهلها حرباً في شمالها، وتتسلل الأمراض بشتى أصنافها إلى منازلها، وفي شوارعها تتكدس القمامة، وكارثة الصرف الصحي تنتشر في كل مكان.
ووسط كل ذلك ينظر المواطن نحو السماء طالباً بصيص أمل يمكنه من الصمود أكثر، بعيداً عن سلطات لاتنظر نحوه.