آخر الأخبار
النازحون في حضرموت.. ظروف قاسية في ظل غياب المساعدات (تقرير خاص)
مخيمات النزوح في محافظة حضرموت
السبت, 12 فبراير, 2022 - 04:46 مساءً
لا شئ اقسى من ترك منزلك وحيّك ومنطقتك متوجها الى منطقة اخرى.. هكذا لخص المواطنون الذين هربوا قسرا من منازلهم بعد دفنتهم ركام الحرب في مناطقهم وخوفا على ارواحهم وعلى فلذات اكبادهم وبصورة قاهرة وجدوا أنفسهم في أرض مهجورة في ساحل حضرموت كانت في السابق معسكرا، اتخذوا منه مكان يؤمنهم من خوف وبالكاد يحصل على طعام يسد به رمقهم.
خمسة وثلاثون أسرة نازحة من محافظات مختلفة يعيشون أوضاع غير إنسانية في مخيم منطقة بويش شرقي المكلا، البعض منهم استطاع ان يجد خيام من المساعدات الاغاثية والبعض جعل من قطع الاخشاب والخردة منزل له يؤويهم لكنها تبدو متهالكة ومهترئة لا تقيهم البرد ولا حرارة الشمس.
تمر فصول السنة قاسية عليهم بين حرارة الصيف والبرد القارس في الشتاء، ومن فوقهم الامطار الموسمية، فبتلك الخيام والعشش لا تقدر على تحمل ومنع قساوة الاجواء عنهم فهي ملازمتهم وسط مضاجعهم.
كارثة إنسانية تتضح معالمها اكثر فأكثر، فلا يوجد اي مقومات الحياة الاساسية في مخيم النازحين حيث تلاشت مساعدات المنظمات الاغاثية وتبقى واحدة فقط لا تكاد تغطي ما يسد رمقهم واسكات اصوات بطونهم الجائعة.
الاطفال هنا محرومين من التعليم فلا وجود لاي مدرسة قريبة من المخيم، ولا أهاليهم قادرون على توفير تكاليف الدراسة ليبقى مستقبل هؤلاء الاطفال مبنيا على الجهل، وقطاع الصحة أيضاً يسوء حاله يوم بعد اخر وتتفشي الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا والدفتيريا في أوساطهم.
أسرة أم علي، وهي إحدى الأسر النازحة التي هربت من الحرب من محافظة الحديدة، ولديها أربعة أبناء، يكبرهم شاب يبلغ 25 عام وثلاثة بنات ويعاني الشاب من مرض في العظام لا يقوى على العمل ليعيل أسرته.
تقول أم علي في تصريحات لموقع المهرية نت، انها تعيش أوضاع مأساوية يصعب تخيلها ولا تقدر على توفير مستلزمات حياة أبنائها.
وتشير ام علي إلى انها تمتلك خيمة مهترئة لا تقيهم البرد ولا الحر ولا الامطار ولا تقدر على توفير مستلزمات تدفئ بها اطفالها مناشدة المنظمات بأن ينظروا الى وضع النازحين في المخيمات.
لا احد يحس بما تمر به هذه الاسر النازحة، فهم في عزلة يعيشون في شتات وحياة صعبة دون وجود دعم من أي جهات تحسن من وضعهم المعيشي والصحي وتعليمي.