آخر الأخبار

عن الإمارات واستقبالها رئيس إسرائيل تزامنا مع العدوان على غزة!

الأحد, 03 ديسمبر, 2023

في الوقت الذي يتم فيه قتل الآلاف  من أبناء غزة  وهدم بيوت الأبرياء على رؤوسهم، وفي الوقت الذي تعاني فيه غزة من مرارة عودة  العدوان الإسرائيلي الذي أسقط  خلال يوم وليلة عشرات الشهداء والجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال ومن المدنيين الأبرياء...   تقوم دولة الإمارات باستقبال رئيس إسرائيل فارشةً  له  البساط الأحمر تعبيرًا عن الود والاحترام واعترافًا بدولته، وكأن ما يحدث في غزة عبارة عن فيلم آكشن تم تمثيله وليس وجعًا حقيقًا وموتًا مؤكدًا يصيب شعبًا بأكمله.

ليس غريبًا على دولة الإمارات فعل هذا؛ فهي التي لا تؤثر في الجانب العربي إلا تأثيرًا سيئًا ولا تعمل لصالح العرب على الإطلاق، إنها أداة تدار عن بعد، تحرك من دول الغرب كيفما شاءت تلك الدول، وتأريخها معروف للجميع بأنها ما دخلت دولة إلا عبثت فيها كثيرًا وعاثت فيها فسادًا، وعلى الرغم من ذلك فإن هذا التصرف الذي قامت به مستهجن وممقوت، بل إنه استهانة بدماء الشهداء والجرحى  وتجاهل لأنين أكثر من مليوني من المهجرين بالقوة من أنباء القطاع، إنه تناسٍ للوجع الذي خلفة قطع الماء والكهرباء وانعدام الغذاء والدواء والوقود لشعب يعيش تحت القصف الهمجي قرابة شهرين من الزمن.

من المعروف أن المؤتمر الذي عقد في الإمارات هو مؤتمر دولي يهتم بقضايا البيئة والمتغيرات المناخية، لكن هذا لا يبرر أن يتم التعامل مع رئيس إسرائيل، الكيان المحتل المغتصب القاتل الذي سفك أنهارًا من دماء الأبرياء، أن يتم التعامل معه بكل هذه الرقة واللطافة والحب وكأن جسد العرب لم يتم طعنه وكأن لا شيء سببته إسرائيل في المنطقة.

في دولة الإمارات يتم الترحيب بإسرائيل وعلى أرض غزة يحدث الخوف والترهيب للأبرياء من قبل إسرائيل،  هذه المفارقة لا ينتج عنها غير سخط كبير من قبل العقلاء الأحرار الذين يقدسون الدين  والأرض والعرض وينتمون للعروبة انتماء حقيقًا لا انتماء مزيفًا؛ وليس من قبل العرب وحسب من كل أحرار وحرائر العالم الذين هزتهم أحداث غزة وجعلتهم يخرجون إلى الشوارع مناشدين بالحرية والأمن لها.

حركة حماس التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي بكل قوة وعزيمة  وتدافع عن المقدسات الإسلامية،  تحدثت بلطف إزاء هذا الاستقبال حين  قالت في بيان لها  إنها كانت تتمنى على دولة الإمارات أن تبادر برفض دعوته، حتى وإن كان هذا المؤتمر مؤتمرًا دوليًا، وهنا يظهر حِلمُ المؤمن الصادق،  الذي يعاتب بلطف رغم أنه يعلم حجم العداء الذي تكنه الإمارات تجاه هذه الحركة يظهر هذا العداء واضحًا من خلال تصريحات مسؤولين إماراتيين ومن خلال الدعم الكبير لإسرائيل من قبلهم ليس بمجرد الدعوة لحضور المؤتمر وحسب.

الوقت يمضي والأحداث  تكثر والتأريخ يرصد ويوثق، ومن خلال الأحداث المتسارعة تتعرى الإمارات كثيرًا وتنكشف عوراتها في أنها دولة صنعها الغرب  وأنها مسيرة من قبلهم، عبدة  مأمورة مطيعة، تخلت تمامًا عن قيم العروبة والإسلام وعن الإنسانية وذهبت تتآمر على العرب والمسلمين هنا وهناك.


*المقال خاص بالمهرية نت*

المزيد من إفتخار عبده