شهدت شجرة الغريب الشهيرة الواقعة في محافظة تعز حادثة سقوط أجزاء منها بشكل مفاجئ، مما أثار تساؤلات عديدة حول أسباب هذا التدهور. حتى الآن، لم تصدر أي جهة رسمية توضيحًا حول السبب وراء هذا الحدث الذي يثير القلق.

تعتبر شجرة الغريب واحدة من أبرز المعالم الطبيعية في المنطقة، وتحظى باهتمام كبير من قبل الزوار والباحثين بسبب عمرها الطويل وشكلها الفريد. وقد تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات تُظهر الحالة الراهنة للشجرة، داعين إلى إجراء فحص علمي عاجل للحفاظ عليها.

ونعى نشطاء الشجرة، حيث علق الصحفي عامر الدميني على الحادثة، مشيرًا إلى أن "شجرة الغريب" تحمل دلالات رمزية وتاريخية، ولفت إلى أنها تنتمي لفصيلة الأشجار المعمرة المعروفة بقدرتها على مواجهة الظروف المناخية.

وأضاف الدميني أن سقوط الشجرة قد يكون مؤشرًا على نهاية عمرها الافتراضي، وهو ما يُعتبر جزءًا من دورة الحياة الطبيعية. وأشار إلى أن البيئة في اليمن تواجه تحديات عدة، مثل قلة المياه والأنشطة البشرية، مما قد يؤثر على بقاء هذه الأنواع من الأشجار.

عبّر عدد من الأفراد عن حزنهم لفقدان هذا المعلم التاريخي، حيث علق البعض على منصات التواصل الاجتماعي بعبارات تعبر عن الأسى لفقدان شجرة الغريب، التي يُعتقد أنها تعيش منذ أكثر من 1500 عام.

ورغم ما حدث، أشار البعض إلى أن الشجرة قد لا تكون قد ماتت تمامًا، حيث يمكن أن تستمر الحياة فيها من خلال جذورها القوية، مما يستدعي ضرورة رعايتها ودعمها للحفاظ عليها كرمز للصمود والارتباط بالأرض.

من جانبه كتب الصحفي محمد السامعي قائلًا: هذا ليس انهيار شجرة فقط، بل هو تعبير ضمني عن انهيار وطن، وانهيار قيم، وانهيار ضمير كان يفترض أن يصحو في مواجهة العواصف التي يعاني منها البلد العزيز منذ نحو عشر سنوات.

وتابع: هذا الانهيار الواضح رسالة بالغة وبارزة ومؤثرة من شجرة عريقة، تؤكد للجميع بأن الانهيار الشامل سيأتي لا محالة إن لم نقف جميعًا كتلة واحدة في سبيل اليمن.

وأضاف: "سننهار جميعا بشكل كلي إن لم نوقف الانهيارات الجزئية، وهذا يستدعي منا جميعا أن نكون مسؤولين حقيقيين من أجل وطن خالٍ من هذا البلاء المرعب والمخيف".