آخر الأخبار
في اليمن.. الحياة تمضي رغم الأوجاع التي لا تحصى!
منذ أن اندلعت أول شرارة للحرب في اليمن أذن مؤذنٌ أن الباب قد فتح لدخول المآسي المتواصلة على شعب لم ينعم بالراحة منذ مولده.
جرت الأوجاعُ على غير عادتها في تقلب الحياة نحو الأسوأ، فقدانٌ في مجالاتٍ كثيرة، انهيارٌ كبير في البنى التحتية، وتراجع في كافة المستويات التي كانت داعمة ومساندة لعامة الشعب، لم يكن هذا مألوف على اليمنيين الذين كانوا يطمحون بحياة أفضل، يترقبون واقعًا جميلًا يأخذهم نحو الرقي والتقدم والازدهار، ونحو دولة تنعم بالمدنية والرخاء؛ لكن الحرب كان لها رأيها الخاص في تحطيم الآمال والطموحات وفرض الأوجاع والمآسي وهذه هي طبيعتها في أي بلد تحل فيه.
لم يقف اليمنيون حيال كل هذه المآسي والأوجاع مكتوفي الأيدي يندبون حظهم ويسخطون من الواقع المرير الذي يحبطهم باستمرار؛ لكنهم واجهوا قساوة الواقع بالصبر الجميل، وقابلوا التحديات الكبيرة بالثبات والعزيمة والإصرار، فحدث أن استمرت الحياة على ما يرام، ليس تأقلمًا مع الأوجاع ورضاء بها؛ وإنما تحد كبير لها وجهاد من أجل العيش المناسب.
اليوم في اليمن وعلى الرغم من المآسي الكبيرة والوضع المعيشي الذي يزداد نهيارًا يومًا بعد يوم، إلا أنه هناك مبشرات كبيرة، وخيوط للأمل تقوى وتمتد بين حين وآخر، توحي بأن الحياة لا تنتهي بمجرد دخول الحرب إلى البلد، وأن الوضع المعيشي المتعب لا يقف حائلًا دون تحقيق الطموحات كلها أو بعضها.
أبى أبناء اليمن إلا أن يعيشوا الحياة على الوجه الأفضل، فبحثوا لهم عن سبل جديدة وأبواب أخرى يعتاشون منها، وتدخل لهم النور ولو من ثقوب صغيرة، فواصل الطلاب تعليمهم، ومنهم من وجد فرصة في التعليم العالي فخاض غمار هذا العالم المفيد، واجتهد العمال في البحث عن فرص عمل جديدة، وفتح الكثير من الناس مشاريعهم الخاصة الصغيرة منها والكبيرة.
محاولات كثيرة يجريها اليمنيون بكل شغف في صناعة الأمل وبعث الفرحة من بين ركام الأحزان وإن كانت الإمكانات بسيطة.
إن من الأمور الجميلة التي يمكن أن نجدها في زمن الحرب، أن المرأة اليمنية ظهرت بشكل فعال في مواجهة تحديات الحياة وقساوة العيش، فلم تستسلم للصعاب التي وقفت أمامها؛ بل إنها شرعت تعمل إلى جانب الرجل، ودخلت سوق العمل بقوة فخاضت غمار تجارب لم تخضها المرأة اليمنية من قبل، والأجمل أنها سجلت نجاحًا باهرًا نفعت به نفسها وأهلها والمجتمع من حولها؛ فقد فتحت الكثير من النساء مشاريعهن الخاصة بهن ليس في مجال التجارة وحده؛ بل حتى في مجال الإنتاج والصناعة والحرفية الفريدة.
تحية عظيمة تليق بكل اليمنيين الذين لم يعترفوا يومًا بالعجز، وعاشوا حياتهم على الرغم من وجود الكثير من المعوقات التي لا حصر لها، لأولئك الذين صنعوا من المحن منحًا واتخذوا من المعوقات سلمًا للصعود نحو الأعلى، فمضت الحياة معهم على خير ما يرام.
*المقال خاص بالمهرية نت*