آخر الأخبار

المرأةُ اليمنية ودورها في ثورة أكتوبر المجيدة!

الإثنين, 16 أكتوبر, 2023

للمرأة اليمنية دور كبير في المشاركة الفاعلة في ثورة أكتوبر المجيدة، ضد الاستعمار البريطاني الذي احتل جنوب اليمن لأكثر من قرن من الزمن، ليس بالمشاركة في دحر المحتل في الجبهات وحسب وإنما كان لها دورها الأبرز في كافة مناحي الحياة وهذا يعود إلى أمر مهم وهو أن المرأة اليمنية -وقتذاك-  كانت قد أخذت قسطًا كبيرًا من العلم الذي مكنها من مسك  أدوار بطولية في مجالات عديدة في  مدينة عدن.

  كانت عدن منذ عام 1925م رائدة في التعليم ولا سيما تعليم الفتيات ومنذ ذلك العام وحتى عام 1969م كان قد أخرج التعليم نتاجًا كبيرًا في صفوف النساء، تفتحت العقول، وعرفت المرأة اليمنية آنذاك معنى الوطن والمواطنة ومعنى الاستعمار ومذلة العيش في ظل وجودة،  فعملت جنبًا إلى جنب مشاركةً الرجل في العمل في الميدان  وفي العمل السياسي أيضًا.

  ففي عام 1942م دخلت المرأة اليمنية بقوة في ميدان الحياة المدنية، فشرعت جاهدة في تنظيم وتأسيس المنظمات النسائية التي كان لها دورها الأبرز في الاستقلال وإنجاح الثورة المجيدة.

  وقد شاركت في أعمال اجتماعية وإنسانية وثقافية لعل من أبرزها مشاركتها  في العمل الصحفي والتوعوي فكانت أول صحيفة تشارك فيها  المرأة هي صحيفة فتاة شمسان  ثم توالت الصحف بعدها مثل صحيفة فتاة الجزيرة وغيرها من الصحف التي كانت تنشر في مدينة عدن وقتذاك، وكان  للمرأة فيها صوت كبير.
.

ولم يقتصر دور المرأة اليمنية على الدور الاجتماعي والتوعوي، بل شاركت في تنفيذ العمليات الفدائية في ميدان المعارك ضد المحتل وكان دور المرأة الريفية لا يقل شأنًا عن دور المدنية، فالريفية  ساندت أخاها الرجل، وكانت لها مواقف بطولية مشرفة أظهرت فيها شجاعتها  وبطولتها ضد العدو وثبوتها خاصة   أمام ما شهدته مناطق الضالع وردفان من عدوان غاشم وقصف بالطائرات على العزل من المواطنين وهذا ما دفع المرأة أكثر  لتخرج غاضبة ثائرة، ومعينة أخاها الرجل؛ فحملت السلاح وردت على ذلك القصف، وساعدت الثوار في الصعود إلى أعالي الجبال وانتقالهم إلى القرى، وتجهيز ما يحتاجه الفدائيون من أكل وماء وإيصاله إلى المواقع، كذلك إيصال الأسلحة الثقيلة والخفيفة إليهم،  ناهيك عن عملها في الإسعافات الأولية للجرحى من الأبطال والذهاب للمدينة لشراء الأدوية وكل ما يحتاجه الفدائيون، والكثير  الكثير  من المواقف المشرفة التي سطرها التأريخ بأحرف من نور، ولا تزال دروسًا تتلقاها المرأة  بكل فخر، من وقت لآخر.



الجدير بالذكر أن المرأة اليمنية كلما يمر الوقت تزداد وعيًا وإدراكًا لما يحدث حولها، وهاهي اليوم كما كانت بالأمس  رافضة الظلم والقهر والاستبداد في شمال اليمن أو ما يحدث في جنوبه من تدخل القوى الخارجية التي تستعمر اليوم الموائئ والجزر وتعيث في الأرض فسادًا وتحاول  إسكات كل من يرفض أعمالها العدائية، إن المرأة اليمنية قوية وذات عزيمة وإصرار فهاهي اليوم تعيد ذكرى الأمس وتعمل على  نشر الوعي وتعمل إلى جانب الرجل في دحر الظلم وأهله بكل ما أوتيت من قوة وإدراك.

  *المقال خاص بالمهرية نت*

المزيد من إفتخار عبده