آخر الأخبار
طوفان الأقصى وتوحد اليمنيين مع القضية الفلسطينية!
صبحُ السابع من أكتوبر لقد أشرق من غزة، أطل الضوء من هناك، من بعد سنوات من الظلام، سنوات من القهر والخوف والقلق، وما أجمل أن تأتيك البشرى ممن تحب، وأن يسعدك من هو عزيز عليك.
هذا ما فعلته غزةُ في قلوب الأوفياء المخلصين من العرب، أعادت لهم الأمل بعد اليأس، أعادت لهم العزة في زمن الهوان وأسعدتهم في زمن الحزن وكان من حق هؤلاء أن يعبروا عن سعادتهم بالطريقة التي يحبونها فخرجت الجموع إلى الشوارع ابتهاجًا، وكان اليمن الموجوع من السباقين إلى الاحتفاء بهذا النصر العظيم، النصر المؤز الذي أفرح جميع الشرفاء.
تضامنٌ يمني منقطع النظير مع القضية الفلسطينية على أرض الواقع وفي الواقع الافتراضي، يبعث في النفس السعادة والسرور، أن هذا الشعب على الرغم من الجراح الغائرة التي تتوسط روحة وجسده إلا أنه، ما يزال يناصر الحق ويرفع قبعته له احتراما وتقديرًا أينما كان.
ما تزال الجماهير اليمنية تواصل مسيراتها في شكل غير مسبوق وتخرج إلى الميدان في مسيرات حاشدة تضامنًا مع ما يحدث من انتصارات مشرفة في فلسطين وتأييدًا للشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقه، والدفاع عن الأقصى، فرحٌ كبير بالنصر المؤزر، هذا النصر وهذه المعارك التي بعثت الأمل في القلوب بعد أن كان قد هدها اليأس من واقع لا يبشر بخير على الإطلاق.
جرعة من الأمل حقنتها غزة في صدور العرب جميعًا، ليس اليمنيين وحدهم، بل في صدور كل من يناصر هذه القضية منذ عام 1948م وحتى اللحظة، كيف لا واليوم يضحك مستبسرًا من كان مؤيدًا لفلسطين وينكس رأسه من كان مطبعًا مع إسرائيل، إنها لحظات البشارات هكذا يصفها الشعب اليمني اليوم في ظل هذا الفرح العظيم الذي اجتاح كل بيت حر أبي عزيز، وكل صدر عربي أصيل.
إن ما يحدث اليوم في اليمن من انتفاضة تأييدٍ إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذا الشعب لا يقبل الظلم ولا يرضاه، شعبٌ ألف الحق واعتاد عليه ولا يمكن أن يقبل بغيره طال الزمن أو قصر.
وأنت تتابع تلك المسيرات التي تجرى في اليمن في شوارع العديد من المحافظات، وذلك الحماس الكبير، وتلك الفرحة التي ترسم على وجوه الصغار والكبار، يقشعر بدنك وتشعر بأمل كبير، وتسأل نفسك ماذا لو أتيحت الفرصة لهذه الجماهير في الدفاع عن الأقصى؟ هل كان سيستمر الاحتلال الإسرائيلي إلى هذا الوقت؟!
الجميل في الأمر أنك تجد اليمنيين قلبًا واحدًا مع القضية الفلسطينية، سواء كانوا ينتمون إلى الحزب الفلاني أو لغيره، وسواء كانوا من مؤيدي هذه الفئة أم تلك، وهذا ما يشعرك بغبطة أكبر أن غزة لا يختلف في حبها الشرفاء ولا ينكر عزها ومجدها وتضحيتها على مدى السنوات إلا الجبناء من الناس، وإنهم قلةٌ ستنسفهم رياحُ الحقيقة ولو بعد حين.
*المقال خاص بالمهرية نت*