آخر الأخبار
الأمراض تغزو أجساد اليمنيين.. وجانب طبي منهار!
كلما ساءت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية تسوء معها الحالة الصحية لدى المواطنين الذين يكابدون الحياة في سبيل الحصول على رغيف خبز يقضون به نهارهم، يسكتون به أطفالهم، ويتناسون أنفسهم في الكثير من الأوقات.
كسرةُ خبزٍ يابسة والقليل من الماء الذي لا يكون نقيًا في الكثير من الأوقات، أنى لهذا أن يأتي بعافية وصحة جسدية لمن يعيش عليه، وما أكثرهم داخل هذا الوطن المجروح من أقصاه إلى أقصاه، فينتشر المرض وتكثر الإصابات وتكون حياة الإنسان مهددة بالموت بطريقة أو بأخرى.
هنا على وجه هذه الأرض اليمنية، التي شهدت الأوجاع تلو الأوجاع، أصبحت الأمراض شبحًا مخيفًا يلاحق بني البشر، يتربص بهم بين حين وآخر، ينهي فريقًا منهم وهم في عز شبابهم أو في طفولتهم التي لم يعيشوا أيامها بعد، ويترك البعض الآخر رهن أسرَّة المستشفيات، يتلوون من الآلام التي لا تطيقها نفوسهم، ولا تتحملها قواهم وطاقاتهم.
هل كان فرضًا علينا أن نعيش كل هذه الآلام؟ هكذا يسأل الناس أنفسهم ويسألون من حولهم، من هول ما يتلقون من ويلات، ويأتي الجواب بصوت من أحدهم يوصيهم بالصبر والتأسي بأن الحياة فانية، أو يأتي الجواب بلا صوت، من المرض ذاته، أن قريبًا سيكون موعد الوداع لهذه الآلام وإلى راحة أبدية عند إلهٍ رحيم.
وما بين الأجساد المتعبة والأمراض المستشرية، توجد مستشفيات لا حول لها ولا قوة، فالطب اليوم أصبح مريضًا هو الآخر، وبحاجة ماسة إلى اهتمام ومتابعة وعناية، تجد المستشفيات اليوم مليئة بالمرضى، الذين هدهم المرض، وفي الوقت ذاته هؤلاء العاجزون عن القيام من أسرتهم لا يتلقون الاهتمام الكافي الذي يتلقاه المرضى في المستشفيات في الدول الأخرى.
هنا أصبحت الكثير من المستشفيات مصدرًا للمرض لدى الكثير من المقبلين عليها، كيف لا وهم يقضون النهار كاملًا في طوابير الانتظار في سبيل الحصول على إذن للدخول لدى الطبيب أو الطبيبة، وبعد ذلك يتم تمريرهم من لدى الطبيب بعجالة فائقة ووقت قصير لم يكونوا قد تحدثوا فيه عما يؤلمهم وما يشعرون به، فيعودون من المشفى بخفي حنين أو بعلاج صرف عن طريق الخطأ.
طوابير لدى المختبرات وأخرى على أبواب الصيدليات تشعرك أن الحياة رخيصة للغاية وأن الإنسان لا قيمة له؛ بل إن الرحمة قد انتزعت من قلوب الكثير، عندما ترى عجوزًا لا يكاد يستقيم بالشكل السوي، يتكئ على عصاه بيديه المرتعشتين يقف في طابور الانتظار، ينتظر دوره ليحصل على بعض الفحوصات أو على دواء مناسب.
ناهيك عن الأدوية التي أصبحت اليوم تباع بشكل عشوائي ويتاجر بها على حساب المواطن الذي يبحث عن الأرخص سعرًا، عن الذي يقدر على شرائه.
هكذا أصبح الإنسان اليمني اليوم رهن الويلات التي تتقاذفه من جهة لأخرى، لا يكاد يخلص من معاناة إلا ودخل بأخرى تكون أشد ألمًا من سابقاتها، فمتى سيشعر أن له حق في الحياة يعيشها بالطريقة التي تليق ببني البشر؟!
* المقال خاص بالمهرية نت*