آخر الأخبار
عن رفع الحكومة سعر صرف الدولار الجمركي!
على حين غفلةٍ عن اهتماماتها بأمور شعبها واستشعار المسؤولية تجاهه تصدر الحكومة اليمنية قرارات جديد تفضي إلى رفع سعر الدولار الجمركي بنسبة 50% هذا الأمر الذي سيزيد من إصلاح حال الحكومة، وسيزيد من إفساد الوضع المعيشي المتدهور الذي يعاني من مرارته اليمنيون منذ بدء الحرب وحتى اللحظة.
يقول القدماء "ارحبي يا جنازة فوق الاموات"، وهذا تمامًا ما ينطبق على الوضع الحالي الذي نعيشه نحن اليمنيون في ظل ارتفاع مجحف في أسعار الوقود والمواد الغذائية، هذا الارتفاع المتسمر الذي يشهده السوق اليمني بكل حين.
هل انعدمت الحلول وأغلقت الأبواب الأخرى على الحكومة حتى تلجأ لمثل هذا؟!، أم أنها تعمل عكس المهمة التي ارتقت المنصب لأجل أن تقوم بها؟
هذا ليس الإصلاح الاقتصادي الذي زعمت الحكومة أن مهمتها تحسينه؛ فمنذ أن جاءت لم يتبق في الشعب رمق حتى يقدر على المقاومة، إنه غير قادر حتى على التنفس، فالكثير من الناس اليوم وصلوا إلى حالة من الضنك المعيشي، إلى درجة أنهم أصبحوا غير قادرين على توفير الحاجات الضرورية، الحاجات الأساسية التي تبقيهم على قيد الحياة وحسب، في ظل توقف المرتبات وانعدام فرص العمل واتساع رقعة الفقر إلى الحد الذي أبدًا ما كان في الحسبان، وتأتي الحكومة اليوم وبكل برود بقراراتها هذه التي ستزيد الطين بلة، وستوسع من رقعة الفقر، وتزيد الجراح اتساعًا وألما.
ربما أنها لا تتابع حال رعاياها الذين باتوا تحت خط المجاعة، يتخبطون في دروب الحياة المعتمة، للحصول على القليل من الغذاء، ومن غاز الطهو المنزلي الذي هو أساسًا بعيد المنال عن الكثير، المواطنين الذين أصبحوا اليوم يقطعون المسافات الطوال مشيًا على الأقدام التي لا تقوى على حمل أجسادهم المرهقة؛ فقط لأنهم لا يمتلكون ما يجعلهم يركبون وسائل النقل دون عتب، لم تنظر للطلاب الذين تركوا التعليم؛ فقط لأنهم لا يمتلكون قيمة المواصلات، أو ربما أن الحكومة لا يهمها هذا الأمر بقدر ما يهمها أمر الموظفين الحكوميين الذين يعيشون في الخارج حياة الرفاهية والبذخ، فأولئك أولى بالنسبة لها من شعب هده الجوع، وهو في الوقت نفسه لا يمتلك القرار في إصلاح حاله.
حلول كثيرة كانت ستجدها الحكومة فقط إذا كانت تستشعر المسؤولية، إذا كانت تهتم لحال الشعب ومعاناته وتقدر الوضع الذي ضاق بأهله ذرعًا، كانت ستعمل على تسريح الكثير من مسؤوليها على سبيل المثال، المسؤولين الذين يتسلمون مرتبات كبيرة بالعملة الصعبة، وإذا ما عملت هذا فلن يضر الشعب شيء، بل ستخفف عنه أعباء كانت تثقل كاهله، ولو عملت على التقليل من البعثات الدبلوماسية التي تفيض عن المعقول، ولا تخدم المواطن بقدر ما تخدم ذاتها ومطامعها الشخصية، حلول أخرى كثيرة لو أنها كانت أهلًا للقيادة الحقيقية.
ما الضرر الذي سيحدث لو عملت الحكومة شيئا واحدًا يجعل الشعب يذكرها فيه بالخير، ويشكرها عليه، شيء واحد فقط؟ وهو إصلاح الوضع الاقتصادي، لكن الواقع ربما أنها تفهم بالمقلوب فكلما صاح الشعب يريد الصلاح تفهم منه أنه قد ملَّ من حياة البذخ فتعمل على رفع الأسعار، وتقدم على اتخاذ قرارات كهذه.