آخر الأخبار

حيرة رئيس.. ولغة الصورة!

الاربعاء, 09 نوفمبر, 2022

صورة الرئيس الدكتور رشاد العليمي في مؤتمر شرم الشيخ (قمة المناخ) على مستوى القادة حظيت بتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي وأثارت جدلا بين النشطاء!.الرئيس يقف وحيدا ويضع كلتا يديه على الأخرى! ولكن الأكثر ألما أن تعابير الوجه شابها شيء من الحَيرة والحزن!؟.
 
رشاد العليمي هو دكتور في علم الاجتماع القانوني، معرفته وثقافته اصطدمت بالخبرة التي يتمتع بها أطراف الصراع في إدارة الحرب اليمنية، وبهذا كانت الصورة ترجمة حقيقية للواقع اليمني، إذ لا يوجد مؤشرات في مسار السلام في اليمن الملطخ بالدم وآلاف الجرحى.
 
الزعماء في قمة شرم الشيخ يتحدثون مع بعضهم باستثناء الزعيم اليمني الذي التزم الصمت، ويبدو على ملامحه الأسى، كأنه يستحضر حال اليمن البائس.
 
ربما، لا شيء يدعو للابتهاج، هكذا قالت الصورة، ولأنها أكثر صدقاً من لغة الكلام، عكس القلم والمقال الذي قد ينقل نصف الحقيقة أو عكسها، ومثله الإعلام عموما حين ينقل الحدث ويقدم صورة مشوشة وغير دقيقة، أما الصورة فتنقل الواقع وحالته كما هي، لذا قيل أن صورة تغني عن ألف كلمة وربما أكثر.
 
فالصورة قالت إن خارطة السلام في اليمن مرهونة بمصالح الدول الإقليمية أولاً، وبطموح قادة الصراع في الداخل اليمني، وبهذا استمرار الوضع الراهن بهذه الحالة الهشة هو الأنسب لجميع أطراف الصراع، بما في ذلك السلطة والإقليم وزعماء الحرب الحوثيون على السواء.
 
وتحكي الصورة بأن القضية اليمنية سياسية لها بعد أمني وأثر اقتصادي مرير، لكنها في الأساس بفعل تدخل خارجي وطموح إقليمي ظهرت معالمه واضحة من خلال التشكيلات الأمنية المرتبطة بزعماء الحرب، ليس لهم عقيدة موحدة ولا ولاء وطني، ومهمة تلك الوحدات خلق صراع عسكري مع بعضها البعض، وأحيانا تدخل في حروب مع الجيش.
 
صحيح أن القضية اليمنية وأزمتها سياسية، لذا كانت معالجتها سياسية أيضاً، وفقا للمثل القائل "وداوها بالتي كانت هي الداء"، من هنا ذهبت دول إقليمية نحو تشكيل المجلس الرئاسي، إلا أنه غير منسجم في بنائه الداخلي، وظهرت مبادرة الهدنة الأولى والثانية لإضفاء شرعية وإنجاز.
 
انتهت الهدنة اليمنية وبدأ التلويح بالقوة من قبل أطراف الصراع جميعاً، وبهذا سقط العديد من القتلى، وكان آخرها تفجير مخازن السلاح في مأرب وسقوط العديد من الأبرياء المدنيين، ثم سقوط العميد الجرادي مع مرافق له وسط الصحراء.
 
تاريخ الصراع وخارطته تتشابه في البداية والنهاية، وفرص استمرار الهدنة هي الأقرب، مع استمرار لإطلاق صواريخ أحيانا، لإبداء نية القتل وفتح شهية زعماء الحرب برؤيتهم لتساقط الضحايا من الأبرياء.
 
في هذا الجو الملبد بالغيوم والعواصف تتشكل ملامح اليمن الحديث، يمن لا يشبه تاريخه ولا ماضيه ولا مستقبله، بل هو جماعات ومليشيات تتشابه كثيراً مع الحالة الميؤوس منها أفغانستان، وبهذا سيكون مستقبلها في كف زعماء الحرب.

 خلاصة القول إن اليمن يتشكل بوجوه جديدة، لكن.. ليس قبل أن يشبع المجرمون من دماء الجائعين، وليس قبل أن يتساقط القادة الأوفياء ثمناً لحرية واستقلال اليمن السعيد.
 
ما تحكيه الصورة، هو لسان الشاعر بقوله:
ما حيلة العبد والأقدار جارية
عليه في كل حال أيها الرائي
ألقاه في البحر مكتوفاً وقال له
إياك إياك أن تبتل بالماء

المزيد من د. شكيب صالح
من وحي الكوارث
الخميس, 16 فبراير, 2023
فبراير وموسم الربيع
الإثنين, 06 فبراير, 2023