آخر الأخبار

حُضن الدولة

الخميس, 11 أغسطس, 2022

ورد في المعجم اللغوي معنى حُضن وحِضن أي:" بين الصدر والاضلاع " وهي الوسادة الأكثر أمنانا في عالم الطفولة، أما معني دَوْلَة بالفتح فهي الحرب، ودُولة  بالضم هي المال، ولهذا كان الرئيس هادي صادقا عندما قال ان عمران عادت الى حضن الدولة أي أن الدماء اختلطت بالحضن.
 
أما دُولة بالضم " أن تكسب مال" وهو ما عبر عنه المجلس الانتقالي بحضن الدُوُلة – أي أن المال وصل للحضن.
 
شبوة مدينه الجمال وحضارة الرومانسية إحدى عواصم اليمن القديم، فهي قتبان ودولة حضرموت، ومملكة اللبان والبخور. إنها مسميات شبوة اليمنية، والتي امتد نفوذها الى الشرق الافريقي قديما.
 
ارتبطت شبوة وحضارتها بالرومانسية، إذ كانت بوابة التجارة العالمية، فهي أرض اللبان والبخور والمر وهي أدوات التجميل والزينة والعطور والتعقيم، بالإضافة لطقوس العبادات.
 
اطلق اليونان اسم اليمن السعيد على بلاد شبوة لأنها الأرض المنتجة لأدوات التجميل ومنتجاته، لذا كان ملوك اليمن يُطلقون عليها الأرض المقدسة.
 
شبوة عالم الجمال والدلال والتاريخ، إذ لا تقل أهمية عن مأرب والبيضاء وتعز المثلث الحصين للدولة اليمنية الحديثة.
 
لا استطيع الكتابة عن شبوة دون الحديث عن مأرب والعكس، فهي بلاد التاريخ والحاضر، والجغرافيا والأرض والمستقبل.
 
شبوة في التاريخ اليمني الحديث
 
شبوة والمجلس الانتقالي
 
عندما عجزت قوات الحوثي السيطرة على شبوة انتقلت مهمة انهاكها للمجلس الانتقالي.
 
المجلس الانتقالي عبارة عن تشكيلات شبة عسكرية، خالية من الانتماء الوطني، أي انها قوة بلا عقيدة عسكرية، فما عجرت عنه مليشيات الحوثي في شبوة حققه المجلس الانتقالي بإنهاك هذه المدينة.
 
قدم المجلس الانتقالي للتصدي للاستقرار في شبوة وعدن وهي مهمته، من أجل الوصول بالناس لعالم البرزخ، بالإضافة للتشريع للعنف وانتاجه، أي انه خصما على البيئة ومستقبل الاطفال، وذلك بالتعاون مع إخوانه الحوثيين. 
 
شبوة والمجلس الرئاسي
 
المجلس الرئاسي هو المسؤول الأول عن الملف الأمني في اليمن وممارسات المجلس الانتقالي هي توجهات صادقة لشرعية المجلس الرئاسي، فانتهاكات الحوثي تتشابه مع انتهاكات المجلس الانتقالي، جماعتان ارهبيتان، مهمة كل فريق التشريع للعنف وإنتاج التطرف.
 
 ما حدث في شبوة ليس صراع بين القوات الأمنية برعاية قوات التحالف العربي، إنما هو انتقام من التاريخ وإرثه الحضاري، وهي الممارسات الأكثر قحبا في عالم السياسة.
 
الاحداث الأخيرة ليس لها مبرر، لكنها تشريع للعنف ودلالات ذلك واضحة، فالمدينة كانت نموذج للعمران والازدهار أصبحت وبفضل المجلس الرئاسي خصما للسلام الاجتماعي، فالقوات العسكرية فيها غير منسجمة في عقيدتها الوطنية، وولائها للمدينة، أي أنها قوة وبيئة خراب.
 
حدث الأمس القريب ليس نهاية الصراع في اليمن، إنما من يبدأ بالقتال اولاً يكسب المال الأكثر، هذه هي معادلة مسألة الصراع في اليمن، لذا يسعى المجلس الانتقالي فتح جبهات في كل مناطق اليمن الجنوبي على غرار الحوثي في الشمال، فهو في سقطرى والمهرة وعدن لكنه غير مستعد لخوص المعركة ضد الحوثي وليست مهمته تلك.
 

المزيد من د. شكيب صالح
من وحي الكوارث
الخميس, 16 فبراير, 2023
فبراير وموسم الربيع
الإثنين, 06 فبراير, 2023