آخر الأخبار

لازال الرهان بفبراير العظيم

السبت, 06 فبراير, 2021



عشر سنوت مضت منذ أن قرر الشعب اليمني التحرر من منظومة سياسية طغت وبغت عنفا واستبدادا وفسادا , استحوذت على القرار  , وعطلت حال البلد , ونخرت وحدته الوطنية وفككت أواصر اللحمة الإنسانية داخل المجتمع اليمني, وأفرغت أهدافه الوطنية وقيمه النبيلة من عدالتها , لتبقي على شكل مؤسسي مزور هش , ككيان كرتوني متعفن فسادا وفشلا , محمي بهالة عسكرية , وآلة إعلامية مثخنة بالفساد , تلمع قبح المنظومة وتقبح جمال الإرادة الشعبية .

هي الذكرى العاشرة  لثورة فبراير العظيمة, بعظمة الوعي الذي تخلق في ساحاتها , والشعارات التي رفعت , والحوار الوطني الذي أنتج مصفوفة عبور للمستقبل المنشود , لدولة ضامنة للمواطنة , وتستوعب كل أطياف المجتمع ومشارفه الفكرية والثقافية وأعراقه ومناطقه وتوجهاته السياسية , لتشكل فسيفساء رائعة من التنوع الثري بأفكاره ورؤاه ومشاريعه التي تصب في بوتقة المشروع الوطني الجامع .

ثورة بعظمة فبراير , كان متوقعا أن يتآمر عليها النظام وداعميه الإقليميين والدوليين , تآمر المرعوب من امتدادها لتطهر كل بقاع الأرض , إقليميا وعربيا , لتهيئ هذه الأرض لنهضة إنسانية ووطنية وقومية , تفتح أفقا واسعة لوحدة عربية شاملة , وتكتل عربي وقومي قوي اقتصاديا وسياسيا , قادر أن ينتزع الحق العربي والقومي من مخالب الارتهان للقوى الرجعية والرسمالية والصهيونية , التي تشكل تحالفا يقف حجر عثرا امام تحقيق الحلم العربي والقومي الكبير .

كان التآمر واضحا , بوضوح تكتلاته , ومشاريعه التي تفضح نفسها , مع مرور الأيام , تحالف النظام العفن مع الحوثيين في الشمال , وسلمهم مقدرات البلد العسكرية والأمنية , ومفاتيح الاستيلاء على السلطة والثروة , واقتحام المدن والمعسكرات , والمؤسسات الحيوية , حتى تمكنوا من الاستئثار على كل شي , وبدعم قوى إقليمية لمصالحتها أن تعيق مسار ثورة فبراير , إعاقة تضعف امتدادها وتوسعها خوفا من أن تطولهم , بدأت بالتدخل لعقد تسويات ومبادرات , وحصانات من المتابعة والمساءلة , بما لا يتوافق وأهداف الثورة , وإعادقة العدالة الانتقالية لفرض عدالة اجتماعية , تكشف عن حقائق تاريخية تفضح مؤامرتهم على المشروع الوطني اليمني منذ ثورتي سبتمبر واكتوبر العظيمتين  , حتى وصلت لشن حرب شاملة تدخلت من خلالها لاستهداف البنية التحتية , وتفكك قوى الثورة والجمهورية , وتدعم قوى التبعية والارتهان .

تدخلها العسكري , مكنها من استثمار الغضب الشعبي والجماهيري التواق للحرية والاستقلال في الجنوب , تدخل في ترتيب قواه بما يحقق أطماعها, باستهداف القوى الوطنية الحية والصلبة , التي صعب شراؤها وإغرائها , مع تفكيك التعدد السياسي , تفخيخ الساحة بصراعات بينيه وأثنية , واستدعاء الماضي بكل تراكماته , وزرع بذور الكراهية والعنصرية بشكلها المقزز و المفكك للوحدة والتلاحم من أجل الحق , وإعادة تموضع قوى ممكن استخدامها جيدا لتنفيذ الأجندات , قوى ترفع شعارات تدغدغ فيها مشاعر , وتثير نعرات ونزعات , وتوجه بوصلة الغضب الشعبي بدون وعي نحو أطماعها وأجنداتها القذرة , وأنشأ تشكيلات عسكرية بولاء مناطقي وعقائدي تقليدي , تشكيلات لتوظيفها في نفس الاتجاه , لتكن عائق صلب امام مشروع وطني جديد دولة مدنية , خالي من الصراعات السلبية .

والنتيجة تتضح مع وضوح الرؤية , قوى التطرف والغلو والتعصب , تسيطر اليوم على مفاصل السلطات في الشمال والجنوب مع اختلافهم الفكري والعقائدي , يتفقون على رفض الآخر , ويتفقون على الارتهان والتبعية للخارج , تحت مبرر التحالفات , وهي تحالفات مجحفة , تحالف التابع والمرتهن الذي حولها أداة تدمير وتخريب , تنفذ اجندات صراع إقليمي ودولي انهك البلد والمواطن , وقتل سبل الحياة فيها.

لا تتعجبوا من التطبيع مع الصهاينة , فالجمال يقود جمال بالجام , قوة هذا الجام يتدفعه لما هو أبعد من التطبيع , ولن يستطيعوا الفكاك منه , وعدن التي تحولت لعاصمة شكرا سلمان شكرا عيال زايد , والبلد تنهار والمواطن يموت , وهكذا الحوثيين الذين حولوا صنعاء بلونها الأخضر عاصمة للمشروع الإيراني وصور السليماني , والناس فقدو للراتب وسبل الحياة , يرفضون التسول ويموتون جوعا .

لازال الرهان بفبراير العظيم وتكتل وطني , يعيد الروح للمشروع الوطني ومخرجات الحوار الوطني , يقف متصديا لكل تلك المشاريع , ومواطن ينتظر الخلاص , ولن يقف موقف المتفرج , بالضرورة سيكون دافعا قويا وصلبا لثورة 11 فبراير , وإن غدا لناظره لقريب .

المقال خاص بموقع المهرية نت

الحرب ومصير الأمة
السبت, 21 ديسمبر, 2024