آخر الأخبار

الأطفال وخطورة الألعاب النارية

الأحد, 31 مارس, 2024

المفرقعات والألعاب النارية (الطماش) ظاهرة أصبحت تشكل خطورة على الأطفال والمارة والمجتمع، وتنتشر بشكل مفزع في رمضان والأعياد ، خطورتها توازي خطورة الإطلاق العشوائي للرصاص، خاصة إننا أمام مفرقعات وألعاب نارية بموصفات غير آمنة ، وتشكل خطرا على المجتمع ومنه الأطفال الأكثر شريحه تلهو وتلعب بها ، منها الطائر والمتفجر لشظايا ، ومنها بشعلة وشرارة نارية، وصوت مزلزل، بأحجام صغيرة وكبيرة، يعلم الله كيف تدخل البلد، وما هي المواصفات الأكثر أمنا وسلاما على الأطفال الذين صاروا يستخدمونها بشكل عشوائي وجنوني، يرمونها فوق بعضهم بعض، وعلى المارة من الأطفال والنساء والعجزة، وتحت السيارات وداخلها، غير آبهين بنتائج أعمالهم، في ظل غياب الرقابة الأسرية والمجتمعية والجهات المسؤولة.

إنها حالة لهو ولعب خطيرة، سببت عددا من الإصابات المباشرة للأطفال، حيث تم رصد حالات إصابة بالعين نتيجة لتطاير الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن الاستخدام السيء للمفرقعات، وإصابات جسدية في الجلد وبتر بعض أصابع اليد، وهذا ما قد يسبب نوعا من الإعاقة البشرية، مما يستدعي تنظيم حيازة وبيع تلك المواد وفق شروط تحد من استخدامها السيء، وتفرض عليها مواصفات ورقابة وتوجيه من الأهل وكبار السن.

الأسواق والطرقات تكتظ بالأكشاك والمفارش غير المنظمة التي تبيع تلك المفرقعات وهي مكشوفة بكميات كبيرة ومعرضة للانفجار في لحظة طيش، يمكن شرارة من النار أن تتسبب في كارثة، في إشعال حريق قد لا يحسب عقباه، أكشاك فيها الباعة قصر من أطفال، ولا توجد لديهم أي وسائل الأمان والسلامة.

والكارثة الأكبر أن هناك مخازن كبيرة تحتوي كميات ضخمة من المتفجرات والمفرقعات، تفتقد لوسائل الأمان والسلامة، التي لا سمح الله وحدث التماس كهربائي أو شرارة نار يمكن أن تحدث كارثة قد تصيب الحي وتسقط ضحايا أبرياء من الساكنين الآمنين الذي لا يعلمون ما يخبي لهم القدر.

لهذه المفرقعات والألعاب النارية أضرار شتى، في استيرادها وتخزينها وبيعها ثم استخدامها، فهل هناك تنظيم ورقابة عليها في الاستيراد والتخزين؟، مع وضع وسائل ومحاذير السلامة والأمان، ثم هل هناك شروط لمحلات البيع وأماكن تواجدها؟، وشروط تداولها واستخدامها؟

كثيرة هي الأسئلة والمحاذير للحد من خطورة تلك المقذوفات، التي صارت اليوم تعج بها الأسواق، وتنتشر أكشاك البيع وفي متناول الصغار بعيدا عن رقابة الكبار، وصارت وسائل رعب في الشارع العام، من خلال اللهو بها ورميها بشكل عشوائي وارتجالي، قد تحدث كارثة كان ممكن تلافيها بالوقاية بتنظيم العملية برمتها.

سمعنا عن قنابل صوتية ترمى في الأسواق والأماكن العامة، لتسبب انفجارا عنيفا وأضرارا وكأنها مقذوف ناري حقيقي، وأحيانا تستخدم لتحدث فوضى ورعب لتوفير فرص للسرقة والسطو.


أين دور المجالس المحلية للحد من انتشار تلك الظاهرة، وتنظيم عملية البيع والشراء، ودور وزارة التجارة في عملية الاستيراد، بمواصفات أكثر سلامة وأمان، و لا تشكل خطرا على مستخدميها... ؟.

يبقى المسؤولية جماعية، تبدأ من مواصفات الاستيراد، لسلامة التخزين، لمعايير البيع والشراء، ويأتي دور الأهل وأولياء الأمور واللجان المجتمعية، والإعلام في توعية الأطفال بخطورة هذه المفرقعات والاستخدام السيء لها.

ما يحدث من أضرار من جراء استخدام الألعاب النارية والمفرقعات يؤكد أن مواصفاتها غير آمنة ، بعضها تنفجر في أيادي الأطفال قبل رميها، وبعضها تتحول لشظايا خطيرة، وهذا ما يستدعي حماية الأطفال والمجتمع من هذه الظاهرة الخطيرة، والوقاية خير من العلاج.


*المقال خاص بالمهرية نت *