آخر الأخبار
المرأةُ اليمنية والتعليم أونلاين!
التعليم عبر وسائل التواصل الاجتماعي فتح مجالًا واسعًا وآفاقًا رحبة أمام المرأة اليمنية لتنطلق من خلاله بكل ثقة نحو عالم آخر وهو عالم الإنتاج والإبداع في الكثير من المجالات.
لقد قدم الإنترنت للمرأة اليمنية ما لم تقدمه مدارس الواقع، وصنع لها أجنحةً تحلق بها في عالم الحياة بكل ثقة ودراية، فاليوم المرأة اليمنية أصبحت تتقن الكثير من الأمور التي كانت بعيدة عنها بعد المشرقين، اليوم الكثير من نساء اليمن من أصبحن يمتلكن مشاريعهن الخاصة بهن والتي تدر عليهن المال الكافي للعيش بعيدًا عن التطفل على الآخر، وبعيدًا عن انتظار مد يد العون من قبل الأقرباء.
مخطئ من قال إن وسائل التواصل الاجتماعي تفسد المرأة، فالمرأة أو الرجل بشكل عام كلٌ حيث يضع نفسه، وكل وتفكيره وانتماؤه، فإذا أردت أن تصلح نفسك وعزمت على ذلك، فلا قوة في الأرض تقدر على إفسادك، وفي الوقت ذاته إذا أهملت ذاتك وتغاضيت عن الأمور التي تدور من حولك وتعاملت معها بتساهل فبلا شك ستكون أنت ضحيتها الأولى.
ما أريد قوله هو أن التعليم أونلاين صنع من المرأة اليمنية إنسانة قادرة على مواجهة الحياة بقساوتها ومرارتها وصعوبة العيش فيها، جعلها تبدع في العديد من المجالات وذلك عن طريق دورات قليلة حضرتها لأشهر قليلة فكانت بالنسبة لها بمثابة قشة النجاة من بحر متلاطم الأمواج؛ لترسو بعدها في شاطئ النجاة كسفينة أضاعت وجتها في البحر لأعوام مديدة.
من الأشياء الجميلة والباعثة للأمل أننا وجدنا السوق المحلية هذا العام وقبيل عيد الفطر المبارك، وجدنا فيها البضاعة النسوية ذات الإنتاج المحلي تزاحم البضاعات الأخرى الخارجية، تزاحمها في الأسعار وفي قوة الصناعة وإبداعها وإتقانها الفريد، ليس في مجال واحد وإنما في مجالات كثيرة منها الخياطة والتطريز والحياكة، وصناعة العطور والبخور والصوابين الطبيعية وخلطات التجميل، بالإضافة إلى الشموع العطرية والإكسسوارات والتحف والهدايا والكثير من الأمور التي يحتاجها الإنسان، فلم تترك المرأة اليمنية بابًا من أبواب الإبداع إلا طرقته لترى هل سيكون لها فيه متنفسًا تقدر من خلاله على مواجهة قساوة العيش ومرارة الحياة!.
هكذا يكون التحدي الجميل وهكذا تتم مواجهة الظروف، في عدم الاستسلام لها، وهذا ما اتخذته المرأة اليمنية درسًا لها في أنها تصنع من المحنة منحًا كثيرة، فوجدت التعليم عن بعد ملجأ لها ولم تتساهل فيه؛ بل خاضت غماره بقوة وأثبتت قدرتها في ذلك، والكثير منهن من تحولت من مجرد متعلمة إلى معلمة تخرج أجيالًا من النساء حتى توسعت دائرة التعليم عبر الإنترنت وكثرت المنصات التدريبية وظهرت المنافسة الحقيقية في هذا المجال لتتيح الفرصة لأكبر عدد من المقبلات فتحول عالم الإنترنت بالنسبة للمرأة إلى معلِّم كبير، وهذا المعلِّم ليس خاصًا ببنات ونساء المدينة؛ بل لنساء الريف حظ كبير منه، فقد وصلت فائدة التعليم عبر الإنترنت إلى فتيات الريف وأضاف لنشاطهن وهمتهن دراية ومعرفة، فاجتمعت الخفة مع الإبداع لتكون إنسانة قادرة على عول أسرتها والذود عنها من شظف العيش ومرارة الحياة.
*المقال خاص بالمهرية نت*