آخر الأخبار
سقطرى.. عيدية بنكهة إماراتية
منذ سنوات طويلة كانت خطبة العيد وإدارة مصلى العيد حصرية على بيت المحافظ وبالتحديد حصرية على شخص المحافظ أو والده الشيخ الفاضل علي إبراهيم خالد ولم يحصل خروج عن هذا النظام منذ سنوات طويلة، أو ربما حصل منذ سنوات مضت مرة أو مرتان فقط.
هذا العام وعلى غير العادة تم الترويج لخطيب جديد استقدم قبل يوم العيد من دولة الإمارات ويدعى الدكتور سالم علي الشويهي بن أرحمه وهو مواطن إماراتي وربما إيراني كما يوحي بذلك.
اسمه (أرحمه) فالمعتاد في مثل هكذا اسم ألا يسبق بالألف بل يقال بن رحمه أو رحيم ورحوم وغير ذلك وهذه وجهة نظر فقط، وبعيدا عن البحث في اسم الرجل وصلته بالعرب من عدمها فالرجل يحاول أن يكون أحد السقاطرة المهتمين بشؤون سقطرى.
وقد أرسلته الإمارات أكثر من مرة إلى سقطرى وقد جلس مع المشايخ والوجهاء في سقطرى وقد كانت لغته في كل كلمة يوجهها لأبناء سقطرى لغة تحذيرية تحمل كثيرا من عبارات التهديد والوعيد والاستنكار لعدم شكر الإمارات، كان آخرها الكلمة التي قالها في جمع من السقاطرة في إمارة عجمان بحضور المحافظ رأفت الثقلي والتي ختمها ببيت شعري مرتجل:
يا بني سقطرة كفوا سفهاءكم فإنا نخاف عليكم أن نغضبا.
وخلافا لعادة التهديد التي انتهجها الرجل في خطاباته للسقطريين كانت خطبته في العيد مركزة على التصافح والتغافر والعفو وكأن كلامه مبطن باعتذار لما بدر منه من تهديد بعدما رأى أن الناس امتعضوا من تهديداته وردوا على تهديداته عبر وسائل الإعلام بشكل واسع.
في مصلى العيد حين بدأ الدكتور الإماراتي بن أرحمه خطبته غادر أكثر من ثلثين من الحضور ولم يبق غير عدد قليل مما جعله يشعر بالإحباط ويوجز حديثه في بضع دقائق ويركز على التسامح والتغافر ومن الغريب أنه لم يتناول شيئا من أحوال أهل غزة وما حصل لهم من القتل والتجويع والتشريد من قبل الكيان الصهيوني.
ومن المتوقع أن كثيرا من الناس غادروا المصلى بعد الصلاة دون الاستماع إلى الخطيب تعبيرا عن رفضهم لتهديداته السابقة وتعبيرا عن استنكارهم لاستقدام خطيب أجنبي.
خطبة الدكتور الشويهي عن التسامح والتغافر كما لم يصحبها توفيق في الحضور لم يصحبها تطبيق عملي من قبل الخطيب نفسه فقد عاد الرجل إلى ممارسة تهديداته قولا وتطبيقا، وكما يقال فإن طبع الإنسان سوف يرافقه مهما حاول التطبع على غيره فالطبع يغلب التطبع لذا؛ فقد كان من نتائج هذه الخطبة اقتياد الإعلامي السقطري الشهير عبدالله بدأهن إلى السجن في صبيحة يوم العيد على خلفية نشر استنكار استقدام خطيب من الإمارات على صفحته على الفيسبوك.
والحقيقة أن كثيرا من الناس استنكروا استحواذ الإمارات على كل شيء في سقطرى حتى على مصلى العيد والخطابة فيه واعتبروا ذلك مساسا في السيادة الوطنية.
وقد نشر بعض الأحرار فتاوى شرعية ذيلها بأحاديث تبين عدم صحة إمامة الأجنبي منها حديث: "لا يؤمن الرجلُ الرجلَ في سلطانه"، وحديث: "من زار قوما فلا يؤمهم وليؤمهم رجل منهم".
وهناك جانب شرعي آخر وهو عدم قبول صلاة "من أم قوم وهم له كارهون" فمن يدري لعل السقطريين يكرهون الدكتور بن ارحمه على خلفية تهديدات المتكررة وتصرفات زبانية الانتقالي التي تأتمر بأمره والتي أقدمت على اعتقال الناس وسجنهم بمجرد استنكارهم استقدام خطيب أجنبي.
*المقال خاص بالمهرية نت *