آخر الأخبار

الحرب على اللغة العربية

الإثنين, 21 ديسمبر, 2020

في الثامن عشر من ديسمبر،  يتم الاحتفال  باللغة العربية كلغة رسمية دولية ، فهو اليوم العالمي للغة العربية، اليوم الذي تم الاعتراف فيه باللغة العربية كلغة رسمية مثلها مثل اللغات الخمس، الإنجليزية والفرنسية والصينية والروسية والأسبانية.


 هذاشيءٌ جميل للغاية في حق اللغة العربية هذه اللغة العظيمة التي جاء القرآن بها فهي حاملة الدين ولغة أهل الجنة،والاحتفال بهذا اليوم أمرٌ جميل، فنحن العرب نحتفل بلغتنا بهويتنا بديننا عندما نحتفل باليوم العالمي للغة العربية، نحتفل بلغتنا نحن العرب الذين سلب منهم كل شيء وتم السيطرة على أغلب ما يملكون والعبث في الكثير من مقدارتهم منها الحرية والأمن والاستقرار والحياة الكريمة فلا تخلو بلادٌ عربية من الأوجاع والآلام ولا تخلو دولة عربية من الشحناء والبغضاء وهذا كله من إنتاج الغرب، كل تلك الأفعال الهمجية التي تحدث في الوطن العربي هي نتاج فعلٍ أجنبي، فعله الأجانب لكي تخلو الساحة لهم ويكونوا هم الأقوياء ولا أحد غيرهم وليكونوا أيضًا هم المسيطرون وأصحاب القرار، لم يبقَ لنا إن سمح لنا التعبير بذلك  إلا هذه الأرض التي نعيش عليها والإباء الكبير الذي يتوسط ضلوعنا ثم هذه اللغة التي أكرمنا الله بها، لعل هذه الأمور التي لم يستطع العدو أن ينال منها وإن حاول من أجل ذلك جاهدًا، فلغتنا العربية هي لغة باقية وإن حاول الكثير طمسها بمحاولاتهم الظاهرة والخفية.


لاشك أن اللغة العربية تتلقى حربًا كبيرة كالحرب التي يتلقاها أبناؤها في أوطانهم، يظهر ذلك جليًا في الاهتمام الكبير باللغات الأخرى على اللغة العربية، والإقبال الكبير على اللغات الأخرى دراسة وتعلمًا وحبًا في إتقانها فأنت تلقى من يحفظ بعضَ كلمات من اللغة الانجليزية، تجده يتفيهق بها ويتظاهر بذلك أمام الناس لكأنه الرجل المتحضر الذي لا مثيل له إلا أهل تلك اللغة.

وهنا في الوقت ذاته تجد من لا يستطيع النطق بجملة عربية فصيحة على السواء، وإن حاول من يستطيع ذلك يقابل بالضحك والسخرية والكثير من الاستهزاء من قبل لمتلقين، وكأن التحدث بالفصحى أصبح عيبًا وحكرًا على الممثلين في المسلسلات التاريخية لا أكثر من ذلك.


وهذا ما جعل  لغتنا  العربية الفصحى تتحول اليوم من لغة التحدث إلى لغة البحث والتدوين أصبحت الفصحى تتخذ في مجالات في الحياة ومجالات لا دخل لها بها، تكاد تخرج من الألسن تمامًا بسبب طغيان اللهجات عليها وانتشار العامية حتى بين أوساط المثقفين أحيانًا.


نحن في هذا التاريخ من كل عام نحتفل بلغتنا الحبيبة، نغوص فيما يقوله الشعراء من تغزل جميل بهذه اللغة العظيمة، نسعد بذلك كثيرًا
"أنا البحر في أحشائه الدر كامنٌ
فهل سألوا الغواصَ عن صدفاتي"

"إن الذي ملأ اللغات محاسنًا
جعل الجمال وسرَّه في الضاد"
 وفي الوقت ذاته ينتابنا الأسى عندما نرى ما آلت إليه لغتنا، أو بالأصح ينتابنا الأسى عندما نرى الحال التي وصل لها متحدثو هذه اللغة.
المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من إفتخار عبده