آخر الأخبار

غلاء وجوع وحرب.. شعب لا تفارقه المصائب!

الإثنين, 14 ديسمبر, 2020

يعيش الشعب اليمني اليوم حالة من البؤس الشديد وكأن المصائب أقسمت على نفسها أشد القسم بألا تفارقه ما دام النبض في قلبها، وكأن الأوجاع قد أصبحت  رفيقة الدرب بالنسبة له ترافقه حيثما حل وارتحل.


غلاء المعيشة يزداد ارتفاعًا يومًا بعد يوم كأنه طفل ينمو بشكل مفاجئ للجميع، أما في الآونة الآخيرة، هذه التي أصبح فيها التلاعب بالعملة أمرًا عاديًا، فإننا نرى  الأسعار تزداد ارتفاعًا بين يوم وآخر، بل تزداد خلال اليوم الواحد، فهي تواكب هذا الانفلات الكبير الحاصل في ظل غياب الدولة  وموت الضمائر.


والغريب في الأمر أن التجار كلما سمعوا بأن سعر الصرف ارتفع قليلًا تصيبهم نوبة من الجنون عندها يقومون برفع الأسعار مما كانت عليه إلى أسعار خيالية لا يستطيع المواطن التعامل بها ولا يطيق تقبلها، بل إنها تصيبه بالتعب والارهاق الشديد لمجرد سماع ذلك، ناهيك عن الذين يمارسون الاحتكار في المواد الغذائية وكأنهم يتوقعون ما هو أكبر من ذلك، يتوقعون مجاعة كبرى تحل بهذا الشعب الذي تجرع الويلات منذ أن شم رائحة هذه الحياة، وعن هؤلاء تحدث ولا حرج.


كم هي لحظات صعبة للغاية عندما تزور فيها السوق  هذه الفترة، هناك تلتقي الوجه المتعب لليمن، تجد السخط الكبير الذي يبديه المواطنون إزاء هذا الارتفاع في الأسعار والتلاعب بالعملة، تجد الحنق الكبير الذي يبديه المواطن تجاه الدولة التي لا يرى لها حضورًا يصد هذه الفوضى الكبيرة، هناك تجد العناء كله  متجسدًا في رجل واحد يدخل محلًا للبهارات بيده 500ريال يطلب بها قليلًا من الرز فيعطيه البائع نصف ملعقة كبيرة  لا تكفيه وحده فكيف ببقية من في الأسرة الذين ينتظرون عودته من السوق؟، كيف بحال الأطفال الذين علموا من أمهم أن أباهم ذهب للسوق، لاشك أنهم قد رسموا بخيالهم أصناف الخضروات والفواكه التي سيعود بها الأب الحنون من السوق، والأب المعتب، الأب المهموم لايعود الا باالشيء القليل، الذي هو غير كاف لوجبة واحدة.


 وعن الذين يذهبون للأسواق لا يملكون في جيوبهم غير وريقات خصصت للمواصلات، يذهب هذا ليأخذ من التاجر ما يحتاجه دينًا إلى أجل غير مسمى ويرد في الوقت ذاته طلبه بالرفض التام، والسبب أن الأسعار ارتفعت وأن التاجر بحاجة لأخذ بضاعة جديدة في أقرب وقت، وماذا بعد يا ترى؟ هنا تسأل ذاتك، ويأتي الجواب يصفعك بقوة  بأن مت أيها المواطن ما الداعي لبقائك على قيد الحياة وأنت لا تمتلك مقومات الحياة الضرورية، ولاتجد من ينظر لحالك اليوم، فجميع من حولك لا هم لهم سوى أنفسهم، منهم من يعيشون حالتك يبحثون عما يسدون به جوع أسرهم ومنهم من يستمتع بهذا الوضع؛ لأنه يكسب منه الكثير.


هذا هو حال الشعب اليمني اليوم، لقد أصبح أقصى همه رغيف الخبز والحصول عليه، هذا الرغيف الذي أصبح بعيد المنال وصعب الحصول عليه، الذي أصيب بالنحول الشديد حتى كاد أن ينتهي ولم يبق منه سوى شبح أو علامة أنه رغيف خبز يؤكل.
المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من إفتخار عبده