آخر الأخبار

سياسة لا تجيد سوى الخراب

الإثنين, 30 نوفمبر, 2020

مرحبًا ثم أهلًا بك مجددًا ياصديقة، اشتقت إليك ولكن دعينا من هذا فالشوق لا ينتج شيئا جميلًا؛ لأننا هنا حيث تتراكم الأوجاع كل يوم وتتراكم الأحزان حتى تشكل جبالًا من الأتعاب والأثقال حتى تفقدنا الرغبة بالشيء الجميل.


هنا ياصديقتي يقف الوجع متكبرًا ونقف نحن مكابرين، هنا كان لقاؤنا قبل أعوام... عندما رأيتك ضحكتُ كثيرًا؛ لأني رأيت على وجهك علامات القلق والخوف وسمعت من صوتك نبرات الحزن  والاكتئاب، كنتِ تتحدثين عن الأوضاع وتطوراتها في الساحة اليمنية وأنا كنت أنهرك كثيرًا وأقول لك دعينا من هذا ثم أحاول أن أخرج بك إلى موضوع آخر يكون فيه نوع من الترفيه، أكثر عليك بالأسئلة عن آخر نكتة نزلت هل قد مررت عليها، عن أحدث موقف مضحك حصل لك، ثم ما ألبث أن أسأل عنك، عن والدتك المريضة عن والدك الذي ذهب للعمل في المحافظة المجاورة ثم لم يعد، عن أخيك الذي اختطف من جوار البيت بين لحظة وضحاها دون سبب يذكر.

لم تكن أسئلتي تلك تطفلًا مني ، إنني أحاول جاهدة أن أخرج من مواضيع تعكر المزاج ولا أدري إلا وأنا أخوض فيها، أخوض في الجانب السياسي المتعب فأبوك لم يعد بسبب اعتقاله وأخوك أيضًا تم اختطافه لأنه كتب منشورًا يؤيد به الحق ويقول الحقيقة.


نتذكر أنه قال في منشوره:" إن اليمن هي مقبرة للغزاة والمتآمرين على مر التأريخ ، وليست مرتعًا للأطماع ولن تكون كذلك مادام في القلوب نبضٌ، اليمن معتزة بأبنائها الذين يكنون لها الحب والتعظيم من الأعماق، ومهما حاول العدو المتبرص بها النيل منها ومن أهلها فهذا لن يدوم طويلًا؛ لأننا بالمرصاد لكل من يحاول النيل منها.


نحن شباب اليمن الدرع الأقوى والسلاح الفتاك ضد كل عدو قريبًا  كان أم بعيدًا، أروحنا لك فداءٌ يايمن"، كان ذلك بعضًا مما قاله ثم اختطف في اليوم التالي لذلك اليوم.

 آه كم قد مللنا من السياسة ومن فيها، مللنا من الخطابات العقيمة التي يلقيها السياسيون بأنهم سوف وسوف ولم نرَ شيئًا مما يقولون يطبق على أرض الواقع، كنت قد أخبرتك قبل ذلك أن السياسة  لا تجيد سوى القتل ولا تعرف طريقًا إلا طريق الخراب والدمار، إنها ياصديقتي أشبه بعدو يتلبس لباس الصديق، السياسة ثوب من ارتداه كتبت عليه اللعنة في هذه الدنيا، إنها بحر عميق لا يجيد السباحة فيه إلا الأقلية القليلة، ونحن لسنا منهم، نحن نجهل الكثير ولا نريد أن نعلم؛ لأن ما خفي عن أذهاننا كله وجع وتعب، وما خفي كان أعظم حسب ما يقولون، فما الداعي لإقحام ذواتنا فيما لا يجدينا نفعًا، أخبرتك بذلك ولست أدري أنها ستلاحقنا لقعر بيوتنا ولكل شيء نحن فيه، حتى أمورنا الشخصية،  عمومًا دعينا منها ولو للحظة واحدة، أخبريني كيف حالك؟ ثم هل خرجا أبوك وأخوك من السجن أم  لا، ألا ترين نحن نعود للخوض في غمار السياسة بكل حين، عمومًا ألقاك على خير يا رفيقة.
المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من إفتخار عبده