آخر الأخبار

أسر تعيش البؤس بسبب إدمان القات

الإثنين, 16 نوفمبر, 2020

إلى جانب البطالة الكبيرة التي يعاني منها الشعب اليمني ومع آفة ارتفاع الأسعار إلى الحد الذي فاق الخيال والتوقع، هناك آفة أخرى تضر بالاقتصاد كثيرًا؛ بل تتضرر منها الكثير من الأسر التي تحاول جاهدة أن تحصل على لقمة العيش التي تكفي للبقاء على قيد الحياة وحسب ولم تستطع.

آفة القات والإدمان عليه ضر بالكثير من الناس ، فهناك من له أسرة لا تستطيع أن توفر لقمة العيش أو بالكاد أن توفرها وعائل هذه الأسرة يقبل على القات بإدمان كبير يروح ضحيته هو وأسرته، يتركهم للفاقة يتنظرون اللاشيء ويبحثون عن فراغ ووهم ثم يذهب إلى سوق القات يبحث عن وريقات منه تخلصه من الهم والحزن حسب ما يقولون  بل تخلصه من النظر لهذا الواقع الأليم.

ومع الحرب اللئيمة يزداد عدد المقبلين على القات تحت ذريعة الخروج من الهم  أو حجة القضاء على الوقت الذي أصبح عالة على الكثير، فكثيرون هم الناس الذين كانوا يمقتون القات ومضغه ويصفون ذلك بالسذاجة وإهدار الأموال في غير وجه الحق، ثم أصبح أولئك من المدمنين عليه وبشكل لافت للنظر.
يقبلون عليه بكثافة كبيرة وشغف فريد من نوعه.


وللحرب يدٌ في ذلك كما يشير الكثير من المدمنين على القات،  ولو جئنا للحقيقة سنسأل ذواتنا ما هي المصائب التي لم تورثها لنا الحرب؟، وما هو الأمر الذي تركته وشأنه هذه الحرب اللئيمة؟!.

لقد طالت كل شيء حتى جعلت الناس لايهمهم أي شيء سوى القضاء على الوقت بالبحث عن شيء يذهب عنهم الهم والحزن الذي ورثه لهم هذا الواقع المرير ،الذي تجده  لا صوت فيه  يعلو فوق صوت المدفعية، ولا صوت يعلو على أصوات أزيز الرصاص وانفجار القنابل ثم أصوات البكاء والعويل، واقعٌ يكثر فيه الأيتام ويزداد عدد الثكالى، حتى وإن حاول الإنسان أن يسأل ذاته متى ياترى ستنتهي الحرب من بلادنا، هل ستنتهي قبل أن تُنهي البلاد والعباد أم أنها  أقسمت على نفسها أن تكمل مشوارها حتى آخر نفس لآخر إنسان يعيش على هذه الأرض المتعبة، الأرض التي ملت من سكانها  وحاولت الفرار منهم مرارًا وتكرارًا.

 الكثير من الناس اليوم يسأل ذاته ويسأل كل من يقابله بأن هل يا ترى ستتحول القاعدة وتنقلب المعادلة حتى نغدوا نقول وبكل ثقة: لا صوت يعلو فوق صوت الحق هنا، لا شك أن من يسأل مثل هذه الأسئلة يجد الواقع يصفعه بحقيقته المرة  ولم يترك له الفرصة حتى للسؤال؛ لأنه يجب عليه الانتظار وبصمت إلى وقت غير معلوم ثم التجلد والثبات.

 وأنت إذا ما سألت المقبلين  على القات والمدمنين عليه لماذا كلُّ هذا الإسراف في الأموال لأجل القات وترك الأسر تتضور جوعًا  ؟!.

لا شك أنك ستجد الجواب المقنع وهو الهروب من هذا الواقع ولو للحظات من الزمن ثم العودة والهروب مرة أخرى، لكي يستطيع الإنسان التحمل والتعايش مع هذا الواقع المتعب.


هذه هي الآفة الأخرى والتي هي أكثر ضررًا للأسر  مع هذا الوضع المزري الذي وصل بنا 
فلكم تصادف من أشخاص عادوا من الأسواق يحملون معهم أكياسا من القات وقليل مما تحتاجه الأسرة أو أنهم لا يراعون للأسرة حالًا ولا يذكرون ما ينبغي عليهم فعله تجاهها.
المقال خاص بموقع المهرية نت 

المزيد من إفتخار عبده