آخر الأخبار

أطماع السعودية في محافظة المهرة

الثلاثاء, 03 نوفمبر, 2020

 تقع محافظة المهرة في أقصى شرق اليمن وهي المحافظة اليمنية الوحيدة التي لها حدود مشتركه مع سلطنة عمان من البحر العربي جنوبا إلى الربع الخالي شمالا وتربط اليمن بعمان والخليج العربي والعالم.

وتمتلك محافظة المهرة منفذين بريين يربطا اليمن بعمان والعالم الخارجي وهما منفذ شحن ومنفذ صرفيت إضافة إلى هذه المنافذ تمتلك منفذا بحريا في بحر العرب وهو ميناء نشطون. 

فالموقع الجغرافي التي تمتلكه محافظة المهرة يعتبر من أفضل المواقع الاستراتيجية خصوصا الموقع البحري الذي يطل على بحر العرب والمحيط الهندي ويعتبر هذا الموقع نقطة التقاء بين مضيق باب المندب ومضيق هرمز اللذين يسيطران على الحركة التجارية بين الشرق والغرب.

فخوف السعودية من إيران وتهديداتها بإغلاق مضيق هرمز والسيطرة على الحركة التجارية والملاحة الدولية.

وبسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية في الخليج العربي والتوترات التي شهدتها منطقة الخليج ثمانينات القرن الماضي فكرت السعودية في إيجاد ميناء بحري على شواطئ البحر العربي لتصدير مشتقاتها النفطية عبره فلم تجد السعودية موقع أفضل وأقرب لها من شواطئ المهرة.

ففي نفس السياق قامت السلطات السعودية في النصف الثاني من القرن بتجنيس أبناء قبائل الربع الخالي مقابل الاعتراف من شيوخ هذه القبائل  بأن الاراضي التي تقطنها هذه القبائل  هي أراضي سعودية وفعلا امتدت السعودية مسافات طويلة في الربع الخالي وقامت بإنشاء وبناء مدن ومراكز إدارية واستحداث معسكرات في هذه المناطق التي تبعد عشرات الكيلومترات عن الخط الدولي الصحراوي وبعد تم توقيع اتفاقية الحدود بين الرياض وحكومة صنعاء التي تنازلت عن مساحات كبيرة من أراضي محافظة المهرة أي ما يقارب 750 كيلومتر طولي، وبعد توقيع هذه الاتفاقية قامت السلطات السعودية بعمليات تنقيب عن المعادن في هذه الصحاري التي كانت غنية بالثروات النفطية.

 سبق وأن طلبت السعودية من الحكومات اليمنية المتعاقبة السماح لها بإنشاء ميناء بحري في بحر العرب لتصدير منتجاتها النفطية عبره إلى العالم الخارجي ولكن لم يتفق الطرفان على توقيع هذا المشروع الكبير وفق القوانين والمواثيق الدولية التي تنظم العمليات التجارية بين الدول وبسبب المصالح الشخصية لبعض المتنفذين لم يتم الاتفاق لأن مصالحها الشخصية طغت على المصلحة العامة وحرمت اليمن من
كثير مشاريع استثمارية عملاقة سيكون لها دور كبير في تعزيز الاقتصاد الوطني ولكن الفساد كان الحاضر والمسيطر.

بقي الحال على ما هو عليه إلى أن قامت الثورات في الوطن أو ما يسمى بالربيع العربي الذي كان شعاره ارحل.

ولكن لم يرحلوا الزعماء فقط بل رحل كل شيئ من هذه الدول الأمن والاستقرار والكرامة والحرية والعيش الكريم.. رحلت أرواح الناس دون أي مبرر شردت الناس وهجرت وجوعت بسبب ارحل فكان أسوأ رحيل شهدته الامة العربية.

فرحل الرئيس وسلم البلاد الى نائبه عبدربه منصور هادي بحسب وثيقة مجلس التعاون الخليجي.

وبعد ذلك تقدمت جماعة الحوثيين إلى صنعاء ولم يمنعهم أحد من الوصول إلى صنعاء لأنهم أخضعوا كل المناطق التي مروها تحت سيطرتهم بقوة السلاح واستقبلهم عبدربه وانقلبوا عليه وهرب إلى عدن واندلعت الحرب بين الحوثيين والشرعية وكانت أشد وأقوى المعارك في عدن.
 
تدخل التخالف العربي وقتها في اليمن تحت مظلة الأمم المتحدة البند السابع ومرت سنوات والتحالف العربي يقوم بقصف المواطنين والمدارس وصالات العزاء ومواكب الزفاف وتدمير البنية التحتية لليمن وفرض حصار اقتصادي على اليمن.

إلى نهاية 2018 قامت السعودية بإرسال مجموعة من ضباطها إلى مطار الغيضة تحت ذريعة مكافحة التهريب للأسلحة الإيرانية التي يتم تهريبها عبر المهرة إلى الحوثيين ولم يكن هناك أي تهريب في الأصل.

وعند وصول هذه المجموعة السعودية إلى مطار الغيضة احتج مجموعه من أبناء المهرة الأحرار واتجهوا إلى المطار واعتصموا داخله وأدركوا أن السعودية تبيت نوايا سيئة اتجاه المهرة وأن العملية لم تكن مكافحة التهريب بل هو احتلال أراضي المهرة من فبل السعودية التي أتت إلى اليمن من أجل إعادة الشرعية والقضاء على الانقلاب الحوثي.

لكن الأطماع طغت على تفكير الحكومة السعودية التي تخلت عن كل المواثيق الدولية وغدرت باليمن حكومة وشعبا وسعت لتحقيق أهدافها بقوة السلاح واحتلال المهرة ونشر معسكراتها في أغلب مناطق المحافظة وتضييق الخناق على أبناء المهرة وتحويل مطار الغيضة المدني إلى قاعدة عسكرية كبيرة تضم عددا كبيرا من الخبراء الأمريكان والأوروبيين.

وكذلك الاستيلاء على المنافذ البرية والبحرية وفرض قوانين جديده في النظام الجمركي اليمني والتعامل بمزاجية الضابط السعودي مع التجار وموظفي المنافذ والجمارك.

فالسعودية وطدت في البند السابع ظالتها لاحتلال المهرة وتنفيذ مشاريعها الاستراتيجية

ولكن هناك أحرار لن يسكتوا عما يحصل وسوف يواصلون نضالهم السلمي ضد قوات الاحتلال السعودي.

وسيبقى النضال السلمي هو الخيار الأول لتحرير المهرة من الاحتلال السعودي.

فالخيار العسكري أو النضال المسلح لم يكن خيارنا إلا إذا حاولت السعودية جرنا إلى المواجهات العسكرية وهي الآن تحاول تحقيق ذلك من خلال استفزازها للمواطنين في المنافذ الحدودية.
عاشت المهرة حرة أبية.
المقال خاص بموقع "المهرية نت"
 

المزيد من أحمد باعمر