آخر الأخبار
التميمي وفاروق.. عدسة على اللجوء اليمني
من اعمال الفنانة الفوتوغرافية شيماء التميمي
السبت, 19 سبتمبر, 2020 - 03:30 صباحاً
شكّل السرد الفضاء الأبرز للتعبير عن الحرب في اليمن منذ حوالي خمس سنوات، حيث صدرت العديد من الروايات والقصص القصيرة بعضها يرصد الأحداث على الأرض، وبعضها الآخر يبحث ما وراء الخراب المتناثر في كلّ الأمكنة وداخل الأنفس والأرواح أيضاً.
لم تخرج المحاولات في الفن عن توثيق الواقع، ومنها معرض "النزوح: الشتات اليمني" الذي يُفتتح عند العاشرة من صباح الجمعة المقبل، الثامن عشر من الشهر الجاري، في "البيت العربي" بمدريد، ويتواصل حتى العاشر من كانون الثاني/ يناير 2021.
يضمّ المعرض أعمالاً للفنانتيْن اليمنيتيْن شيماء التميمي وثناء فاروق ضمن فعاليات مهرجان التصوير الفوتوغرافي، واللتين تستكشفان حالات النزوح الشخصية والعائلية التي رواها يمنيون في سياق الهجرات السكانية الناشئة عن الصراعات المسلّحة في مكان احتضن أقدم حضارات العالم.
تعكس الصور المعروضة "موضوعات تتعلق باللجوء، وتعكس القضايا الاجتماعية والثقافية التي لا تزال قائمة على الرغم من المسافة، مع ربطها بقضايا الهوية بالحرية والقيود المفروضة عليها"، بحسب بيان المنظّمين.
تتبّع التميمي في مشروعها "مواطن أجنبي" رحلة عائلتها وصراعها الشخصي لفهم تعقيدات هوية المهاجرين اليمنيين التي يتحكّم بمسارها اللجوء والترحال، وهي التي انتقلت مع عائلتها طفلة لتقيم في أحد بلدان الحليج، لتكتشف لاحقاً ثقافة فرعية كاملة توحد الكثيرين عبر البلدان والحدود، وترتبط باللغة التي نتحدثها والأقمشة التي نرتديها ونكهات مطبخنا: غنية وحيوية، بالإضافة إلى مواضيع مثل الاستعمار والحروب والهجرات المستمرة.
في سلسلتها الجديدة "كأننا لم نأت أبدًا"، تتعمق التميمي في البحث عن تاريخها الشخصي، وتتناول نماذج وتأثيرات الهجرة والهوية والثقافة بأسلوب شامل يدمج نهجها الوثائقي بين المحفوظات التاريخية والعائلية مما يخلق سردًا حيًا يوفر رؤية فريدة للحياة والجذور المشتركة للشتات اليمني.
أما ثناء فاروق المقيمة في هولندا، فـ"تصنع صورة أكثر قتامة في سلسلة أفلام وثائقية، من خلال مزجها قصة شخصية وجماعية عن النزوح والهجرة بناءً على تجربتها الخاصة وتجربة العديد من اللاجئين الذين تمنحهم الكرامة والتفرد من خلال الصور والكتابات"، بحسب البيان ذاته.
وتلفت في أفلامها إلى أن العالم ليس مرناً، حيث تقول "نحن نعيش في عالم تفصلنا فيه الحدود والجدران". وفي سلسلتها "أنا لا أعرف نفسي في الظل"، تصبح جنسية كل فرد عبئًا ثقيلًا وعائقًا أمام تحقيق الحرية، في محاولة للكشف عن الجوهر الهش المؤقت لحياة العديد من اللاجئين، إلى جانب تأملات في اللحظات الشخصية والشهادات التي تصور آمالهم وصراعاتهم.