آخر الأخبار

بلومبيرغ: أمريكا تخسر معركة البحر الأحمر (ترجمة خاصة)

المهرية نت - ترجمة خاصة
الأحد, 08 سبتمبر, 2024 - 10:45 مساءً

نشرت مجلة بلومبيرغ الأمريكية، مقالًا للكاتب هال براندز، تحت عنوان: أمريكا تخسر معركة البحر الأحمر، أشار فيه إلى الأحداث التي تشهدها منطقة البحر الأحمر، ترجمه "المهرية نت".

 

وبدأ الكاتب والأستاذ في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، بالإشارة إلى اندلاع طوفان الأقصى، واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأطول فترة، والهجوم الإيراني بالطائرات المسيرة على إسرائيل، "والذي تم إضعافه من خلال تعاون غير مسبوق من دول المنطقة وخارجها".

 

وقال إن المفاجأة الكبرى وفي الوقت نفسه الأكثر قلقًا للنظام العالمي هي قيام جماعة الحوثيين في اليمن، بتشكيل أكبر تحدٍ لحرية الملاحة البحرية منذ عقود، وربما تغلبت هذه الجماعة على قوة عظمى مرهقة في طريقها.

 

وأضاف: "بدأ الحوثيون حملتهم ضد الشحن البحري عبر مضيق باب المندب، الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، في أواخر عام 2023. وهم يدعون بهجومهم التضامن مع الشعب الفلسطيني، ولكن أيضاً لكسب مكانة داخل ما يسمى محور المقاومة، وهي مجموعة من الوكلاء في الشرق الأوسط التي زرعتها إيران".

 

وتابع: "في يناير، ردت الولايات المتحدة بعملية عسكرية أطلقت عليها اسم حارس الازدهار، حيث نشرت مدمرات لحماية السفن من هجمات الحوثيين بالطائرات المسيرة والصواريخ، كما نفذت غارات جوية على مواقعهم داخل اليمن. لكن هذه العملية لم تحقق النتائج المرجوة".

 

وأشار الكاتب أن "الحوثيين أجبروا قناة السويس على خفض نشاطها بنسبة تزيد عن النصف، مما حرم مصر من عائدات الرسوم. كما تسببوا في إفلاس ميناء إيلات الإسرائيلي في خليج العقبة. وبعد مرور عام تقريبًا، لا يبدو أن الحوثيون قد تم ردعهم بل اكتسبوا شجاعة وجرأة، فقد عطلوا مؤخرًا ناقلة نفط، مما هدد بحدوث تسرب له عواقب بيئية كارثية. وتحوّل الممر المائي الذي كان يعبر من خلاله ما نسبته 10٪ إلى 15٪ من التجارة العالمية إلى منطقة موت".

 

وتابع: "هذه الرواية تجمع بين الديناميكيات القديمة والجديدة. ولطالما كان مضيق باب المندب، ويدعى باللغة العربية "باب الدموع"، بؤرة للنضال. ويحيط بهذا الممر الاستراتيجي عدم الاستقرار في جنوب شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي. وقد أدى هذا الوضع إلى اندلاع الصراع والتدخل الأجنبي لعقود، لكن حملة الحوثيين تعرض أيضًا مشاكل عالمية جديدة".

 

أولاً، تكلفة إسقاط السلطة تتناقص. الحوثيون ليسوا قوة عسكرية تقليدية ضخمة؛ فهم لا يسيطرون بشكل كامل على اليمن. ومع ذلك، فقد استخدموا الطائرات بدون طيار والصواريخ للسيطرة على الممرات المائية الحيوية؛ وفق الكاتب.

 

وأضاف: "تلقت جماعة الحوثي الدعم في تنفيذ هذه العمليات، حيث قدمت إيران أسلحة وخبرات تصنيعها. وتسلط أزمة البحر الأحمر الضوء على قدرة جهات غير تقليدية على استخدام قدرات متواضعة نسبياً لتوسيع نطاق أعمالها".

 

ويرى الكاتب أن "الميزة الثانية هي التآزر الاستراتيجي بين أعداء الولايات المتحدة. أصبح الحوثيون أكثر رعباً بفضل توجيه إيران وحزب الله. منذ أكتوبر 2023، سمحوا بمرور معظم شحنات الصين دون أي ضرر. كما تلقى الحوثيون تشجيعًا - ويبدو أنهم تلقوا دعمًا مباشرًا - من روسيا التي تسعى بشدة للانتقام من واشنطن".

 

وأشار أن بكين وموسكو تحصدان مكاسب جيوسياسية عندما تكون أمريكا منشغلة بالصراعات في الشرق الأوسط، لذا فإن كليهما مستعدان للسماح لهذه الأزمة بالتفاقم، بل وربما تسعيا لتأجيجها.

 

وقال: "يزيد الوضع سوءًا عامل ثالث وهو نفور أمريكا من التصعيد، والذي يعود إلى التمدد العسكري المفرط. فقد تحولت قوة عظمى عالمية إلى طرف في صراع غير حاسم مع مجموعة من المتطرفين اليمنيين. إن الادعاء بأن هذا التطرف الشديد يجعل الحوثيين "غير قابلين للردع" هو محاولة للتملص من المسؤولية".

 

ورأى الكاتب أن "المشكلة الأساسية تكمن في تردد واشنطن في اتخاذ إجراءات أقوى، مثل إغراق السفينة الاستخباراتية الإيرانية التي تدعم الحوثيين أو استهداف البنية التحتية التي تحافظ على حكمهم داخل اليمن، خوفًا من تفاقم الوضع المتوتر في المنطقة".

 

ومضى قائلاً: "لقد قلّص هذا النهج خطر التصعيد في المدى القريب، لكنه سمح لإيران والحوثيين بالحفاظ على المواجهة عند درجة حرارة مفضلة لديهم. كما يعكس التعب الكامن في الجيش الأمريكي، الذي يفتقر إلى عدد كافٍ من الصواريخ المجنحة والقنابل الموجهة بالليزر وطائرات القصف والسفن البحرية لملاحقة حملة الحوثيين بشكل أكبر دون التأثير على جاهزيتها للصراعات في أماكن أخرى".

 

ولفت أن "الميزة الرابعة تتمثل في تآكل القواعد التي اعتاد عليها المجتمع الدولي. لقد كان الضرر التجاري العالمي الذي تسبب فيه الحوثيون محدودًا بالفعل، وذلك بفضل مرونة شبكات الشحن التي تدعم الاقتصاد العالمي. إلا أن هذه السابقة خطيرة. لقد تحدّى الحوثيون حرية البحار في منطقة استراتيجية ولم يدفعوا ثمنًا باهظًا نتيجة لفعلهم".

         

وأشار الكاتب أن "حرب روسيا في أوكرانيا تشكّل تحديًا خطيرًا لمبدأ آخر راسخ، وهو مبدأ رفض الغزو بالقوة. إن الأطراف التي تسعى إلى إعادة رسم الخارطة السياسية العالمية تتحدى القواعد العالمية التي يقوم عليها رخاء وأمن واستقرار عالمنا منذ عام 1945".

 

وقال: "لا يُتوقع حدوث تغيير جذري في السياسة الأمريكية تجاه اليمن في الوقت الحالي. يسعى الرئيس بايدن جاهداً للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، بهدف حرمان الحوثيين والقوى المدعومة من إيران من مبررات العنف. ورغم ذلك، لا يوجد تأكيد على أن هذا سيوقف هجمات السفن في البحر الأحمر. ويسعى بايدن لتجنب أي تصعيد مع إيران قبل الانتخابات الرئاسية".

 

واختتم براندز بالقول: إن هذا النهج المختلط قد لا يستمر لفترة طويلة بعد ذلك.  وأيًا كان من سيصبح رئيسًا في عام 2025، فسوف يتعين عليه أن يواجه حقيقة مفادها أن أمريكا تخسر الصراع من أجل البحر الأحمر، مع كل العواقب العالمية الضارة التي قد تترتب على ذلك".

 

للإطلاع على المادة الأصلية من هنا

 

 

 


تعليقات
square-white المزيد في ترجمات