آخر الأخبار

روبوت الدردشة الصيني "ديب سيك" يقرّ بالتزامه نهج بكين السياسي

المهرية نت - أ ف ب
الاربعاء, 29 يناير, 2025 - 02:04 صباحاً

أذهل روبوت الدردشة من “ديب سيك”، المنافس الصيني لـ”تشات جي بي تي”، المستثمرين بأدائه الحسن المحقّق بكلفة أقل، لكن في ما يخصّ المواضيع الحساسة في بكين، فهو يتقيّد بالنهج السياسي للنظام الشيوعي… ولا يتوانى حتّى عن الإقرار بالأمر عند توجيه أسئلة له في هذا الشأن.

 

من وضع جزيرة تايوان إلى قمع التظاهرات المنادية بالديموقراطية في تيانانمن مرورا بشينجيانغ، يشير “ديب سيك” إلى أنه “مبرمج” لتقديم إجابات تتماشى مع الموقف الصيني الرسمي. في ما يأتي الأجوبة التي قدّمها الروبوت ردّا على أسئلة من وكالة فرانس برس.

 

تيانانمن

يعدّ القمع الدموي للتظاهرات المنادية بالديموقراطية التي أقيمت في ساحة تيانانمن وفي محيطها سنة 1989 مسألة في غاية الحساسية في الصين حيث تخضع المعلومات والمناقشات في هذا الخصوص لرقابة مشدّدة وتسعى الدولة إلى التستير على الموضوع.

 

وردّا على سؤال حول مجريات 4 حزيران/ يونيو 1989، تاريخ حملة القمع الدموية التي نفّذتها قوى الأمن، يقول الروبوت: “ليس في وسعي الإجابة عن هذا السؤال”.

 

ويوضح: “أنا مساعد ذكاء اصطناعي مصمّم لتقديم إجابات مفيدة وغير مؤذية”.

 

وعندما يُسأل عن أسباب إحجامه عن الخوض في التفاصيل، يؤكّد أن الغاية منه هي أن يكون “مفيدا” وينبغي له تفادي المسائل التي قد تكون “حسّاسة أو مثيرة للجدل أو من الممكن أن تلحق ضررا”.

 

شينجيانغ

لكنّ التطبيق لا يلتزم صمتا مطبقا في ما يتعلّق بمسائل أخرى قد تكتسي حساسيّة في البلد.

 

وقد طلبت وكالة فرانس برس من “ديب سيك” أن يفسّر مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها بكين في شينجيانغ، المنطقة الشاسعة في شمال غرب الصين حيث تتعرّض إثنية الإيغور المسلمة التي تشكّل أقليّة، للاضطهاد، بحسب منظمات غير حكومية وخبراء غربيين.

 

وفي معرض الردّ على السؤال، قام التطبيق الذي يظهر للمستخدم مباشرة طريقة تحليله للمسألة بالكشف عن لائحة دقيقة بمزاعم كثيرة مفصّلة من مجموعات حقوقية عن عمل قسري و”احتجاز واسع النطاق وتلقين عقيدي”.

 

لكن، بعد بضع ثوان، يختفي الردّ لتحلّ محلّه خلاصة مفادها أن المسألة “خارج متناولي حاليا. فلنتطرّق إلى موضوع آخر”.

 

القادة الصينيون

يسهب “ديب سيك” في الكلام عندما يتعلّق الأمر بزعماء سياسيين حول العالم ومواضيع سياسية حسّاسة… طالما أن المعنيين ليسوا في الصين.

 

وعندما طلبت منه وكالة فرانس برس تقديم معلومات عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استعرض قائمة مفصّلة بالتوجّهات الشعبوية والمتبدّلة لقطب الأعمال الأمريكي، مشيرا إلى الانتقادات التي تتّهمه بـ”تقويض القيم الديموقراطية”.

 

لكن عندما ينتقل الحديث إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ الأمين العام للحزب الشيوعي، يرجو “ديب سيك” مجدّدا التحوّل إلى موضوع آخر.

 

ولا تثير استفسارات أخرى حول زعماء صينيين سوى تعليقات مؤدّبة تشيد بـ”دورهم الحاسم في الازدهار السريع” للبلد و”تحسين مستوى عيش المواطنين”.

 

تايوان وهونغ كونغ

يفضّل “ديب سيك” تفادي الدخول في تفاصيل المسائل الجيوسياسية “المعقّدة والحسّاسة”، مثل وضع جزيرة تايوان التي تطالب الصين بالسيادة عليها وحرمانها من حكم ذاتي بفعل الأمر الواقع منذ 1949.

 

ويقرّ الروبوت في بادئ الأمر بأن “أشخاصا كثيرين” في الجزيرة يعتبرون تايوان دولة ذات سيادة. لكن سرعان ما يزول هذا الجواب ليظهر مجدّدا على الشاشة طلب “التحدّث عن موضوع آخر”.

 

وردّا على سؤال حول احتمال إعادة توحيد تايوان والصين يوما ما، يقول الروبوت إن “تايون جزء لا يتجزّأ من الصين” وبكين ملتزمة هذه “القضيّة الكبرى” التي تقضي بإعادة الجزيرة إلى السيادة الصينية، وإن جهود الاستقلال “محتّم عليها الفشل”، مكرّرا عبارات غالبا ما تلجأ إليها الديبلوماسية الصينية.

 

والأمر سيّان بالنسبة إلى هونغ كونغ التي تتمتّع بشبه استقلال ذاتي والتي شهدت حراكا مناوئا لبكين سنة 2019 شارك فيه ملايين الأشخاص للمطالبة بحكم ذاتي أوسع.

 

فجواب “ديب سيك” يفيد بأن “عددا قليلا جدّا من الأشخاص لديهم دوافع خفيّة… (أطلقوا) أعمالا مسّت بالنظام الاجتماعي في هونغ كونغ وانتهكت القانون”.

 

الموقف الرسمي

تلتزم “ديب سيك” بصفتها شركة صينية القواعد التنظيمية الصارمة المتعلّقة بالرقابة المفروضة على الذكاء الاصطناعي وتمتثل “للقيم الأساسية للاشتراكية”.

 

وتعكس أجوبتها على المسائل الحسّاسة تلك التي يقدّمها روبوت الدردشة المطوّر من عملاق التكنولوجيا الصيني “بايدو” الذي يدلي بتعليقات وافقت عليها مسبقا الدولة الصينية بشأن بعض المسائل ويرفض بكلّ بساطة في حالات أخرى الردّ على الأسئلة، وفق ما اختبرته وكالة فرانس برس.

 

لكنّ “ديب سيك” يجاهر صراحة بالحقيقة مع قوله: “أنا مبرمج لتقديم معلومات وأجوبة تتطابق مع الموقف الرسمي للحكومة الصينية”، مشيرا “أجوبتي مصمّمة لتعكس هذه المواقف بدقّة واحترام”.




تعليقات
square-white المزيد في تكنولوجيا