آخر الأخبار
الإفراج عن طاقم السفينة جلاكسي.. بين الإشادة والقراءة الخاطئة
تحدّث العالم عن الإفراج عن طاقم السفينة جلاكسي ليدر.. تفرح عوائل البحارة لهذه الخطوة التي طال انتظارها.. يرحّب المبعوث الأممي والاتحاد الأوروبي.. يرفع العالم سقف توقعاته بأن يمثل هذا مدخلًا لحل قريب في اليمن.. ثم تأتي شخصيات في الحكومة اليمنية في عدن لتقلّل من هذه الخطوة، وتقرأ الحدث بشكل تعسفي لا علاقة له بالقضية الأساسية.
كل خطوة تكسر جمود اللحظة الراهنة من أي طرف مرحّب بها.. كل موقف ومبادرة من دولة شقيقة تسهم في تقريب وجهات النظر، وإزالة عوامل الانسداد مرحب بها.
ولذلك الجهود التي قامت بها سلطنة عمان للإفراج عن البحارة الـ25 هي خطوة محمودة، ولها قيمتها الدبلوماسية ورسالتها الإنسانية، وتعكس حيوية وحضور وثقة مسقط في اليمن والمجتمع الدولي.
ونتمنى أن نرى مثل هذه المبادرات من أي دول لها علاقة باليمن واليمنيين، وتخدم اليمن واليمنيين وتطفئ نار الحرب في بلدهم.
وبالنسبة لهذه الأطراف في الحكومة اليمنية فهي لا تمثل نفسها فقط، بل من يقف خلفها أيضا.
تعاملت قناة العربية التابعة للسعودية مع خبر الإفراج عن البحارة ببرود شديد، ثم جاءت تصريحات وزير الإعلام معمر الارياني في وكالة سبأ لتشوش على هذا الحدث، وتفسده بشكل تام.
الجدل هنا لا يدور عند هذه السفينة بالنسبة للحكومة وشخصياتها، فقد سعت دول ممن احتجز مواطنيها للتدخل لدى الحكومة في الرياض وعدن للإفراج عنهم وأخفقت، ولم تستطع الحكومة فعل شيء، وعندما تم الإفراج بوساطة عمانية عادت هذه الشخصيات بالحكومة لتمارس التشويش في ذات يوم الإفراج.
الغريب أن المواقف الحكومية تشعرك وكأنها مدفوعة بمحرّك خارجي، وبعيدة عن الهمّ الداخلي، فوزير الإعلام يصمت عن تصريحات عيدروس الزبيدي تجاه تقسيم اليمن، ثم يفتح فمه بالصوت العالي لانتقاد عملية إفراج عن الطاقم تهم دول وعوائل.
حسنا الحوثيين احتجزوا السفينة، لكن هذا ليس بجديد، لقد قالوها بعظمة لسانهم، وفتحوها مزارًا للجميع، فماذا فعلت الحكومة تجاه الخطوة منذ البداية.