آخر الأخبار
وأنا انفصالي أيضاً!
احتفى الانفصاليون بتصريحات أحمد بن مبارك، وهو يبرّر لتصريحات عيدروس في دافوس، وكان ناقص أن يقول بن مبارك: وأنا انفصالي أيضاً!.
ولو أضيف بن مبارك إلى الانفصاليين فلن يكسبوا كثيراً ولن نخسر؛ والخسارة فقط والخطأ، هو أنه الآن بمسمى رئيس وزراء الجمهورية اليمنية، وكان وزير خارجيتها، وسفيرها في واشنطن، ومنوط به الآن، أكثر من أي وقت مضى، الدفاع عن وحدة أراضيها والتصدي لمشاريع تجزئتها بلا هوادة، وليس الدفاع عن الانفصاليين والترويج لمشروعهم بمقارنات باطلة؛ بوضع كاتالونيا، التي تطالب بالانفصال منذ أكثر من ستمائة عام، دون عنف ومليشيات ودون دعم خارجي؛ عسكري وسياسي ومالي سخي؛ ومثل كاتالونيا مطالب الانفصال في كيبك، المستمر منذ أكثر من مئة عام.
وفي كل من كندا وأسبانيا، لا يسمح أن يتبوأ أي شخص يدعو للانفصال منصباً تنفيذياً في قيادة الدولة والحكومة، خلافاً للمهزلة في اليمن، التي فرضها التحالف!.
وتستند الدعوات الانفصالية في كل من كاتالونيا، وكيبك، إلى لغات وثقافات مختلفة، خلافاً لليمن.
امتدح بن مبارك الانفصاليين باعتبارهم صفاً واحداً في مجلس الوزراء، ويعني أن الوحدويين ليسوا كذلك؛ ونعرف الأسباب؛ ونتخيل الوحدويين وكأن على رؤوسهم الطير في عدن، ولا يستطيعون أن يقولوا ما يفيد، وهم تحت رحمة المليشيات؛ ولا يقف خلفهم أحد.. والحليف الإماراتي يقف مع الانفصاليين بلا حدود، والحليف الآخر، السعودي، لا يزال موقفه غامضا!.
عدن تصلح عاصمة دائمة لليمن، والجنوب غني بالقيادات التي يمكن الوثوق بها لقيادة اليمن، لكن عدن لا تصلح الآن عاصمة وهي تخضع لسيطرة الميليشيات الانفصالية المدعومة من الخارج؛ وأمثال أحمد عوض، مع الاحترام اللازم لهم، يبدون كمن يبحث عن وظيفة بأي ثمن، دون مسؤولية حقيقية تجاه اليمن واليمنيين، ودون موقف واضح وحازم مع وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، ويشكّل أولئك نسبة كبيرة، ممن هم في الواجهة الآن. ويبدو أن هذه هي المواصفات والشروط المطلوبة لشغل الوظيفة العامة في هذا الوقت وهذه الظروف!.
ومن المفارقات أن مذيع قناة الحرة، محمد ولد بدين وهو من موريتانيا الشقيقة، بدا أكثر غيرةً على اليمن من بن مبارك، وأكثر تفنيداً لمقارناته ومبرراته لتصريحات عيدروس؛ نائب رئيس مجلس القيادة، في الجمهورية اليمنية، الذي لم يسبقه أحد في العالم في التناقض الصارخ بين مقتضيات مسؤوليات منصبه في قمة سلطة الدولة، وموقفه المناهض لوحدتها.
يقف كثيرون مع مشروع الانفصال في اليمن، ليس لأنه حق، وهو ليس حقاً أبدا، بل باطل من كل جهه؛ لكنهم يقفون مع الانفصال لأنه مربح مادياً، ومدعوم ومموّل من الخارج بسخاء، وشاءت الظروف، أن اليمن الآن؛ كياناً وشعباً، يبدو يتيماً، وقد يبرز في الواجهة من ليس أهلاً لها، ولا يقدم ولا يؤخر إلا فيما يضر ولا ينفع.