آخر الأخبار
صحيفة بريطانية: كيف ستردّ واشنطن ولندن على استهداف الحوثيين للسفن؟ (ترجمة خاصة)
السفينة البريطانية النفطية (مارلين لواندا MARLIN LUANDA) بعد تعرّضها لهجوم من الحوثيين
الإثنين, 29 يناير, 2024 - 05:05 مساءً
سلّطت صحيفة اي نيوز البريطانية المتخصصة في الشؤون السياسية، الضوء على استهداف الحوثيين سفينة بريطانية مؤخراً، وطرحت تساؤلات عن الرد المتوقع من واشنطن ولندن على تلك الهجمات.
وقال الباحث كولن ماجي في مقاله، إن الهجوم الصاروخي على ناقلة النفط البريطانية مارلين لواندا، يوم الجمعة الماضية، جاء رغم تحذيرات الولايات المتحدة وبريطانيا للجماعة بضرورة وقف مهاجمة السفن المدنية في المنطقة.
وتطرق كولن لإعلان الحوثيين استهداف الناقلة بصواريخ على بعد 60 ميلاً بحريًا جنوب شرق ميناء عدن، موضحاً أن "السفينة تعمل لصالح شركة ترافيجورا ومقرها سنغافورة، ولكن المالك المسجل لها هو Oceonix Services Ltd، وهي شركة مقرها في لندن".
وأشار إلى ما أحدثه الهجوم على السفينة، مستدلاً بالبيان المتعلق بالحادثة والذي أصدرته جماعة الحوثي على لسان الناطق العسكري يحيى سريع.
وأضافت الصحيفة ان الولايات المتحدة "نفّذت ضربة دفاعية عن النفس في الساعات الأولى من صباح يوم السبت ضد منصة صواريخ حوثية مضادة للسفن في مناطق سيطرة الجماعة في اليمن".
ونقلت الصحيفة تصريح المتحدثة باسم رئيس الوزراء بحثّ الحوثيين على وقف اعتداءاتهم على السفن، في وقت سابق من يوم الجمعة، بقولها: "نواصل دعوة الحوثيين للابتعاد عن مثل هذه الأعمال. نحن واضحون في أن هذا غير قانوني وغير مقبول".
وقالت الحكومة البريطانية إن حلفاءها "يحتفظون بحق الرد المناسب" على الهجمات على الشحن التجاري.
واعتبر الباحث الهجوم على الناقلة يمثّل تصعيدًا كبيرًا محتملاً في توتر وضع البحر الأحمر الناجمة عن هجمات الحوثيين على سفن الشحن في المنطقة.
وفي معرض حديثه عن الوضع، قال الأمين العام المساعد للشرق الاوسط واسيا والمحيط الهادئ خالد خياري، وهو المسؤول عن قسمي الشؤون السياسية وعمليات السلام في الأمم المتحدة: "نحن نشهد حلقة من العنف التي تخاطر بعواقب سياسية وأمنية واقتصادية وإنسانية جسيمة في اليمن والمنطقة"؛ وفق الصحيفة.
وقدّم الباحث في مقاله رؤية تاريخية عن نشأة الحوثيين، كما تطرّق إلى المفاوضات التي دارت بينهم والسعودية، والتأثيرات الأخيرة في البحر الأحمر وانعكاساتها على الاتفاق، منوهاً إلى تأكيد الجماعة على أن استهدافها للسفن منذ نوفمبر 2023م، يأتي رداً على العدوان الذي يشنّه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة من 7 أكتوبر 2023م.
وسلّط الباحث الضوء على توقف توقفت شركات الشحن الكبرى عن استخدام البحر الأحمر الذي يمر من خلاله ما يصل إلى 15٪ من التجارة البحرية العالمية، نتيجة الهجمات وقال: "بسبب تعطيل الشحن، حذّر الخبراء من ارتفاع تكاليف الغذاء للمستهلكين"، مشيراً أن الحوثيين نفذوا أكثر من 30 هجوماً في الثلاثة الأشهر الماضية.
وقالت الصحيفة نقلاً عن هيئة التجارة والتنمية التابعة للأمم المتحدة، أن الهجمات الأخيرة على السفن في البحر الأحمر، إلى جانب التوترات الجيوسياسية، أدت إلى انخفاض عمليات عبور السفن بنسبة 67 في المائة، مما يزيد من خطر تأخر التسليم وارتفاع التكاليف.
وطرح الباحث في مقاله للصحيفة تساؤلاً حول ما الذي يمكن أن يحدث بعد هجمات الحوثيين الاخيرة؟، وقال: "شنّت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة غارات جوية على مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن ردًا على الهجمات على الشحن، وهذا يشمل قيام السفن الحربية البريطانية والأمريكية بصد وابل من الصواريخ بلغ عددها واحدا وعشرين صاروخًا وطائرة بدون طيار وصاروخًا اخر من طراز كروز أطلقها الحوثيون على السفن الحربية الغربية في البحر الأحمر في أوائل يناير الجاري".
وتابع: "إلى جانب العديد من الغارات الجوية على أهداف الحوثيين، تفرض المملكة المتحدة والولايات المتحدة أيضًا عقوبات على شخصيات رئيسية في الجماعة المسلحة وأعادت تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية".
وقال: "أصرّ المسؤولون البريطانيون على أن هناك أدلة على أن الحوثيين قد تأثروا بشدة بالضربات، وتعهدوا بمواصلة جهودهم حتى تضطر الجماعة إلى وقف تعطيل ممرات التجارة".
وقال ريشي سوناك بعد الهجوم الثاني: "إن لزم الأمر، لن تتردد المملكة المتحدة في الرد مرة أخرى للدفاع عن النفس". "لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي والسماح لهذه الهجمات بالمرور دون منازع. التقاعس هو أيضًا خيار"؛ وفق الصحيفة.