آخر الأخبار

الأيادي العاملة في الجنوب.. ضحايا المناطقية والفوضى القادمة من الإمارات(تقرير خاص)

دورية لمسلحين مدعومين من الإمارات في عدن_ ارشيف

دورية لمسلحين مدعومين من الإمارات في عدن_ ارشيف

المهرية نت - خاص
الثلاثاء, 17 مارس, 2020 - 09:45 صباحاً

بين طرد واعتداء وعنف مستمر، مارست مليشيات ما يسمى" المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعومة والممولة من الإمارات، أصنافا من الانتهاكات المتكررة بحق الأيادي العاملة جنوبي اليمن، خصوصا في العاصمة المؤقتة عدن.

 

ويشكو عمال ومواطنون ينتمون للمحافظات الشمالية من انتهاكات يقوم بها مسلحون ينتمون للمجلس الانتقالي الجنوبي، تصل بعضها إلى درجة القتل أو الجرح والاعتقال.

 

وتُتهم الإمارات، الدولة الثانية في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ، بدعم الفوضى والمناطقية والانتهاكات التي ترتكب بحق الأيادي العاملة في جنوب اليمن، إضافة إلى دعمها اللامحدود للانفصاليين في الجنوب.

 

وتحدث مواطنون ينتمون للمحافظات الشمالية بأنهم عانوا الكثير في مدينة عدن بسبب الانتهاكات التي تقوم بها تشكيلات أمنية وعسكرية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

 

ويقول المواطن سليم عبدالله لـ "المهرية نت" إن الوضع في عدن لم يعد كما كان في السابق، مشيرا إلى أن العديد من المواطنين المنتمين للمحافظات الشمالية يعانون من تمييز مناطقي من قبل القوات المحسوبة على الإمارات.

 

وأضاف:" في إحدى المرات، نجوت من محاولة اعتقال من قبل محسوبين على المجلس الانتقالي الجنوبي، بعد أن تم فحص بطاقتي الشخصية".

 

وتابع:" وجدوا أني أنتمي لمحافظة تعز، ونعتوني بأوصاف مناطقية تطفح بالكراهية، وكدت أن أتعرض للاعتقال، لو لا تدخل بعض المواطنين المتواجدين هناك".

 

ولفت إلى أن:" أخيه الذي لديه ورشة نجارة في عدن، سبق أن تعرض لانتهاكات تمثلت بالابتزاز المالي المستمر، إضافة إلى التهديد بالاعتقال، أو التلميح بالقتل إذا لم يتم دفع النقود".

 

وسبق أن تحدث مواطنون بتعرضهم لانتهاكات من قبل نقاط التفتيش على بوابة مدينة عدن، تمثلت بإيقافهم لساعات أو منعهم من الدخول إلى العاصمة المؤقتة، وفي كثير من الأوقات يتم ابتزازهم ماليا.

 

والجمعة الماضي، تم منع فريق المسرح التابع لمكتب وزارة الثقافة في محافظة تعز من دخول مدينة عدن.

 

وقال الناشط الحقوقي ماهر العبسي في حسابه على تويتر:" تم منع فريق المسرح التابع لمكتب الثقافة بمحافظة تعز من دخول عدن في نقطة الحديد".

 

وأضاف أن:" الفريق كان في طريقه للمشاركة بمسابقة المسرح الوطني الثانية".

 

ولفت إلى أن" منع الفريق من دخول عدن، كان لأسباب مناطقية وعنصرية".

 

هجمات انتقامية ضد المدنيين

مدينة عدن  شهدت العديد من الوقائع خلال الأشهر الماضية، تمثل بعضها في ترحيل المئات من مواطني المحافظات الشمالية، واعتقال العشرات منهم، إضافة إلى التنكيل بهم وبتجارتهم أو مصدر دخلهم.

 

وقوبلت هذه التعسفات بإدانات محلية ودولية واسعة، فيما طالبت منظمات حقوقية بمحاكمة مرتكبي هذه الانتهاكات.

 

وفي أغسطس/ آب الماضي، قالت المتحدثة باسم مفوضّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شمداساني في إحاطة صحفية إن" قوات "الحزام الأمنيّ" التي توصف بأنها ذراع الإمارات في عدن، تنفّذ أو تساعد في تنفيذ هجمات انتقاميّة ضد المدنيّين من شمال اليمن مقيمين في العاصمة المؤقتة".

 

وأضافت أنه:" يتمّ اعتقالهم والاعتداء عليهم ومضايقتهم وتهجيرهم قسرًا إلى مناطق متاخمة للمحافظات الأخرى".

 

وتابعت:" معلومات وردتنا من مصادر مختلفة، أشارت إلى عمليات اعتقال واحتجاز تعسفيَّين وتهجير قسريّ واعتداءات جسديّة ومضايقات، تنفّذها قوّات الأمن ضد المئات من الشماليين  في موازاة عمليّات النهب والتخريب ضدهم".

 

وذكرت المسؤولة الأممية أنّ قوات الأمن (المحسوبة على الإمارات) فتّشت الفنادق والمطاعم، وأوقفت الناس، وطالبتهم بأوراقهم الثبوتيّة، واعتقلت مدنيين من المناطق الشماليّة في اليمن".

 

من جانبها، دعت منظمة "رايتس رادار" الحقوقية للحد من أعمال العنف التي تقوم بها مجموعات مسلحة مدعومة من الإمارات ضد مدنيين عزل من النازحين الشماليين.

 

وذكرت المنظمة الأهلية (مقرها هولندا) في بيان إن "أعمال العنف انتشرت ضد العمال والنازحين الشماليين بشكل يتنافى مع مقتضيات القانون الإنساني الدولي، فضلاً عن أن أغلبها أخذت طابعاً عنصرياً، في العديد من مناطق محافظة عدن".

 

ونقلت المنظمة عن شهود عيان قولهم إن" مجموعات مسلحة تابعة لقوات لحزام الأمني، المدعومة من الإمارات، قامت باعتداءات جماعية في عدن طالت عُمّالا ومدنيين ينتمون للمناطق الشمالية".

 

وأوضحت أن "المسلحين قاموا باقتحام مقرات العمل  وطرد العمال الشماليين منها والاعتداء عليهم بالضرب والإهانات وتوجيه ألفاظ نابية، واعتقلت عشرات المدنيين الشماليين بشكل تعسفي، كثير منهم نازحون، ثم اقتادتهم بشكل إجباري ومهين إلى شاحنات بضائع خُصّصت لنقلهم الى خارج نطاق محافظتي عدن ولحج".

 

شق النسيح الاجتماعي

 هذه التصرفات القمعية والانتهاكات المدانة، جعلت الحكومة اليمنية تحذر من مخاطرها على البلاد، واصفة الأمر بأنه يأتي بدوافع مناطقية تهدف لإضعاف الشرعية.

 

وقال رئيس الحكومة معين عبدالملك في تصريح سابق تعليقا على انتهاكات وقعت في عدن:" إن ما يحصل في العاصمة المؤقتة من انتهاكات تطال بالأذى والإهانة مواطنين يمنيين بدوافع مناطقية لا يمكن التغاضي عن تبعاتها الخطيرة في شق النسيج الاجتماعي وإضعاف جبهة الشرعية والتحالف في مواجهة مليشيا التمرد الحوثي والمشروع الإيراني في المنطقة.

 

ويرى متابعون للشأن السياسي اليمني أن الأوضاع في مدينة عدن باتت تخدم انقلاب الحوثيين بشكل كبير.

 

ودأب الحوثيون باستغلال الانتهاكات الواقعة في عدن، للتعبير عن فشل الشرعية في الحكم بالمناطق الخاضعة لسلطتها.

 

وسبق أن طالب قياديون في الجماعة الانقلابية المدعومة من إيران، باستقبال المواطنين من المحافظات الشمالية الذين تعرضوا لانتهاكات في عدن، وهو ما عده مراقبون بأن ذلك يأتي في سياق استعطاف المواطنين البسطاء الذين تعرضوا لتعسفات في المناطق الجنوبية ولم يلقوا اهتماما حقيقيا من قبل التحالف العربي أو الشرعية.

 

 

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية