آخر الأخبار

مدارس مدمرة ومعلمون بلا رواتب.. الحرب ترهق قطاع التعليم في اليمن

تلاميذ في مدرسة باليمن_ارشيف

تلاميذ في مدرسة باليمن_ارشيف

المهرية نت - تقرير خاص
الخميس, 25 فبراير, 2021 - 09:41 صباحاً

أرهقت الحرب الدائرة في اليمن منذ نحو سبع سنوات العملية التعليمية، وأدت إلى تدهورها بشكل غير مسبوق، حيث تدمرت العديد من المدارس، فيما يعيش عددا كبيرا من المعلمين والأكاديميين بلا رواتب منتظمة منذ سنوات.

 

وتقول تقارير أممية إن الحرب أدت إلى تدمير 2000 مدرسة، فيما بعض المدارس ما زالت ثكنات عسكرية من قبل بعض أطراف الصراع، بينما هناك 135 ألف معلم بلا رواتب منتظمة، يعيشون في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ما أدى إلى أعباء كبيرة وتداعيات واضحة على قطاع التعليم والمعلمين.

 

وبات لافتا التراجع الحاد في جودة العملية التعليمية في اليمن خلال الحرب، فلا التزام وظيفي، ولا اهتمام من قبل الطلاب، كما يشير الكثير من المتابعين.

 

وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" إن:" هناك ما يقارب 2 مليون طفل خارج المدارس منهم حوالي نصف مليون طفل تسربوا من التعليم منذ تصاعد النزاع .

 

 وقالت في بيان أصدرته مؤخرا، أن قطاع التعليم  باليمن أصبح على حاوية الهاوية.

دمار التعليم

يقول الطالب الجامعي أنس الجبري، لموقع المهرية نت إن "هنالك العديد من المسببات التي أدت إلى  تدهور التعليم، يشترك فيها الجميع سواء  الدولة، أو الكادر التعليمي، أو الطلاب أو الحرب.. كل منهم له دور في  تراجع وانهيار العملية التعليمية".

 

وأضاف " التعليم حالياً أصبح أكثر تدهورا نتيجة لما تعرضت له بعض المرافق التعليمية من قصف، والبعض الآخر استخدمت لثكنات عسكرية، إضافة إلى قلة الكادر، فأغلبهم من نزح  ومنهم لجأ إلى عمل آخر كي يعول أسرته ".

 

وأشار إلى أن " التعليم في السابق "قبل الحرب" لم يكن بالشكل المنافس إلا أنه كان متوفرا و سهل الوصول إليه و هناك رغبة له سواء من قبل المعلمين أو الطلاب".

 

وأردف" اضطر الكثير من  المعلمين  إلى التغيب عن المدارس  وذلك لانشغالهم  في أعمال أخرى توفر لهم قوت الحياة  نتيجة انقطاع المرتبات وانهيار العملة ".

 

وشدد على أنه:"  يجب على  الدولة الاهتمام بالسلك التعليمي، وتوفير كافة مستلزمات التعليم وأساسياته،  و رفع مستوى الدخل للمدرسين، وكذلك وتطوير المناهج الدراسية بما يتناسب مع الطلاب" .

 

وتحدث بأنه ينبغي على المعلمين الإخلاص في أعمالهم وتغيير أسلوبهم الدراسي بما يتلاءم مع الطالب".

 

تعليم بلا خطة أو رقابة

مختار شداد، طالب جامعي آخر، تحدث للمهرية نت بأن" التعليم متدهور سواء قبل الحرب أو بعد الحرب.. حاليا أصبح متدهورا بشكل غير مسبوق وذلك  لدمار بعض المدارس وعزوف الكثير من المعلمين عن التدريس   ونزوح الكوادر التعليمية في مناطق الصراع والتدهور الاقتصادي الذي أدى إلى خروج الكثير من المعلمين والطلاب في  البحث عن العيش الرغيد وترك التعليم " .

 

 وأضاف" في المناطق التي تمارس التعليم   ينعدم فيها الرقابة على المعلمين والتقييم والمراجعة والمتابعة، وعدم وضع خطط، و فئات جديدة للتعليم؛ فأغلب الفئات التي تقوم بالتدريس حاليا   هي من الفئات الكبيرة في السن.. فقيرة في  ابتكار أساليب جديدة تجذب الطلاب إلى التعليم".

 

وأردف " غياب التدريب والتأهيل الجيد للمعلمين  ينعكس سلبا على  أداء المعلم في التدريس ويخلق صراع بين المعلم والطلاب في توصيل المعلومات ".

 

وأفاد بأن" انقطاع المرتبات أدى  إلى إهمال الكثير من المعلمين للتدريس والبحث عن عمل  إضافي يؤمن به قوت أسرته والعيش في حياة كريمة ".

 

ولفت إلى أنه:" يجب تشديد الرقابة وتدريب المعلمين من أجل النهوض في العملية التعليمية وصرف مستحقات المعلمين بشكل دوري ومنتظم حتى لا يتسنى للمعلمين الانشغال بأعمال أخرى".

 

تدهور واسع

بلال المريري مدرس في قسم الإعلام بكلية الآداب في جامعة تعز، أفاد لموقع "المهرية نت بأن  "تدهور التعليم في اليمن مشكلة ليست وليدة اللحظة أو الوقت الراهن،بل لها جذور قديمة تتمثل بعدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بمؤسسات التعليم وتحتل الدرجات الأخيرة في سلم الإنفاق الحكومي ".

 

 وتابع المريري " في  هذا الوقت  زادت الأوضاع المزرية التي تعيشها البلاد بسبب الانقلاب الحوثي والحرب التي جاءت كنتاج لهذا الإنقلاب ، حيث يشهد قطاع التعليم تدهورا مريعا، تتحدث عنه الأرقام والإحصائيات التي نشرتها المنظمات المهتمة بدءا بالدمار الذي أصاب البنية التحتية لهذا القطاع وحرمان نحو 2 مليون طفل من التعليم".

 

 ولفت  إلى أن " لانقطاع المرتبات أثر بالغ في التدهور  الكبير الذي أصاب قطاع التعليم، حيث ترك آلاف المعلمين مدارسهم واتجهوا للبحث عن فرص عمل تقيهم من شبح الجوع وحتى  يوفروا لأسرهم أدنى متطلبات الحياة هذا في حال تمكنوا من الحصول على عمل ، فيما العشرات استبد بهم القلق وصادرت الهموم فرصهم في الحياة ، ولهذا أصبحت معظم المدارس خالية من المعلمين ، وفي حال استمرت العملية التعليمية تكون في الحدود الأدنى وتقليص الساعات الدراسية إلى النصف ، وينتهي العام الدراسي دون أن يكمل الطلاب حتى نصف المقررات الدراسيه."

تحييد التعليم من الصراع

 ويرى المريري  بأن "معالجات التدهور في قطاع التعليم يبدأ من تجنيبه مساوئ الصراع الحاصل، وأن تعمل كل الأطراف على تحييد القطاعات المهمة كالتعليم والصحة وغيرها من القطاعات المرتبطة بحياة الناس , والعمل مع المجتمع الدولي على حل مشكلة انقطاع المرتبات وتوفير البيئة التعليمية المناسبة ولن يتوقف قطار التهور إلا بوقف الحرب والقضاء على أسبابها ومعالجة الأوضاع الاقتصادية وتحسين معيشة المواطنين الذين أصبح شغلهم الشاغل كيف يؤمنون لأنفسهم وجبات مكتملة".

التعليم ولقمة العيش

من جانبه، يشير الدكتور خالد الكامل، أكاديمي في جامعة تعز، إلى أن تدهور التعليم له ارتباط بمسألة التدهور الاقتصادي، حيث بات المعلم مشغولا بالحصول على لقمة العيش ، واضطر إلى إهمال مهنته ورسالته الاساسية وهو التعليم."

وتابع للمهرية نت " كما هو حال الأسرة أيضاً التي أصبحت مشغولة بتوفير لقمة العيش على حساب تعليم أولادها، وكان لانقطاع الرواتب وتأخرها دور هام في مفاقمة الوضع."

 

 وشدد  " بأن المعالجات   تكمن في تحسين الوضع الإقتصادي للمعلم وللمواطن بشكل عام، وإعطاء المعلم التقدير والاحترام الذي يستحقه."

 




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية