آخر الأخبار
مشاريع احتلالية بمزاعم الإعمار.. أطماع سعودية في المهرة وسط رفض شعبي واسع
قوات سعودية في المهرة _ارشيف
الخميس, 07 يناير, 2021 - 09:32 صباحاً
تصر آلة البسط والقمع السعودية على طمس وتغيير وجرف كل ما هو يمني في محافظة المهرة، ثاني أكبر محافظة يمنية من حيث المساحة، بذريعة ما يسمى برنامج إعادة الإعمار ، الذي يمضي عبر آلية وخطط مدروسة للاستيلاء على المشاريع اليمنية، بل يتجاوز ذلك لسرقتها عياناً جهاراً ونسب مبانٍ حكومية إليهم وتحويل جميع المراكز التعليمية من مدارس وجامعات على أنها سعودية؛ وأن الرياض من قامت بتشييدها وعلى نفقتها.
لم تكن هذه الإجراءات هي الأولى ولن تكون الأخيرة، والتي أثارت الرأي العام المهري وغضب أبناء الجمهورية اليمنية قاطبة من التدخلات السعودية، فقد جاءت الإجراءات الأخيرة كحلقة من سلسلة الاستيلاء والسرقة السعودية لكل ما هو يمني في المحافظة.
وقد سعت الرياض منذ بداية دخول جحافلها المسلحة لليمن في مارس 2015م، للسيطرة على الموانئ والمنافذ في الغيضة ، وقامت ببناء قواعد عسكرية، ودخلت مرحلة متقدمة في احتلال محافظة المهرة وصلت إلى تغيير أسماء ومسميات الأماكن العامة والمباني ومراكز التعليم والخدمات وسعودتها بإطلاق أسماء سعودية عليها.
إفلاس أخلاقي.. ومأزق حقيقي.. أصبحت تعيشه الرياض بعد انكشاف الدور السعودي في تنفيذ أطماعها الساعية لفرض سيطرتها والسطو على مقدرات محافظة المهرة بذريعة الترميم عبر ما يسمى برنامج الإعمار السعودي.
كذبة الإعمار
يقول أبناء محافظة المهرة اليمنية إن محاولات سعودة محافظتهم ليس بالجديد عليهم، ولم يتفاجؤوا من قيام السعودية بمحاولة فرضها أسماء جديدة لتغيير مسميات مدارس المهرة إلى أسماء مذيلة بذوات ومناطق سعودية.
ويقول المواطن المهري حسن يسلم: لا علاقة للبرنامج السعودي ببناء المدارس فهي مدارس موجودة وما قدمته السعودية لا يتجاوز الرنج وبعض الآثاث والكتب المدرسية.
وأفاد لـ"المهرية نت": المجتمع المهري يرفض بشكل قاطع تغيير مسميات المدارس ومحاولة تحويل أسماء مدرسة الثورة بمدرسة الدرعية ، ومدرسة المهرية بمدرسة الدمام، وأخرى أسميت بمدرسة الرياض ، ومدرسة المدينة ، ومدارس أخرى سعودت أسماءها ، في خطوة تعكس ما وصل إليه النظام السعودي في المهرة سعيا لفرض سيطرته والسطو عليها.
وأضاف: ما يطلق عليه "البرنامج السعودي لإعمار المهرة" أصبح المهريون يدركون حقيقته وأنه عبارة عن أداة تطويع استعمارية، وأن المهرة لم تشهد أي حرب حتى تكون بحاجة لإعادة إعمار.
وأفاد بأن السعودية تمارس التضليل من خلال كذبة إعادة الإعمار لتقوم بالسطو والسيطرة على المحافظة عبر أسلوب دعائي وتسويقي للاحتلال، في حين السعودية ذاتها تنهب مقدرات وموارد المحافظة وتسيطر على مطارها وموانئها ومنافذها الحدودية.
سعودة الاتصالات
ليست المسميات وحدها ما تحاول السعودية تغييرها، هنا في المهرة قامت بتشغيل شبكة الاتصالات والإنترنت السعودية داخل الأراضي المهرية، الأمر الذي تجاوز خصوصية البلاد في انتهاك صارخ للسيادة اليمنية لجر المحافظة نحو السعودة ما أثار غضباً شعبياً
فرضته الإجراءات السعودية عبر برنامج إعادة الإعمار.
يقول خالد سحيوت، لـ"المهرية نت": إن هناك رسائل نصية وصلت إلى هواتفنا عبر شركات الاتصالات عممت رسائل نصية على المواطنين في المحافظة ترحب بإقامة سعيدة لهم في المملكة العربية السعودية.
وأضاف سحيوت ان رسائل نصية sms وصلتهم على موبايلاتهم ترحب بهم في المملكة السعودية رغم وجودهم بالمهرة وكل هذا يصب باتجاه تكريس الاحتلال وعزل المهرة وسقطرى والمحافظات الشرقية عن اليمن.
مشيرا إلى أن شبكات الإنترنت والاتصالات المحلية داخل المهرة لم تعد تعمل هناك مما اضطر المواطنين في المهرة لاستخدام شبكات الاتصال والإنترنت السعودية.
وقال خالد: إن الغالبية من سكان محافظة المهرة أصبحوا يدركون حقيقة الدور السعودي في محافظتهم ويرفضون الواقع بل إن القبائل والسياسيين والشعب سيسقط مشروع سعودة السعودية للمهرة.
وأشار إلى أن هناك توجها لكل القوى الحية في محافظة المهرة مسنودة بكل القوى الوطنية في كل محافظات الجمهورية اليمنية لمساندة مشروع مقاومة الاحتلال السعودي الإماراتي.. في محافظتنا المهرة لإخراج القوات السعودية منها.
طمس الهوية
من جانبه يحذر المواطن صالح المهري من طمس الهوية المهرية لصالح الهوية السعودية، قائلاً: إن برنامج الإعمار يغير أسماء المدارس في المهرة ولم يقدم سوى آثاث واليوم يحاول هذا تغيير مدارس المهرة مثلما فعل مسبقا مع قبائل المهرة في الربع الخالي في طمس هويتها المهرية لصالح الهوية السعودية.
وأفاد: أن مشاريع برنامج الإعمار تعد وهمية وما تحقق منها لا علاقة لها بالاقتصاد والتنمية أو لصالح أبناء المحافظة بل لأهداف تسهم بالاضرار بالسيادة والهوية المهرية واليمنية على حد سواء.
وعلى نفس الصعيد، يتعجب الناشط الشبابي نذير كلشات، من تحويل مدارس المهرة بأسماء مدن سعودية، واصفًا ذلك بالعمل المشين، حيث ينشط برنامج إعادة الإعمار بإشراف السفير السعودي محمد آل جابر، في محافظة المهرة التي لم تصل إليها الحرب.
وأكد كلشات في منشور على حائطه بالفيسبوك رفض أبناء المهرة واستنكارهم تسمية مدارس المهرة بأسماء مدن سعودية، حتى وإن كان ذلك باتفاق بين السلطة والتربية بالمحافظة وبين البرنامج السعودي.
وقال كلشات إن السعودية تفرض نفسها عبر برنامجها وتستخدم مراكزها للتوغل والسيطرة والتحكم.. لافتا إلى أن هناك منظمات وجمعيات خيرية كويتية وعمانية عملت مراكز ومدارس لكنها لم تطلب تسمية ما عملت بأسماء مدنها وقراها.
أطماع تاريخية
يرى أبناء المحافظات الجنوبية ان الاطماع السعودية ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى أطماع تاريخية كانت تسعى لها قديماً وحديثاً.
ويورد المتحدث باسم مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي أحمد الحسني هذه الأطماع، قائلاً: الأطماع السعودية حول احتلال محافظة المهرة بدأت في السبعينات وتحديدا في عهد الرئيس الراحل سالم ربيع علي سالمين، عندما عرضت عليه السعودية مد أنبوب نفط إلى بحر العرب وكان هناك شروط للدولة في جنوب الوطن قبل الوحدة وتعثر المشروع وتم عرضه مجددا بعد قيام الوحدة.
وأضاف الحسني، قائلاً: يجري تثبيت هذا المشروع بالقوة رغم إنه تعثر في السابق، بعد أن أصبحت محافظة المهرة تقع تحت سيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي.
وعلق الحسني على تغيير مسميات المدارس قائلاً: إن تغيير عدد من أسماء المدارس والشوارع والمؤسسات في محافظة المهرة جزء من مشروع سعودي يهدف لعزل المهرة وبعض المحافظات الشرقية عن بقية المحافظات اليمنية وتغيير تركيبتها السكانية.
وحذر الحسني من تداعيات وتصرفات السعودية في الاستمرار على احتلال المحافظة، قائلاً: ما يجري هو عزل المهرة والمناطق الشرقية من اليمن عن بقية المحافظات اليمنية وتنفيذ هذا المشروع وتغيير التركيبة السكانية في محافظة المهرة.
مؤكدا أن هذا العمل يأتي استكمالا لما قامت به السعودية في محافظة المهرة التي احتلتها عسكريا ونشرت قواتها وأسست قواعدها العسكرية في المطار وفي الميناء وفي بعض المناطق المهمة والحيوية المطلة على البحر العربي.
وعلى نفس الصعيد، أدان شيخ مشايخ محافظة أرخبيل سقطرى، عيسى بن ياقوت، ما تتعرض له محافظة المهرة من طمسٍ للسيادة والتدخل في شؤونها الداخلية قبل الاحتلال السعودي.
وقال الشيخ بن ياقوت، في بيان نشره مكتبه الإعلامي، إن قرار البرنامج السعودي لتسمية مدارس محافظة المهرة بأسماء مدن سعودية فعلٌ يتجلى لإتمام السيطرة على محافظة المهرة أرضاً وإنساناً؛ ولن نسمح بذلك أبداً".
وأشار أن من ضمن المدارس التي تحاول السعودية تغيير مسمياتها، هي قديمة وما قدمه البرنامج السعودي يقتصر على الترميم، أو هدمها وإعادة بنائها.
وتابع : "ليس من المعقول تغيير أسمائها فتلك الأعمال التي يقوم بها الإعمار اختبار قناعة أبناء المهرة بالاحتلال والسكوت عن ذلك يعتبر مباركة له".
ودعا بن ياقوت الشيخ علي سالم الحريزي وكافة أبناء المهرة والمحافظ محمد علي ياسر، لإيقاف العبث والانتهاكات بحق سيادة الوطن وخصوصياته.
وأضاف: "على قوى الاحتلال أن تتوقف عن تلك المخططات الاستعمارية التي تمس سيادة المحافظة، ونحملها تبعات هذه الأعمال فأبناء المهرة لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تلك الانتهاكات الاستعمارية".
وتسببت المخططات السعودية بحالة من الغضب والسخط الشعبي والمحلي لمحاولة تنفيذ هذه القرارات عبر السلطة المحلية باعادة تسمية عدد من المدارس بأسماء مدن سعودية استياءً واسعا لدى كثير من اليمنيين، معتبرين ذلك احتلالا يطمس الهوية والتاريخ والذي يأتي بعد صدور قرار لمكتب التربية والتعليم في المهرة باعتماد تسمية ثمان من مدارس المحافظة بأسماء مدن سعودية، حيث شملت التسميات:"الدمام، الرياض، الدرعية، أبها، تبوك، المدينة المنورة، الطائف، مكة المكرمة".
والثمان المدارس التي يراد إطلاق هذه التسميات عليها ، ثلاث منها في الغيضة، وواحدة في كل من مديريات حصوين، قشن، سيحوت، المسيلة، وحوف.
وعلى نفس الصعيد أصدرت لجنة الاعتصام السلمي بمحافظة المهرة، بيانا أعلنت فيه عن رفضها التسميات التي يسعى البرنامج السعودي لفرضها على المدارس بالمحافظة، كونها تستهدف الهوية وتكشف حجم الإسفاف والنوايا في التعامل مع المهرة وكأنها محافظة سعودية.
وأكد رئيس لجنة الاعتصام السلمي بمديرية شحن في المهرة، حميد زعبنوت، رفض قرار مكتب التربية والتعليم في المحافظة بإعادة تسمية المدارس في مديريات المهرة بأسماء مدن سعودية.
وقال زعبنوت ، في تغريدات على حسابه "تويتر": إن ما فعله البرنامج السعودي هو تمويل لشراء الكتب والمستلزمات المكتبية في المدارس ولا علاقة له ببناء هذه المدارس وغيرها.