آخر الأخبار
2020 بالمهرة.. حصاد حركة سلمية نشطة في مواجهة أطماع السعودية
اعتصام المهرة-أرشيف
الخميس, 31 ديسمبر, 2020 - 10:47 صباحاً
لا تراجع.. لا استسلام .. بسلميتها تمضي هي عجلة الحراك والأنشطة والكفاح السلمي قدماً دون توقف أو محطات انتظار لمناهضة الاحتلال السعودي الذي بات يخنق شرايين محافظة المهرة ويطبق أنفاسها ملقياً ثقلاً عسكرياً عليها ، وفرضه واقعاً استعمارياً لا يقبله الشعب اليمني فضلاً عن أبناء المحافظة، وهم يشاهدون القوات العسكرية المدججة بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة تتدفق لأرضهم وتحاصر منافذهم دون ما سبب.
فكيف لأبناء المهرة أن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يرقبون جحافل المعدات الحربية والترسانة القتالية السعودية تتقدم صوبهم قادمة من أقصى الشمال إلى أقصى الشرق محاولة إبتلاع مقدرات المحافظة وتنفيذ أهداف استعمارية على أراضيها وصولاً إلى البحر العربي، وتحويل المحافظة لنقطة نفوذها.
يضع المهريون تساؤلاتهم.. يا ترى هل وجدت السعودية انقلاباً أو تواجداً لجماعة الحوثي بالمحافظة لتستدعي آلة الدمار وكل هذه القوات إليها؟.. هل مشاريع الإعمار تتمثل في استحداث معسكرات ولمن. ومن أجل من؟ وهل المحافظة بحاجة لكل هذا التحشيد وانشاء لهذه المعسكرات؟
كلا - يُجيب المهريون.. محافظتنا من أقل المحافظات اليمنية تأثراً بالحرب التي تعصف بالبلاد منذ ما يزيد على خمس سنوات، بفعل موقعها الجغرافي الواقع في أقصى الشرق.. وهي ميزة، ولذلك يستمر التصعيد والتصدي لإفشال سيناريو الفوضى والذي يحرص أبناء المحافظة لعدم تكراره في محافظتهم ولن يتم السماح للقوات السعودية بتكرار سيناريو انقلاب سقطرى.
ما الذي يدفع بأبناء محافظة المهرة لمواصلة مسيرة النضال السلمي دون توقف، وفي ظل استشراف السنة الرابعة على الوجود السعودي في المهرة.. نسلط الضوء على نضال أبناء المحافظة، في هذا الملف الذي يأتي ضمن تغطيتنا لهذه الذكرى.
ليجسد 2020 عاماً خيار الأنشطة والحراك السلمي عبر آليات الاعتصام مشكلاً نموذجا حضاريا عكس وعي وإدراك وايمان قبائل وأبناء محافظة المهرة بعدالة قضيتهم العادلة ضد أطماع الاحتلال السعودي، بعد أن تجلت الحقائق، وانكشفت أجندات الاستعمار السعودي ومطامعه، لتٌشكل ثورة سلمية وحراكاً مجتمعياً لقبائل وأبناء المهرة الذين أسدلوا الستار عن الغطاء الإنساني وإعادة الأعمار المزعوم الذي اتخذته السعودية كوسيلة للتدخل العسكري غير المبرر في المحافظة المسالمة.
الكفاح السلمي
سترحل جحافل القوات الطامعة في المهرة غير مأسوف عليها، يؤكد المواطن المهري عبدالله كلشات لـ"المهرية نت" قائلا: حملنا على عاتقنا الحفاظ على سيادة محافظتنا منذ دخول القوات السعودية إلى محافظة المهرة وكشف المخطط الخطير المُدبر للمحافظة.
وأفاد: أن مسيرة الاعتصامات التي تشهد زخماً غير منقطع النظير تضع أمامها هدفاً لا رجعه فيه الحفاظ على السيادة اليمنية ومغادرة القوات السعودية من المحافظة وإخراج جحافل القوات الطامعة من المهرة مكسورة وخائبة.
وأضاف: كفاحنا السلمي لن يتوقف إلا بخروج التواجد العسكري السعودي من المهرة لأنه عبارة عن احتلال واضح، وتسقط جميع الحجج بأن هذه القوات التي تم جلبت لمحافظتنا هي نصر للشرعية بل هي للقضاء على سيادة الجمهورية اليمنية ووضعها تحت سيطرة قوات السعودية.
وأشار إلى ان جميع الشخصيات المحلية والقبائل والأعيان هم من يقودون هذا الحراك السلمي والتظاهرات والاعتصامات السلمية المناهضة لوجود القوات السعودية التي تسعى لمد أنبوب نفطي من أراضي المهرة وصولاً إلى البحر العربي.
انتصارات النضال
ضرب المهريون على مدى 2020 أروع النماذج في حراكهم السلمي، وسطرت قبائل وأبناء المهرة النهج السلمي الصحيح في أنشطتهم وفعالياتهم واعتصامهم السلمي لمواجهة القوات العسكرية السعودية.
ويشير المواطن سلطان المهري، إلى أن استمرار نضالهم واعتصامهم وأنشطتهم السلمية حققت نجاحات كبيرة تمثلت في توقف أطماع ومشاريع السعودية في محافظتهم.
حيث أكد لـ"المهرية نت": أن استمرار النضال السلمي واستمرار الأنشطة المناهضة للسعودية شكل حجر عثرة أمام مشاريعها بدءاً من مد خط أنبوب للنفط إلى البحر العربي وهي بذلك تسعى جاهدة للابتعاد من مضيق هرمز والسيطرة على مخنقة باب المندب ولم يتمكنوا من ذلك لأن الحركات والأنشطة المناهضة للتواجد السعودي والذي حال بينهم وبين ما يريدونه.
وقال: لن تكون المحافظة عبارة عن حديقة خلفية للأطماع السعودية وأن من له الحق الوحيد في الاستفادة من المنطقة الاستراتيجية التي تربط بين اليمن ودول الخليج ودول شرق آسيا وهي بوابة اليمن الشرقية هي الحكومة اليمنية.
يطرح العالم اليوم العديد من التساؤلات العديدة منها.. لماذا لم يلجأ أبناء المهرة للسلاح واستخدام حقهم في طرد القوات العسكرية السعودية من أراضيهم، خاصة وأن قبائل المهرة تمتلك السلاح في بلد لا صوت يعلو فيه فوق صوت العنف.
يجيب المهري، قائلاً: لجوء أبناء محافظة المهرة إلى لغة السلم وترك السلاح هو سر قوتنا وكفاحنا السلمي وهو ما أذهل وأثار انتباه العالم أجمع لنموذجنا الحضاري في التعامل مع قضيتنا التي جسدت فيه القبائل المهرية، والتي هي قادرة على استخدام لغة العنف لكنها لم تلجأ إليها لتحضرها.
تساقط الحجج
وحول ما يتكرر في الإعلام السعودي الذي يسعى لتشويه سلمية المهريين عن تدشين المملكة مشروعات تنموية في المهرة وأنه سبب تواجدها، تتساقط جميع الحجج والمزاعم على ما يجري على أرض الواقع، في ضل غياب المشاريع التنموية وحضور المشاريع الاستيطانية في إنشاء المعسكرات والتي تعد المحافظة في غنى عنها.
وهو ما شهده 2020 في قيام السعودية بإنشاء المعسكرات وقتل مواطنين معارضين لتواجدها في منطقة الأنفاق بالمهرة في ظل استمرار عمل المعسكرات وقيامها بتحويل مطار الغيضة لثكنة عسكرية بالإضافة إلى شنها العديد من الهجمات على المنفذين الحدوديين مع سلطنة عمان شحن وصرفيت.
وبالإضافة إلى عدم تواجد أي خطورة تجاه سلطنة عمان إلا أن التواجد السعودي في المنفذين محمي بمليشيات شكلتها الرياض لتمرير مخططاتها وبعض القوات اليمنية التي تم استغلال وضعها السيئ في ظل غياب الشرعية بهدف شرعنة تواجدها في شرايين المحافظة.