آخر الأخبار
زيارة السفير الأمريكي للمهرة.. خطوة "مريبة" تنتهك السيادة وتشرعن للتواجد السعودي العابث بالمحافظة
الاربعاء, 02 ديسمبر, 2020 - 11:48 مساءً
فتحت الزيارة المفاجئة للسفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هانزل، الى محافظة المهرة شرقي اليمن، أبواب التكهنات حول فحوى الزيارة ودلالاتها، وخلقت ردود أفعال واسعة على المستويين المحلي والدولي بعد حديث مصادر في الحكومة اليمنية إنها جاءت دون تنسيق رسمي.
وكان السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هانزل، وصل الإثنين الماضي، الى محافظة المهرة في زيارة مفاجئة، وقال في مؤتمر صحفي مع المحافظ محمد علي ياسر، إنه أجرى مع محافظ المهرة نقاش "بناء ومثمر".
إلا أن مصادر حكومية، تحدثت في تصريحات لوسائل إعلام، إن زيارة السفير الأمريكي جاءت دون تنسيق رسمي ودون أجندة واضحة كما جرت العادة دبلوماسياً، مؤكدة إن السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر هو من رتب للزيارة لمرامي تخص الرياض وترتبط بوجودها العسكري بالمهرة.
كما شدد السفير الامريكي لدى زيارته المهرة عن ضرورة تطبيق اتفاق الرياض والعمل لتسريع الحل السياسي لإنهاء الحرب في اليمن، لكن حديثه عن جهود مكافحة "الإرهاب والتهريب في المهرة" هو حجر الزاوية لهذه الزيارة وفقاً لمراقبين، فمن شأنها تعزيز موقف السعودية في مزاعمها الزائفة حول إن تواجد قواتها في المحافظة يأتي لمكافحة التهريب والإرهاب شرق اليمن.
قبول أمريكي لمزاعم سعودية
وفي الصدد، يرى المحلل السياسي محمد الأحمدي إن زيارة "هانزل" للمهرة، ليست إلا جزء من التفاهمات السعودية مع إدارة ترمب باسم اتفاقية مكافحة الارهاب في اليمن، ويبدو بحسب الأحمدي أن مزاعم السعودية عن تواجد نشاط لجماعات إرهابية أو عمليات تهريب في المهرة، يلقى قبول لدى الجانب الامريكي.
وشكك الأحمدي في حديثه لـ"المهرية نت" من أن يكون لدى السلطات الشرعية اليمنية علم بهذه الزيارة، وقال إن ما يجب التأكيد عليه، أن تكون الزيارة وفق علم السلطات الشرعية اليمنية، وبهذه الحالة لا أعتقد أن هناك مشكلة من زيارة السفير الامريكي الى أي محافظة يمنية، المهم أن يكون في إطار الترتيب مع الحكومة الشرعية وبأجندة واضحة.
وأكد على ضرورة أن تحترم هذه الزيارة أو أي زيارة لأي مسؤول غربي مصالح الشعب اليمني، والسيادة الوطنية وأن لا يكون هناك أجندات خفية من وراء مثل هذه الزيارات.
إنهاء لدور الشرعية
من جانبه، اعتبر الباحث في الفكر السياسي فهد سلطان، إن زيارة السفير الأمريكي للمهرة التي جاءت دون ترتيب حكومي، تأكيد جديد للأطماع السعودية في المهرة اليمنية وإنهاء دور الحكومة الشرعية وسيادتها على القرار في اليمن.
وقال في حديثه لـ"المهرية نت" إن الزيارة جاءت في إطار حاجة السعودية للحصول على دعم للكثير من الملفات ومنها اليمن، حيث تعزز زيارة السفير الامريكي في هذ التوقيت ودون ترتيب مع الحكومة الشرعية اليمنية موقف الرياض في مزاعمها بشأن محاربة الإرهاب في المهرة.
ولفت الى أن ذريعة" مكافحة الإرهاب" باتت غطاءً رسمياً على أطماعها من التواجد شرق اليمن من جهة، وتعزز مساعيها لإنهاء دور الحكومة الشرعية أو سيادة الشرعية.
وأشار الباحث سلطان الى أن لقاء السفير مع محافظ المهرة جاء في إطار الترتيب السعودي، ولا يعني أنه بترتيب مع الحكومة اليمنية، مؤكداً إن الغرض الرئيس من الزيارة أن تكسب السعودية شرعية قوية للبقاء في المهرة، حيث تعزز زيارة السفير موقفها في المرحلة القادمة، خاصة مع احتمالات تغير السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية في الشرق الأوسط، بعد تنصيب الرئيس الديمقراطي المنتخب جوبايدن رئيساً خلال يناير القادم.
وحول موقف الحكومة الشرعية من هذه الزيارة، يقول الباحث فهد سلطان، إن الزيارة أوقعت اليمن في موقف حرج، وكان ينبغي أن يصدر عن الحكومة الشرعية على الاقل، رسالة احتجاج رسمية، أو حتى من أي مسؤول حكومي في هرم السلطة.
لكنه يرى ايضاً إن الشرعية ربما لا تستطيع أن تخرج باحتجاج بهذه الطريقة بسبب هيمنة السعودية على القرار اليمني، أما السعودية فتحاول بخطواتها أن تسرع من عملية تشكيل الحكومة وأن تحل الملف اليمني، بما يبقي أطماعها في البلد بما في ذلك نفوذها في محافظة المهرة.
سخط شعبي واسع
كما عكست زيارة السفير الأمريكي للمهرة التي وصفت من قبل متابعين للشأن السياسي بـ"المريبة بتوقيتها وأجنداتها"، ردود فعل غاضبة على المستوى المحلي يمنياً وفي المهرة على وجه الخصوص.
وفي السياق، اعتبر رئيس لجنة اعتصام المهرة السلمي، الشيخ عامر كلشات، زيارة السفير الأمريكي للمهرة، نوع من المؤامرة التي تحيكها السعودية ضد المحافظة، بالتزامن مع قرب انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال كلشات، في تصريح متلفز، إن الظهور المفاجئ للسفير الأمريكي في مطار الغيضة دون إعلان مسبق هو نوع من أنواع الاحتلال الذي يمارسه السفير السعودي في المحافظة.
من جانبه، وصف رئيس لجنة اعتصام شحن الشيخ حميد زعبنوت، هذه الزيارة بـ" سابقة خطيرة في العلاقات الدولية"، وقال في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر إن" ما تفعله الرئاسة والحكومة اليمنية (المعترف بها دوليا)، من تنازل فاضح عن السيادة الوطنية لم يعد مقبولاً".