آخر الأخبار

دويتشه فيله: هل سيلعب الحوثيون دوراً أكبر في صراع الشرق الأوسط؟ (ترجمة خاصة)

المهرية نت - ترجمة خاصة
الثلاثاء, 08 أكتوبر, 2024 - 08:54 مساءً

نشر الموقع الإلكتروني لهيئة الإعلام الألمانية "دويتشه فيله" مقالاً للكاتبة كاترين شاير، وهي صحفية مستقلة تقيم في برلين، مقالاً بعنوان: هل سيلعب الحوثيون دوراً أكبر في صراع الشرق الأوسط؟.

 

وذكرت الكاتبة أن الحوثيين نجوا من هجمات الولايات المتحدة وإسرائيل وغيرهما، وهم الجماعة الوحيدة المدعومة من إيران التي لم تعاني من انتكاسات خطيرة خلال العام الماضي. كما يُنظر إليهم على أنهم "متهورون " إلى حد ما.

 

وقالت شاير: "في خطاب ألقاه مؤخراً، أعلن زعيم جماعة الحوثي في اليمن بفخر عن حصيلة جماعته خلال العام الماضي: استهدفت جماعة الحوثي، التي تسيطر على جزء كبير من شمال اليمن، 193 سفينة تمر عبر بلادهم وأطلقت أكثر من 1000 صاروخ وطائرة مسيّرة على أعدائهم، بما في ذلك إسرائيل، حسبما أعلن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي يوم أمس. وقال إن كل هذا كان دعماً لجماعة حماس في غزة وحزب الله في لبنان".

 

ولفتت الكاتبة إلى إطلاق الحوثيين الصواريخ على العدو الإسرائيلي، وإسقاط طائرات أمريكية بدون طيار، وقالت: "ولم يبدو أن شيئًا قد أوقف الحوثيين حتى الآن، لا قوة تحالف المهمة البحرية الدولية لحماية الشحن في البحر الأحمر، ولا القصف الجوي المتكرر للمناطق التي يسيطرون عليها".

 

وتابعت: "وفي تحليل كتبه هذا الشهر، قال مايك نايتس، وهو زميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى بأن: "الحوثيين أصبحوا أقوى وأكثر كفاءة من الناحية التقنية وأكثر الأعضاء بروزاً في محور المقاومة مما كانوا عليه في بداية الحرب."

 

تضيف: أوضح نايتس أن الحوثيين نجحوا على نحو لا لبس فيه في تجاوز عام من الحرب دون أن يتعرضوا لانتكاسات كبيرة... وقدموا أفضل أداء عسكري بين جميع لاعبي المحور.

 

وقالت: "ونتيجة لذلك أصبح الحوثيون أعضاء أكثر بروزًا في المحور حتى أن زعيمهم عبدالملك الحوثي يُنظر إليه على أنه قد يحل محل زعيم حزب الله حسن نصر الله، الذي قُتل على يد إسرائيل الشهر الماضي، وكان رمزاً قيادياً للتحالف المؤيد لإيران".

 

وتابعت: يؤكد محمد الباشا وهو محلل أمني مقيم في الولايات المتحدة ومتخصص في شؤون الشرق الأوسط واليمن، أن "عبد الملك الحوثي تحرك بسرعة لملء الفراغ في غياب نصر الله. لقد استحوذ الحوثيون على الأضواء."

 

هل سيصبح الحوثيون أكثر إزعاجًا الآن؟

ورداً على هذا السؤال الذي طرحه المقال ترد الكاتبة بالقول: "من المحتمل جدًا ذلك، كما يقول الخبراء، مشيرين إلى عدد من العوامل: أولاً، تعتبر المسافة التي تفصلهم عن إسرائيل ميزة فعلى عكس بعض جماعات محور المقاومة الأخرى، مثل حزب الله وحماس، يبعد الحوثيون أكثر من 2000 كيلومتر عن إسرائيل، كما قال الباشا لدويتشه فيلله".

 

وأضاف المحلل: "بالإضافة إلى ذلك، كان حزب الله تحت مراقبة إسرائيل لأربعة عقود، في حين لا تزال المعرفة عن الحوثيين محدودة بالمقارنة".

 

وتابع: "كما شارك الحوثيون في القتال لعقود من الزمن، أولاً كجزء من تمرد ضد دكتاتورية اليمن بدءًا من عام 2004، ثم من عام 2014 في حرب أهلية بعد نهاية الدكتاتورية، وأخيرًا ضد التحالف الدولي بقيادة السعودية الذي دعم خصومهم في الحرب الأهلية".

 

وقال الباشا "على مدى عقود من الصراع، قام الحوثيون بتفريق جميع جوانب عملياتهم، من إمدادات الوقود والغذاء إلى تصنيع الأسلحة". وأضاف أن قواعدهم مخفية في جبال اليمن وفي الأنفاق تحت الأرض، مما يجعل الضربات الجوية أقل فعالية، ويقول إن "سجلهم القوي في العمليات البرية" يعني أن أي قوة أجنبية لن تريد غزوًا بريًا.

 

كما يعمل الحوثيون على إقامة اتصالات أبعد من ذلك. فلديهم مكاتب في العراق وأعلنوا مسؤوليتهم عن شن هجمات على إسرائيل بالتعاون مع المقاومة العراقية.

 

الدعم الإيراني

وتمضي الكاتبة: "من المرجح أيضًا أن يحصل الحوثيون على دعم أسلحة أفضل من إيران. قبل 7 أكتوبر 2023، كانت إيران تزود الحوثيين بإصدارات قديمة من الصواريخ والطائرات بدون طيار، كما أوضح الباشا. "الآن يطلق الحوثيون نسخًا معدلة من صاروخ خيبر شيكان الإيراني [وهو صاروخ باليستي متوسط المدى]. إنها مسألة وقت فقط قبل ظهور صواريخ فاتح الإيرانية الفرط صوتية إذا لم تكن قد ظهرت بالفعل".

 

تضيف: "كما جادل نايتس في دراسته التي صدرت في أكتوبر، فإن اليمن سيكون موقعًا مثاليًا لمثل هذه الصواريخ بسبب موقعه وإمكانية إخفاء الأسلحة في الجبال".

 

وتابعت: "نظرًا لموقعهم القريب من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فإن لدى الحوثيين أيضًا القدرة على ضرب جيرانهم وتعطيل التجارة العالمية بشكل أكبر".

 

وأشارت الكاتبة إلى أنه أثناء الإعلان عن هجمات صاروخية على إسرائيل الأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم الحوثيين إنهم يعتبرون جميع "المصالح الأمريكية والبريطانية في المنطقة تحت مرمى نيراننا".

 

وأضافت: "إذا هاجمت إسرائيل في النهاية منشآت إنتاج الطاقة الإيرانية رداً على الهجوم الصاروخي الأخير الذي شنته طهران، فقد يستجيب الحوثيون من خلال استهداف مرافق الطاقة لحلفاء الولايات المتحدة. لقد أطلقوا سابقًا صواريخ على منشآت إنتاج النفط السعودية والإماراتية".

 

وتابعت: قال ميك مولروي، كبير الباحثين في معهد الشرق الأوسط ومقرها واشنطن ونائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق، لدويتشه فيله خلال حلقة نقاش عبر الإنترنت الأسبوع الماضي: "هذا أمر يثير القلق بالتأكيد".

 

وأشارت أنه "يمكن للحوثيين مهاجمة البنية التحتية لدول الجوار ويمكن لإيران أن تلغم مضيق هرمز. لدى الإيرانيين بالتأكيد القدرة على القيام بذلك، وهذا من شأنه أن يغلق بشكل أساسي نقل الطاقة خارج المنطقة، مما قد يسبب صدمة اقتصادية. وبعد ذلك بالطبع، يمكن للحوثيين مواصلة مطاردة السفن"، كما أشار مولروي.

 

الحوثيون: "لا نبالي"

وتمضي الكاتبة في مقالها: "هناك سبب آخر قد يجعل الحوثيين أكثر أهمية، وأكثر غموضًا بعض الشيء. ويتعلق الأمر بموقف الجماعة".

 

وقالت: "أوضح الباشا أن الحوثيين أصبحوا أكثر جرأة بعد عقدين من الانتصارات فالكثير من مقاتليهم خاضوا الحرب منذ نعومة أظفارهم، وليس لديهم الكثير ليخسروه. هذه العقلية التي تتلخص "بلماذا لا؟" تمنحهم ميزة استراتيجية، وقد يتجاوزون حدوداً يتردد آخرون في تجاوزها".

 

"وبالنسبة لإيران، يمكن اعتبار الحوثيين عبئًا وأداة نفوذ في نفس الوقت"، كما يقول إبراهيم جلال، الباحث غير المقيم والمتخصص في اليمن في مركز كارنيجي للشرق الأوسط. "إنهم نفوذ بسبب عدم قابلية التنبؤ بهم، ولكنهم عبء بمعنى أنهم يختارون التصعيد المستمر. حتى أن الرئيس الإيراني أدلى بتصريحات على هذا النحو، مفادها أن هؤلاء الرجال متهورون".

 

ويحكي جلال كيف أنه في مرحلة ما، وبعد وقت قصير من تهديد الولايات المتحدة برد عسكري على حملة الحوثيين ضد الشحن، بدأ الحوثيون يهتفون في خروجهم الجماعي "لا نبالي واجعلوها حرب كبرى عالمية" وفق دويتشه فيله.

 

للإطلاع على المادة الأصلية من هنا

 




تعليقات
square-white المزيد في ترجمات