آخر الأخبار
عبر كيانات موازية.. حرب إماراتية صامتة لتدمير النسيج الاجتماعي في سقطرى (تقرير خاص)
أطماع الإمارات وأدواتها في سقطرى_ارشيف
الجمعة, 04 سبتمبر, 2020 - 09:39 صباحاً
لا توجد صراعات قبلية في جزيرة السلام سقطرى اليمنية، ولم تسجيل الجزيرة خلافات بتاريخها تستحق أن تُذكر، أو تنازعات لأبناء قبائلها من أجل الاستحواذ على السيادة والزعامة؛ لكن كل شيء يتغير في الجزيرة في الوقت الحالي، فهي تتعرض لأكبر عملية استنساخ لمشائخ قبائلها وإنشاء مكونات موازية لرؤوساء القبائل لإزاحتهم عن المشهد السياسي وتكميم لصوت مرجعيات الأرخبيل.
أصبح تشتيت الكيانات القبلية مطلب يسعى إليه المجلس الانتقالي المدعوم اماراتياً للمحافظة لتحقيق مصالحهم في الجزيرة والاستماته من أجله لاستكمال عمليات نهب ثروات الجزيرة دون وجود أصوات معارضة في الجزيرة تؤثر على مصالحهم.
فلا تكاد تمضي أيام حتى يتم اشهار مجالس قبلية جديدة تسعى لإسقاط مشائخ الجزيرة وهز مكانتهم الاجتماعية بين أفراد المجتمع سعياً لتهميش دورهم المؤثر والمسموع في أوساط المجتمع السقطرى الذي يحافظ على وحدة ولحمة الجزيرة من الفوضى وشق الصف والتنازل عن ثروات ومقدرات الجزيرة لصالح دولة الامارات.
ولم تكتف الإمارات بإشهار مجالس موازية للقبائل السقطرية بل قامت بتشكيل مكونات موازية للمشائخ القبليين سعياً منها لإضعاف دور القبيلة والتقليل من شأنها في أوساط المجتمع السقطري واستهداف مكوناته وتدمر النسيج الاجتماعي وخروج المحافظة عن وضعها الطبيعي كما يكشف هذا التقرير الذي أعده فريق "المهرية نت".
قبائل شريط الساحل الغربي
وأوعزت القيادة الإماراتية المسيطرة على الجزيرة لعدد من أبناء شريط الساحل الغربي بالانقلاب على (الاتحاد القبلي للشريط الساحلي) وإسقاط شيخ الاتحاد الرافض لتنفيذ أجندات إماراتية لا تخدم مصلحة الجزيرة.
يقول سالم بوحانة، أحد سكان موري في سقطرى، لـ"المهرية نت": إن الجزيرة تشهد انقلابات متواصلة على المشائخ والأعيان فاليوم يتم تهميش أصوات مشائخها ومرجعياتها التي تعبر عن السقطريين، دون اعطائهم الكلمة وأصبح العامة ومن تشتريهم الامارات ينافسون رأس الهرم في المجتمع السقطري.
وأفاد بأنه من المحزن ان تقوم قيادات المجلس الانتقالي المدعومة من الإمارات باستبعاد واستهداف المشائخ عبر الإطاحة بهم في مسرحية هزلية لا تحمد عواقبها.
وقال إنه يتم اليوم الإطاحة بالاتحاد القبلي للشريط الساحلي الذي يرأسه الشيخ أحمد غالب يعقوب الرافض لتنفيذ أجندات خارجية لا تخدم مصلحة الجزيرة عبر استحداث مجلس موازي له، ونصبت الامارات المدعو فائز عبدالله بلعبوده عبر استحداث ما يسمى "المجلس القبلي للشريط الساحل الغربي"، بديلاً عن "رئيس الاتحاد القبلي للشريط الساحلي القبلي".
انقلاب على الشيخ بن يعقوب
وفيما تكفلت القيادات الإماراتية بالدعم المالي، زعم "المجلس القبلي للشريط الساحل الغربي" المنقلب على القبائل، في بيان حصل "المهرية نت" على نسخة منه: "إن الاتحاد أصبح غير مرغوب ولا يمشي بخطى ثابتة وأصبح مخالفا ومرتبطا بصيغة مغلوطة".
وجرد الموالون للإمارات من أبناء الجزيرة شيخ (الاتحاد القبلي للشريط الساحلي) من صفته، قائلين: إن مشائخ وعقال وأبناء المجلس القبلي بالساحل الغربي يرفضون الاتحاد القبلي الذي يقوده أحمد غالب يعقوب ولن يمثل المجلس القبلي لشريط الساحل الغربي.
وحذر بوحانة ، لـ"المهرية نت" من أن المخططات للإطاحة بالشيخ أحمد غالب بن يعقوب، رئيس الاتحاد القبلي للشريط الساحلي الغربي لا يمكن أن ينطلي على أبناء المنطقة كونه شيخهم منذ سنوات وليس بالإمكان انتهاك النظام والقانون والأعراف المتفق عليها في العرف السقطري.
انقلاب قعرة
قبائل قعرة (غرب سقطرى) لم تسلم أيضاً من محاولات الانقلاب واستهداف مشائخها لشق صف المنطقة وتقديم خدمة للاماراتين للتفرغ في نهب ثروات الجزيرة التي لا تريد للجزيرة التعايش والسلام.
وقال عدد من سكان قعرة أن سليمان أحمد دتيان رحني أعلن تنصيب نفسه رئيساً لمركز قعره مدعوماً من الإمارات، كبديل للشيخ أحمد سالم بن كلمس، الرئيس الفعلي للمركز.
وتأتي هذه الأحداث بعد مطالبة أحمد سالم بن كلمس بإخلاء الأرخبيل من المظاهر المسلحة وعودة الحكومة الشرعية إلى الجزيرة.
وأعلن لقاء رعاه الانتقالي المدعوم من الإمارات برئاسة سليمان أحمد دتيان رحني أن "كلمس" لم يعد رئيساً لمركز قعرة وأن البيانات الصادرة منه في حكم الشخصية وأن مشائخ بقيادتها الجديدة ترفض الإساءة للمجلس الانتقالي في منطقة قعرة وسكانها.
18 قبيلة
وتسعى ميليشيا المجلس الانتقالي المدعوم اماراتياً لخلق جماعات للفوضى وجر سقطرى قعرة لمناكفات وتجاوزات، حيث يقول سعيد السقطري، لـ"المهرية نت" إن: الإمارات تستهين بقبائل سقطرى، حيث تقوم بتغذية الانقلابات على مشائخ الجزيرة في جميع مديريات الجزيرة دون الاكتراث للصراعات بين القبائل والعشائر السقطرية.
وأضاف: أن البيانات الصادرة عن أشخاص غير مؤهلين لقيادة المنطقة ليسوا شيوخاً ومحاولة جمع أسماء عادية يستطيع فعلها أي شخص ولا يستطيعون حصر مشائخ ووجهاء قعرة لمحاولة إسقاط مشائخهم الرسميين وما يجري عملية تزوير وكذب غير مالكين للأهلية لأن أكثر الأشخاص الموالين للانتقالي والذي يحتج بهم المجلس الانفصالي لا يمتلكون أختام تؤهلهم للقيام بانقلاب على مشائخ سقطرى.
وقال إن 18 قبيلة تتبع مركز قعرة، يسعى المجلس الانتقالي للسيطرة عليه عبر انقلاب مكتمل الأركان على المشايخ المعروفين بالجزيرة وسط استنكار المواطنين.
بن ياقوت
ولم يسلم شيخ مشايخ محافظة أرخبيل سقطرى الشيخ عيسى سالم بن ياقوت من محاولة التهميش ونفي مكانته الاجتماعية في الجزيرة من قبل ميليشيا المجلس الانتقالي والمناصرين لهم، حيث يقول سعيد سالم أبو وزير، موال للإمارات: إن بن ياقوت أصبح جنديا لقوى خارجية بعد بيانه الأخير وان محافظة سقطرى أصبحت تحت سلطة الامارات وأصبحت الدعم الأساسي للارخبيل لتوفير ما يطلبه المواطن السقطري.
وقامت مطابخ الاعلام التابعة للإمارات بشن حملة تشويه وتحريض تحاول الانتقاص من مكانة ودور شيخ مشايخ محافظة أرخبيل سقطرى بعد اصداره بيانا حمل عنوان "سقطرى تلفظ الأنفاس الأخيرة وتودع أمها اليمن".
وعلى خلفية البيان الذي دعا اليه الشيخ عيسى بن سالم السقطري، اليمنيين إلى توحيد جهودهم ودعم إخوانهم في الأرخبيل لطرد ما أسماها "قوى الاغتصاب والجبروت الإماراتية والسعودية" وجه مناصرو الامارات للتحضير لجمع التوقيعات بإلغاء مشائخ سقطرى كونهم يشكلون خطراً حقيقياً على دورهم في الجزيرة.
وهو ما حذر منه بن ياقوت في بيانه قائلا: هناك تغييرات ديموغرافية للنيل من السكان الأصليين في سقطرى، فالسعودية والإمارات جلبتا سكانا من خارج سقطرى للجزيرة، ودمرتا معالم البيئة وأنشأتا معسكرات في ربوع الجزيرة.