آخر الأخبار
ضحيتها المدنيون.. عودة الاشتباكات المسلحة في تعز تثير سخطا شعبيا واسعا (تقرير)
قوات الامن في تعز - أرشيفية
الاربعاء, 12 أغسطس, 2020 - 01:46 صباحاً
رغم صمودها لأكثر من 4 أعوام أمام حصار الحوثيين ومقاومتها لهم، تقف مدينة تعز وسلطاتها الأمنية والعسكرية عاجزة عن مواجهة سيناريو الاختلالات الأمنية والفوضى المسلحة التي تعود بين الحين والأخر، ويذهب في كل مرة ضحاياها أبرياء مدنيون.
فتعز التي نجحت في التصدي للحوثيين، تغرق اليوم في الفوضى التي فرضتها بعض القوات الممولة من الإمارات والمتمردة على الشرعية، وتارة أخرى على وقع الاشتباكات المسلحة التي يقف وراءها مسلحون خارجون عن النظام والقانون.
ومؤخراً، أثار مقتل مدنيين بينهم أطفال، إثر حادثة الاقتتال المسلح بين المسميين "غزوان المخلافي" و"غدر الشرعبي" على خلفية انتقامية، جدلاً واسعا في أوساط الناشطين والحقوقيين.
على الرغم من إعلان الحملة الأمنية المشتركة في تعز، القبض على عدد من المطلوبين، بينهم غزوان المخلافي وماجد الأعرج وعمر الشرعبي، على أن تواصل مهامها للقبض على آخرين بينهم غدر الشرعبي؛ إلا أن ردود الفعل لا تزال متواصلة حيال تكرار مثل هذه الحوادث في المدينة المحررة من الحوثيين.
تنديد بصمت الأمن حيال الحادثة
وفي هذا الشأن، كتب الصحفي "مازن عقلان" في منشور له على فسيبوك قائلاً: "مدير الأمن بتعز العميد منصور الأكحلي ونائبه العقيد أنيس الشميري ما رأيهم بالاشتباكات التي تدور في شارع المغتربين على بعد أمتار من منازلهم، ويصل صوت زخات الرصاص الى مسامعهم؟"
وأضاف قائلاً: "لكنها-شرطة أمن تعز -عادت للتراجع والخمول، عادت لتفعيل وضعية الصامت ووضع الطيران أمام حوادث الاشتباكات بين العصابات، بحجج واهية قيدت نفسها بها واتخذت منها مبررات وأعاذير لفشلها.
القيادي في المقاومة الشعبية "توفيق عبدالملك" كتب منشورا غاضبا استهله بعبارة: " اللجنة الأمنية.. تقتل تعز بصمتها ".
وأردف قائلاً: "الحقيقة المرة أن ما يحدث في تعز هو نتيجة غياب الدولة وعدم تحمل المسؤولية." كما وصف تعز بأنها نموذج لغياب الدولة بمفهومها المتكامل".
من جهته، تساءل عضو البرلماني اليمني شوقي القاضي على فيسبوك بالقول:" هل يُعقَل أن تعجز سلطات تعز الأمنية والعسكرية عن وقف بلطجة المراهقين، وكبح جماحهم، ووقف عبثهم في مدينة تعز وشوارعها وأسواقها؟! أم إن حقيقة الصراع هو بين متنفذين كبار، ومراكز قوى، وفاسدين ولصوص، ولكن عن طريق أولئك المراهقين؟! افتونا بعلم."
أما مدير مكتب الاعلام بتعز نجبب قحطان فكتب قائلاً: "الله المستعان عليكم يا قيادات تعز (المدعميين) إما ان تقتصوا لتعز وتنصفوا ضعفائها وإما فلترحلوا جميعا غير ما سوف عليكم."
الناشط عبدالله فرحان والقيادي في التنظيم الوحدوي الناصري بتعز تحدث في منشور عن حروب ثارات عصبية في أحياء تعز بأسلحة الألوية العسكرية واصفا ما حدث بالأكشن.
"أما محمد مهيوب أحمد فقال: أبناء تعز ضاقوا ذرعا بمعارك" المفصعين" اليومية، أصبح الخروج ضد القيادات العسكرية المسؤولة عن ما يحدث واجبا الآن".
الإعلامي "طارق البناء" كتب منشوراً تعجب فيه كيف أن المواطنين يقفون مع الدولة ضد الخارجين عن القانون في أحلك أزماتها، مع ذلك لا تقف الدولة مع المواطن وأشار الي تكرار ما أسماه فلم ممل لحرب الشوارع بين "غزوان" "وغد" ضحيته المواطن البريء.
ولفت طارق البناء النظر لموضوع توقيت دورة المواجهات المسلحة، وكيف انها تأتي دائما حين تتحرك حملة أمنية في جهة ما، لتثير سخط الناس، على حد تعبيره.
واختتم البناء منشوره بما يشبه التساؤل التعجبي لقيادة المدينة،قائلاً: أنتم تدركون هذا الأمر جيدا يا قيادات المدينة، لكن العجب العجاب: لماذا الصمت؟! وحتى متى؟
سياسياً
أعربت الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية الداعمة للسلطة الشرعية بمديرية شرعب السلام، عن إدانتها واستنكارها للأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة تعز (مركز المحافظة)، وما نتج عنها من سقوط ضحايا مدنيين.
وقالت الأحزاب والمكونات السياسية في شرعب، إن تلك الأعمال "الانتقامية" تسيئ لسمعة المديرية السباقة في نضالها الوطني في التصدي ومواجهة "مليشيا الحوثي".
وطالبت في بيان لها، السلطة المحلية واللجنة الأمنية بالضرب بيد من حديد وتعقب المجرمين والخارجين عن القانون والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة.
ودعت السلطة المحلية في المحافظة إلى تعويض المتضررين من هذه الأحداث شهداء وجرحى وممتلكات خاصة بالمواطنين.
وأكدت وقوف أبناء مديرية السلام وقوفنا مع السلطة المحلية والجيش الوطني وقوات الأمن لضبط المجرمين والخارجين عن القانون داخل المدينة والسريع بعجلة التحرير وفك الحصار عنها.
من جهته، عقد حزب المؤتمر الشعبي العام لقاءه الموسع في محافظة تعز يوم الإثنين 10 أغسطس2020، وخرج اللقاء بتشكيل لجنة لتقديم تناقش مع باقي المكونات السياسية في تعز روية سياسية يتبناها المؤتمر للخروج بالمحافظة من وضعها الحالي المتردي وبالخصوص الوضع الأمني.
من جانبه، دعا التجمع اليمني للإصلاح السلطة المحلية واللجنة الأمنية في محافظة تعز إلى سرعة إلقاء القبض على جميع الخارجين على القانون، في أعقاب الاشتباكات التي دارت بين عصابات مسلحة الأحد الماضي وسط المدينة وخلّفت ضحايا مدنيين.
وقال فرع الحزب بتعز، في بلاغ صحفي تلقى "المهرية نت" نسخة منه، إن الأحداث الحاصلة في تعز تحتاج إلى مزيد من الحزم من السلطة المحلية واللجنة الأمنية في فرض النظام وتنفيذ قرارات الدولة بصرامة بعيداً عن أي تهاون أو تباطؤ.
وأشار أن تلك الأحداث من شأنها إشاعة الفوضى وإطلاق يد الخارجين عن القانون، والتأثير على المنجزات التي حققتها الأجهزة الأمنية والتي قدمت الكثير في مسار ترسيخ الأمن وتطهير المدينة من بؤر الفوضى .
وأبدى البيان أسف الحزب في تعز لـ"التناولات الإعلامية التي راحت تحمل الإصلاح ما لا يد له فيه، إمعاناً في المكايدة على حساب أمن المواطن وسكينته العامة بدافع المناكفات التي تشوه تعز وتعمل على مزيد من الإرباك والغرق في مستنقع المكايدات.
والإثنين، دعت 13 منظمة حقوقية السلطات المحلية بتعز لوقف المواجهات المسلحة في الاحياء التي اعتبرتها إنتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الانسان من قبل جماعات خارجة عن القانون.
عصابات منظمة وممولة
في السياق، وصف نائب التوجيه المعنوي في محور تعز العقيد عبدالباسط البحر ما حدث ويحدث بأنه "مافيا" عصابات منظمة وممنهجة وممولة ولها هدف واحد وتنطلق لخدمة أجندات معينة (لم يوضحها).
وأضاف البحر في لقاء مع "المهرية نت": أعمال العصابات ليست جنائية، لكنها ذات بعد سياسي ومليشاوي مسلح لخدمة تعمل لخدمة أجندات جهات"، مؤكداً أن هذه الأعمال مدانة شرعا وعقلا وقانونا وأنه لا يمكن السكوت عليها مهما كان.
وأشار" العقيد البحر" أن ان العصابات تربطها ببعضها علاقة تخادم حيث تخفيف الضغط على بعضها تشتت جهود الدولة، وتوفير ملاذات آمنه لمجرميها عندما تغلق عليها الدولة المنافذ
وذكر البحر أن "العصابات يتم إدارتها جميعا من غرفة عمليات وأحدة، تنسق مع بعضها مع المليشيات الانقلابية الحوثية والمتمردة المدعومة أيرانيا".
وعن سيناريو الانفلات الأمني بتعز أوضح البحر، أن السبب الأساسي هو الانقلاب الذي نهب مؤسسات الدولة وعطلها كليا، كما أن تداخل تمويل وتوظيف بعض الأجندات سواء داخلية بين أحزاب ومكونات وقيادات ومسؤولي السلطة المحلية او أجندات إقليمية وخارجية، يعد برأيه سببا اساسيا. بالإضافة لتهاون القيادة مع الأمر وهشاشة المنظومة الأمنية بسبب ضعف إمكانياتها.
وفي نهاية الأسباب أشار "العقيد البحر " الي أن هناك حملة تشويه متعمدة لتعز بقصد إفشالها تمهيدا لفرض قيادات جديدة مرفوضة شعبيا وجماهيريا أعيد تدوريرها" بحد قوله.
وذكر "البحر" جملة من الحلول العملية التي يجب العمل بها بصورة عاجلة لتلافي الوضع وتصحيح المسار الأمني أهمها: الانتشار والتواجد للحملة الأمنية المشتركة وعدم التهاون ضمن جهود متكاملة بين قيادة المحافظة واللجنة الامنية وادارة عام شرطة تعز بفروعها، وقادة الاجهزة الأمنية والاستخبارية "والعسكرية " قيادة المحور والالوية والشرطة العسكرية. "
ورأى البحر، أن فصل المجاميع المسلحة التي تضم كل أهل منطقة مع بعضهم وتغيير قيادات المجاميع والفصائل على نحو دوري وتفعيل عمل الشرطة العسكرية والنيابة والقضاء العسكري ومبدأ الثواب والعقاب أحد عوامل تصحيح المسار الأمني، كذلك وضع حل واضح وصريح من قيادات الشرعية تحل مسألة التمردات الداخلية وموضوع الساحل الغربي والتربة بحيث ينهي التوتر والشكوك وبعثرة الجهود وتشتيتها.
وتعاني تعز بالإضافة إلى المشاكل والاختلالات الأمنية، من الحرب والحصار والقصف وتدهور حاد في المنظومة الصحية، وشح الأدوية وانقطاع المرتبات، وارتفاع أسعار الخدمات وقلة الدعم والمساعدات الانسانية وغيرها، ناهيك عن انتشار حميات الضنك والملاريا والمكرفس وسجلت الحميات المختلفة أعلى معدل لها بشكل غير مسبوق بالإضافة لانتشار جائحة كورونا.