آخر الأخبار
مرض الكوليرا يهدد حياة السكان في تعز! (تقرير خاص)
الجمعة, 22 نوفمبر, 2024 - 09:44 مساءً
انتشر خلال الآونة الأخيرة مرض الكوليرا والإسهال المائي الحاد، في محافظة تعز، جنوب غربي اليمن، وسط نقص في الإمكانيات والمعدات الطبية وتدهور الأوضاع المعيشية، وغياب الخدمات العامة.
ووفقا لمراقبين فإن:" المحافظة المكتظة بالسكان تشهد واقعا مأساويا جراء شحة المياه النقية، واستمرار تكدس النفايات، وتدهور مجاري الصرف الصحي، وغياب الاهتمام بالخدمات العامة من قبل المسؤولين، مما ساهم في تفشي العديد من الأوبئة والأمراض.
وبحسب مدير إدارة الترصد الوبائي بمكتب الصحة تعز ياسين عبد الملك الشريحي فإن:" إجمالي عدد حالات اشتباه الكوليرا بلغ 8248حالة و52 حالة وفاة منذ مطلع هذا العام 2024م، وأكثر المديريات المنتشر فيها المرض "المظفر، المسراخ، جبل حبشي، القاهرة".
تلوث المياه والغذاء
وأضاف "الشريحي" في تصريحات أدلى بها لموقع "المهرية نت" أن:" مرض الكوليرا انتشر بسبب تلوث المياه والغذاء بمخلفات الصرف الصحي المكشوفة بأغلب الأحياء السكنية، بالإضافة إلى تلوث الفواكه والخضروات ببكتريا الكوليرا نتيجة لريها بمياه الصرف الصحي".
وأوضح بأن" القطاع الصحي يحتاج إلى أدوية ومستلزمات طبية، ودعم مادي للكوادر الطبية، فأغلب الكوادر متعاقدين بدون رواتب أو حوافز وخصوصا العاملين في مستشفى الجمهوري بمحافظة تعز".
وحول أمراض الحميات يقول "الشريحي" إن:" إجمالي الحميات (ضنك، شكنجوانيا، حمى غرب النيل) قد بلغ 3196 حالة، نتيجة لتواجد صفح المجاري وسوائل مكشوفة وسط الشوارع والتي تعتبر مصدرا لتوالد البعوض الناقل لحمى الضنك منذ بداية هذا العام".
وبين" لقد تم التوجيه من السلطة المحلية لمكتب الأشغال العامة ممثلا، بمكتب الصحة البيئية بالتفتيش الدوري على العاملين في المطاعم والبوافي وعمل فحوصات لهم وللأغذية والخضروات خصوصا المواد التي تؤكل نيئة، بالإضافة إلى صندوق النظافة والتحسين ومؤسسة المياه والصرف الصحي، والمفترض على هذه المكاتب القيام بدورها للحد من انتشار الأوبئة".
في ذات السياق، يقول الدكتور" خالد العامري". مختص باطنية يعمل في مركز صحي بمديرية المسراخ التابعة لمحافظة تعز إن:" حالات الإصابة بالكوليرا والإسهال الحاد في مديرية المسراخ بلغ خلال ثلاثة أشهر 1499حالة، ويعود السبب في ذلك إلى انعكاسات ظروف الحرب التي تمر فيه البلاد".
تردي الخدمات العامة
وأضاف لـ"المهرية نت" تسببت الحرب في تردي الخدمات العامة، وتكدس القمامة، وتدهور شبكات الصرف الصحي، وتسرب المياه منها، وتلوث مياه الشرب، خاصة مع شحة التوعية بالإرشاد الصحي، وتردي الخدمات الصحية في المرافق العامة والخاصة وهجرة العديد من الكوادر الطبية الخبيرة إلى الخارج".
وتابع" أعراض مرض الكوليرا إسهال مائي حاد "شبيه بماء الأرز" دون مغص أو حمى وغالبا ما يتبعه تقيؤ متكرر، وعلى الشخص المصاب بهذه الأعراض أن يتوجه على الفور إلى أحد المراكز الصحية المتخصصة، تجنبا لحدوث مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة".
وأردف" المديرية تفتقر إلى الكثير من الإمكانات اللازمة للقضاء على مرض الكوليرا ، ويوجد لدينا نقص شديد في الكادر الطبي المدرب، والقيادات الطبية المهتمة والمتابعة والتي تشعر بحجم المسؤولية تجاه أبناء المديرية في الحد من انتشار المرض وضمان تلقي المصابين العناية الطبية والأدوية اللازمة'".
وحول الوقاية من انتشار مرض الكوليرا شدد "العامري". على ضرورة تكثيف التوعية والإرشاد الصحي، والرقابة على المطاعم والبوافي من قبل الجهات الصحية، وحث المواطنين على الاهتمام بالنظافة الشخصية، والامتناع عن تناول الأطعمة المكشوفة، ومكافحة الذباب، وتوفير مياه الشرب النقية، وتحديث شبكة الصرف الصحي.
وأوصى الجهات الحكومية بتوفير الكوادر الطبية المدربة، واستحداث مراكز علاجية في عزل المديريات الموبوءة، وتوفير المحاليل الوريدية بما يتناسب مع حجم الوباء، ومكافحة أسباب انتشاره.
من جهته يقول، رمضان الأمير ناشط إنساني إن:" مرض الكوليرا شكل تحديًا كبيرًا بالمحافظة، نتيجة نقص الإمكانيات الصحية والمعدات اللازمة لمكافحة المرض".
غياب النظافة الصحية
وأضاف لـ"المهرية نت " أصبح الوضع يتفاقم يوما بعد يوم خاصة مع نقص الإمكانيات الطبية وغياب النظافة الصحية، مما يجعل من الصعب على السكان الحصول على الرعاية اللازمة من الكادر الصحي".
وأوجب على السلطة المحلية ومكتب الصحة، ضرورة تبني استراتيجيات شاملة تشمل: تحسين البنية التحتية، وتوفير الخدمات، والتعاون مع المنظمات غير الحكومية لتقديم الدعم الطبي، والتوعية والتدريب".
بدوره، يقول المواطن" سعيد الصلوي"-37 عاما- يسكن في مدينة تعز مع أسرته المكونة من خمسة أفراد:" أصبت منذ ثلاثة أيام باسهال مائي، أجبرني على الذهاب إلى مستشفى الجمهوري للمعاينة".
وأضاف لـ"لمهرية نت" الطبيب قال: لو تأخرت يومين فقط لأصبحت حالتي سيئة بشكل كبير ويصعب علاجها، وقد وصف لي بعض الوصفات "كالمغذيات، وحقن وبعض العقاقير" أستخدمها بشكل منتظم، والحمد لله بدأت حالتي تتحسن عن اليوميين السابقين، وأصبحت بشكل أفضل، والسبب يعود إلى ذهابي المبكر إلى الطبيب".
تدهور الأوضاع المعيشية
ولفت إلى أن " تدهور الأوضاع المعيشية أجبر الكثير من المصابين العزوف عن الذهاب إلى المراكز الصحية، وتحمل أعباء المرض، مما قد يؤدي ببعضهم إلى الوفاة".
واقترح "الصلوي" لمكافحة مرض الكوليرا يجب على الجهات المختصة، التنسيق مع المنظمات الدولية لتوفير أدوية مجانية، تصرف للمستشفيات، حتى يستطع المصاب الحصول عليها".
وفي 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، كشف تقرير أممي عن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن إلى 219 ألفاً و9 حالات منذ مطلع العام الجاري.
وأضاف التقرير أن محافظات الحديدة وحجة وذمار وتعز من أكثر المحافظات التي شهدت انتشارا للإصابات بالمرض.
وفي 10 يوليو/ تموز الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية انخفاض التمويلات الدولية للقطاع الصحي بنحو 70 بالمئة.