آخر الأخبار

هل تمتلك الحكومة الشرعية نقاط قوة للتفاوض مع الحوثيين؟ (تقرير خاص)

المهرية نت - رهيب هائل
الثلاثاء, 19 سبتمبر, 2023 - 07:08 مساءً

تكثّفت مؤخرًا الجهود الدولية والأممية لتحقيق السلام في اليمن الذي يشهد حرباً منذ نحو تسع سنوات، خلّفت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.

 

وكان لسلطنة عمان دورٌ كبير في محاولة خلق نوع من الثقة بين أطراف الصراع، من أجل التمهيد لحل سياسي للأزمة، ونجحت الدبلوماسية العمانية في جمع الحوثيين مع السعودية في صنعاء والرياض.

 

واليوم الثلاثاء؛ غادر وفد الحوثيين الرياض برفقة الوسيط العماني إلى صنعاء، بعد 5 أيام من مفاوضات أجراها مع الجانب السعودي، ولم يعلن بعد رسمياً عن نتائجها لكنّ مصادر قالت إن عودة الحوثيين إلى صنعاء تأتي للتشاور مع قيادة الجماعة حول ملفات المفاوضات.

 

ومع انتهاء هذه الجولة من المفاوضات بين الحوثيين والسعودية، يتساءل اليمنيون عن نقاط القوة أو الضعف بالنسبة للشرعية من جهة، وجماعة الحوثي من جهة أخرى.

 

في هذا السياق، يقول الدكتور علي الذهب، وهو محلل سياسي، وباحث في الشؤون العسكرية والأمنية إن:" الحكومة المعترف بها دوليًا تمتلك الكثير من مقومات نقاط القوة، لكن هذه النقاط واقعة تحت تأثير نفوذ الحلفاء السعودية الإمارات".

 

وأضاف الذهب لـ "المهرية نت": إذا استطاعت الحكومة الشرعية أن تتحرر من هذه القيود ستتفاوض بمرونة أكثر كونها السلطة المعترف بها دوليًا؛ من خلال صلاحية التمثيل الدولي بين الدول والمنظمات، فضلًا عن الدعم السياسي الموجّه باتجاهها؛ كونها المعبّر الفعلي عن اليمن فيما الحوثيون سلطة أمر واقع فرضت نفسها لكنها تعد مليشيات ليست ندًا للدولة".

 

وأردف قائلاً: "المسألة الأخرى أن الحكومة الشرعية طوال سنوات الحرب ظلت متمسكة بمناطق تمركز النفط والطاقة بشكل عام، ومناطق انتقالها ومناطق تصديرها وهذه الموارد تمنحها قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية".

 

وتابع الذهب: "يحاول الحوثيون اجتزاء جزء كبير من هذه الموارد للتخفيف من أعباء رواتب الموظفين والتي هي في الأساس لم تدفعها وتملّصت عن دفعها، رغم الإشارة إلى ذلك في اتفاق ستوكهولم".

 

وواصل الذهب حديثه: "نقاط القوى الأخرى أن الحكومة أيضاً تسيطر على مناطق استراتيجية لها أثر جيوسياسي وهذه المناطق ترتبط بمصالح الأرض".

 

وأضاف: "هذه المناطق تستطيع أن تكسبها مزيدًا من نقاط القوة، بمعنى أنها تسيطر على شريط ساحلي كبير يمتد من الخوخة حتى حدود سلطنة عمان، فضلًا عن الجزر أرخبيل سقطرى، وجزيرة ميون، والملاحة البحرية لباب المندب، وتعد هذه أدوات ضغط أو قوة ناعمة تمثّل نقاط قوة تستطيع الحكومة الشرعية استغلالها، وهذا مرهون في تحرّر إرادتها من هيمنة التحالف".

 

وأشار إلى أن "هيمنة التحالف تنعكس على أداء الحكومة وعلى مؤسساتها وسلطتها؛ بسبب وجود تفكك في مجلس النواب.. مليشيات تعمل بالوكالة من قبل الحلفاء لديها أجندة أخرى، وهذه أفقدت الحكومة فاعلية نقاط القوة التي تتمتع بها".

 

وأوضح أن "المجتمع الدولي لايزال ينظر إلى الحوثيين، ومن ورائهم إيران على وجه الخصوص أنها تشكل تهديدًا للمصالح الدولية، فارتباط الحوثيين بإيران مع كونه دعم عسكري وسياسي إلا أنه لايزال علامة استفهام، ولايزال العالم أيضاً ينظر إلى علاقة الحوثيين بإيران علاقة خطر تمس هذه المصالح".

 

وتابع الذهب: "لهذا يعملون على توظيف الحكومة لإضعاف موقف الحوثيين، وهذا ما يلاحظ إعلاميّا من خلال الحديث عن ارتباط الحوثيين بإيران باعتباره ارتباط بمحور الشر الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين، وتستخدم هذه المفردات والمواقف لدعم موقفها في سبيل الدفع بعمل السلام".

 

ومضى قائلاً: "تظل لدينا مرتكزات كثيرة يقوم عليها السلام، وليست المسألة مرتبطة بدعم إيراني أو أن هناك رغبة سعودية أو أطماع من قبل الحلفاء أو ما فوق الحلفاء.. المسألة تتعلق بصراع داخلي داخل السلطة وصراع متعمر ومتوارث عبر الأجيال؛ والحوثيون أضافوا إليه ملامح إيدلوجية وسياسية، تتعلق بالجانب السياسي وأبرزها التجربة الإيرانية، وهذا عمّق أكثر من الصراع، وجعل دول الجوار تنخرط في الصراع لأنها تخشى من أن تنتقل إليه هذه التجربة بعد أن تتوظف في اليمن".

 

شرعية بدون نقاط قوة

بدوره، يقول الناشط السياسي أحمد هزاع إن الحكومة الشرعية مازالت إلى الآن لا تمتلك أي قوة تفاوضية، خاصة مع وجود تنازلات من قبلها.

 

وأضاف هزّاع لـ "المهرية نت": "حقيقة أتذكر الاتفاقات التي ترعاها الأمم المتحدة عن طريق مبعوثها والتي فيها تنازلات دائمة من قبل الحكومة الشرعية، حيث مازالت مدينة تعز تحت الحصار وهذا دليل على أن الشرعية ضعيفة جدًا، ولا تمتلك أيّ قوة من أجل التفاوض".

 

وأكّد أن "مليشيات الحوثي مازالت تفرض شروطها، فقد تم فتح مطار صنعاء لها وميناء الحديدة، وتم توسيع الرحلات، وغيرها من المساعدات التي تصل من الأمم المتحدة للحوثي، وهذا دليل بأن الحكومة الشرعية لا تمتلك أي قوة مفاوضات مع الحوثيين خاصة مع استمرار التنازلات تلو التنازلات".

 

وتابع: "الضعف الأممي والخليجي، وضغط التحالف على الشرعية هو من زاد من ضعف الحكومة الشرعية، ولا ننسى ما يحدث بين قيادات المجلس الرئاسي من خلافات دائمة، وعدم الاجتماع والخروج بقرارات حاسمة".

 

وأشار إلى أن "هنالك مشكلة تتمثل في كون كل شخص في المجلس الرئاسي يتبع توجيهات من السعودية والإمارات، ولذلك لا يستطيعون حتى الاجتماع، فما بالك باتخاذ قرار بحسم المعركة؟!، يقول هزاع.

 

وأضاف: "الشرعية فاقدة للقوة، ومايحدث من المجتمع الدولي هو تقوية الحوثيين وفرض شروطهم.. القوة التي يمتلكها المجتمع الدولي والإقليمي كبيرة إذا كانت لديها نية صادقة لوقف الحرب في اليمن".

 

وأشار أن هناك "تهاون وتدليل للحوثيين، وهذا ما فتح شهيتهم بعدم الموافقة على أي بنود من شروط المصالحة والاقتراب من حلول السلام".

 

وأردف هزاع: "كلما تحدثنا بأن هناك حلول سياسية قريبة، وضغوطات دولية نجد بأن الحوثيين يقفون ضد هذه المصالحة".

 

ومضى قائلاً: "هذه المصالحة بعيدة المدى، ولا نتخيل بأن مليشيات الحوثي ستسلم سلاح الدولة بعد أن تمكنت من الدولة ومؤسساتها، ومن المستحيل جدًا بل ومن الأحلام بأن يسلموا أو يخوضوا عملية لتحقيق سلام حقيقي".




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية