آخر الأخبار
نازحو اليمن في فصل الصيف.. حياةٌ بين جحيمي الحر والحرب! (تقرير خاص)
معاناة النازحين في اليمن
السبت, 19 أغسطس, 2023 - 07:23 مساءً
تتفاقم معاناة النازحين في اليمن في ظل اشتداد موجات الحرارة عليهم، خصوصًا أولئك الذين هربوا نحو الصحارى خوفًا من جحيم الحرب؛ ليتلقفهم جحيم الحر، فيصبح وضعهم في مخيماتهم المهترئة التي لجأوا إليها" كالمستجير من الرمضاء بالنار".
ويعيش الكثير منهم في مخيمات مهترئة لا تقِيهم حرارة الشمس، ولا ارتفاع درجة الحرارة والتي تجاوزت في الكثير من الأوقات "46درجة" ناهيك عن الأمطار والسيول.
فيما لا تزال عمليات النزوح مستمرة من قبل المواطنين القاطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين والانتقالي، والقريبين منهم إلى المحافظات الآمنة والمستقرة.
ووفقًا للمنظمة التابعة للأمم المتحدة والتي رصدت في تقرير لها، فقد تم رصد نزوح 3 آلاف و482 أسرة في اليمن خلال الستة الأشهر الأولى من عام 2023.
يخلق تحديات كبيرة
يقول سيف مثنى مدير عام الوحدة التنفيذية للنازحين بمحافظة مارب إن "معاناة النازحين مع موجة الحر القاسية في خيام الصحاري كبيرة؛ إذ يواجه الملايين من النازحين في محافظة مارب الصحراوية، تحديات هائلة في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف والذي تصل في الغالب إلى 46 درجة".
وأضاف مثنى لـ"المهرية نت": مع تزايد عدد الأشخاص الذين يضطرون للعيش في خيام في مناطق صحراوية، فإن المشكلات التي يواجهونها تتفاقم بشكل كبير، وتعد موجة الحر التي نشهدها حاليًا من أخطر التحديات التي يواجهها النازحون، وخصوصًا أولئك المتضررين والذين يعانون من ظروف إقامة غير مستقرة".
وأشار إلى أن "الخيام التي يسكنها هؤلاء الأشخاص لا توفر حماية كافية من درجات الحرارة المرتفعة والأشعة فوق البنفسجية، ممَّا يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية، وارتفاع مستوى المعاناة اليومية خصوصا الأطفال والنساء".
وأضاف: "تعاني العديد من المناطق الصحراوية من نقص في الموارد المائية والغذائية والكهرباء، مما يجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة للنازحين، فإلى جانب التحديات الصحية، يجد هؤلاء الأشخاص صعوبة في تأمين مياه الشرب والطعام بشكل كافٍ، ممَّا يؤثر سلبًا على حالتهم الصحية ويزيد من ضعفهم".
وأردف" إضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة في خطر حدوث حروق شمسية وضربات الشمس، ممَّا يزيد من عدد المصابين، والمستشفيات التي تستقبل حالات طارئة تعاني هي الأخرى من نقص الموارد الطبية والخدمات الصحية في هذه المناطق، لذا فتأثير هذه المشكلات يكون أكبر على صحة وسلامة هؤلاء الأشخاص".
واختتم حديثه بالقول: "إن معاناة النازحين في خيام الصحاري تتطلب تدخلًا عاجلاً وفعالًا من المنظمات في جميع المجالات الإنسانية خصوصا في مجال تحسين المأوى واستبدال المأوى الطارئ بمأوى أكثر ديمومة يحفظ للإنسان النازح كرامته ويقيه من الحرائق وتضاريس الصحاري".
في السياق ذاته يقول الصحفي مختار شداد لـ"المهرية نت" إن "ارتفاع درجة الحرارة تؤثر بشكل كبير على النازحين في كل عام وخاصة كبار السن والمرضى حيث تتضاعف معاناتهم بشكل كبير في ظل موجات الحر الشديدة، وعدم وجود بيئة مناسبة لهم".
وأضاف: "موجات الحر تصيب الكثير من النازحين بأمراض الطفح الجلدي، بالإضافة إلى انتشار العديد من الأمراض كالحميات وغيرها مما يزيد من معاناتهم".
وتابع شداد" موجات الحر تؤدي أيضاً إلى انتشار الزواحف والأفاعي والعقارب والتي تشكل مصدر قلق وخوف للنازحين القاطنين في المخيمات".
وأشار إلى أن "معاناة النازحين الماكثين في الصحارى شديدة جداً في ظل تخاذل وعدم اهتمام السلطة بهم، وتوفير عوازل ضد الحرارة لمخيماتهم إلى جانب صب أرضياتهم بالأسمنت".
وأكد بأن "فئة النازحين القاطنين في المخيمات أكثر الأشخاص تضررًا من موجات الحر التي تمر بها البلاد بشكل عام".
يفاقم أوضاع النازحين
ويشكو العديد من النازحين القاطنين في المخيمات المعاناة التي يكابدونها جراء ارتفاع درجة الحرارة، وانتشار العديد من الأمراض، وعدم توفر الكهرباء والمكيفات، وشحة المياه.
بدوره، يقول النازح "صدام زعبل" يبلغ من العمر "33عاما" ويعيش مع أسرته المكونة من ستة أفراد في مخيم بمحافظة مارب منذ نهاية 2015م إن:" ارتفاع درجة الحرارة أثرت على النازحين في المخيمات بشكل كبير وتسببت خلال الفترة الأخيرة بإشعال مخيم السويد والمخيمات المجاورة له مخلفًا ضحايا ومعاناة جسيمة".
ويضيف لـ"المهرية نت": تولدت معاناة كبيرة لدى النازحين جراء انتشار الأمراض والحميات والطفح الجلدي، وعدم توفر الكهرباء والمكيفات ".
ويتابع: "الكثير من المرضى يعانون باستمرار، ولا يستطيعوا الحفاظ على أدويتهم، كونها تحتاج إلى مكان بارد وتحت درجة حرارة معينة".
وأردف زعبل: "النازحون يحتاجون إلى المياه بشكل مستمر خاصة مع استمرار ارتفاع درجة الحرارة، لكنها أصبحت غير متوفرة، مما يفاقم المعاناة لديهم ويصابون هم وأطفالهم بالطفح الجلدي".
وأشار إلى أن "نسبة الدخل لدى النازحين قليل جدا، والجهات الإنسانية شحيحة الدعم، خاصة مع كثرة النازحين في محافظة مارب".