آخر الأخبار

العاملون في المجال الإنساني باليمن.. حياة محفوفة بالمخاطر والانتهاكات (تقرير خاص)

تعبيرية

تعبيرية

المهرية نت - رهيب هائل
الأحد, 23 يوليو, 2023 - 09:26 مساءً

يعيش العاملون في المجال الإنساني باليمن حياة محفوفة بالمخاطر والانتهاكات، جراء الحرب الدائرة في البلاد، وانتشار الكثير من الفصائل المدعومة خارجيا.

 

ويعمل العديد من الموظفين في برنامج الغذاء العالمي باليمن منذ سنوات عديدة، يقدمون المساعدات الإنسانية للفقراء والمحتاجين الذين أوعزتهم الحرب وجعلتهم يمرون بأسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم.

 

وعلى غرار الحرب المستعرة في البلاد يلاقي العديد من العاملين في الجانب الإنساني انتهاكات جسيمة من قبل أطراف الصراع، لا سيما الحوثيين الذين مارسوا القمع بشكل مباشر تجاه الكثير من العاملين والعاملات بالجانب الإغاثي، ومنعوا وصول المساعدات الغذائية إلى المواطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.

 

ونتيجة لذلك أجبرت العديد من المنظمات باختيار محافظة تعز الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية كمقر لمزاولة أعمالها؛ كونها بعيدة عن وطأة الحوثيين والمجلس الانتقالي، ولما تتميز به من بيئة آمنة صالحة لممارسة الكثير من المشاريع التنموية.

 

لكن هذه الخطوة لم تتقبلها الكثير من الأدوات المدعومة خارجيا، حيث أقدم جندي تابع لكتائب أبو العباس المدعوم إماراتيا باغتيال "مؤيد الحميدي" بعد صلاة الجمعة أثناء تناوله الغداء في أحد المطاعم بمدينة التربة.

 

وبسبب وفاة رئيس فريق البرنامج الغذائي انتشر الخوف في أواسط المجتمع اليمني والذين يرون أنها قد تسبب في تأخير المساعدات على الرغم من تأكيد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ، أن "الحادث الإرهابي" الذي استهدف أحد موظفي الأمن الغذائي في تعز لن يؤثر على تدخلات الأمم المتحدة وبرامجها الإغاثية المقدمة للشعب اليمني في مختلف المجالات.

 

إلا أن الخوف لا يزال منتشرا في المجتمع، ويرى مواطنون أنها ستسهم بتقليص المساعدات الغذائية أو انقطاعها لفترة طويلة خاصة مع استمرار القمع للعاملين في الجانب الإنساني من قبل أطراف الصراع.

 

ويقول المحامي "علي هزازي" رئيس دائرة حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني برئاسة الجمهورية لموقع "المهرية نت" إن: "العمل الإنساني في زمن الصراعات المسلحة محفوف بالمخاطر، والمسؤول عنها بشكل رئيسي المنظمة من خلال توفير الحماية الأمنية لموظفيها عن طريق التعاون بين الجهات الفاعلة الإنسانية التشغيلية والحكومات".

 

وأضاف "الالتزام بمعايير العمل الإنساني، يشكل أيضا حماية كبيرة والتي نذكر من أهمها الإنسانية والنزاهة والحياد والاستقلال في القانون الدولي الإنساني وهي ما اعتمدته الأمم المتحدة في قراري الجمعية العامة رقم 46/182و58/114.07‏/ 03‏/ 2023".

 

وتابع "اليمن تمر بظروف إنسانية بالغة التعقيد بسبب الصراع المسلح الذي يدخل عامه التاسع وهناك العديد من الانتهاكات على المدنيين بما فيهم الأطفال والنساء وبعض مقدمي خدمات العمل الإنساني باعتبارهم من الفئات المحمية".

 

وعبر عن أسفه قائلا "للأسف الشديد الكل يحاول هدم أي وجود لمعنى الدولة ويحاول إلصاق كل خطيئة بها".

 

وأكد بأن "الحكومة ممثلة بوزارة التخطيط والتعاون الدولي ووزارة الخارجية تقوم بكل التسهيلات القانونية الممثلة في إصدار التراخيص وتجديدها، بالإضافة إلى التجاوب مع أي حالة فيها أي مخاطر أمنية، وآخر حادثة شهدت سرعة أجهزة الشرطة في القبض على المتهم بقتل مؤيد الحميدي رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي بتعز ، وإدانة الحادثة".

 

وأفاد بأن "الحماية مسألة مشتركة بين المنظمة والحكومة والمجتمع ولذا على المنظمات التعاون والتنسيق الأمني وعدم العمل بمفردها في بيئة محفوفة بالمخاطر وإعطاء المعنيين في الحكومة جدولا قبل فترة كافية عن خط سيرها حتى يتم تذليل الصعاب في العمل الإنساني، لأن هناك أطرافا تصطاد في الماء العكر، وهدفها الاضرار بالعمل الإنساني في اليمن".

 

وأعتقد بأن "الحادثة التي يدينها الجميع ويأسفون لوقعها لن تشكل أي تأثير على المساعدات الإنسانية في اليمن؛ لأن المنظمات الدولية متفهمة للوضع في اليمن وتدرك طبيعة تلك الحوادث التي تهدف إلى حرمان المستحقين من المساعدات الإنسانية".

 

انتهاكات مفتعلة

 

يصف ناشطون إعلاميون أن الانتهاكات التي تحدث في مناطق الحكومة الشرعية، مفتعلة من قبل أدوات خارجية، تسعى إلى خلق خلافات بين مكونات الحكومة الشرعية.

 

يقول حمزة الجبيحي- ناشط إعلامي إن: "الانتهاكات التي تحدث في مناطق الحكومة الشرعية للعاملين في الجانب الإنساني مفتعلة، تهدف إلى خلق الخلافات وتبادل الاتهامات بين أطراف ومكونات الشرعية".

 

وأضاف ل "المهرية نت" المستفيد من هذه التفككات هي الميليشيات الحوثية وبالتالي يمكننا أن نصنفها كأداة لإضعاف الدولة وحرمان الإنسان اليمني من الإغاثة والعيش الكريم ".

 

وأشار إلى أن" حياة العاملين بالجانب الإنساني في مناطق الحكومة الشرعية ليست في درجة عالية من الخطر، ولاتخلو من المخاطر، كون مثل هذه الحوادث مفتعلة ومقصودة ومخططة من قبل جهات خارجية ".

 

وأعتقد بأن" وفاة رئيس فريق البرنامج الغذائي العالمي "مؤيد حميدي" لن تؤثر بدرجة كبيرة؛ وإنما قد يؤثر بشكل مؤقت، كون الجميع يعلمون بأنها مفتعلة وتستهدف بشكل مباشر إفشالا وتشويه محافظة تعز بسبب اختيارها مقرا للمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن ".

 

وتابع" سيتأثر الكثير من المواطنين المعتمدين على المساعدات ولو مؤقتا خاصة لو توقفت الإغاثة لفترة محدودة بسبب حادثة الاغتيال ولن تطول مدة انقطاع المساعدات ".

 

وشدد" على الحكومة الشرعية ضرورة مضاعفة قوات الأمن ومنع الجريمة قبل وقوعها وحماية العاملين بالجانب الإنساني لضمان استمرارية الإغاثة للمجتمع، وتحييد الجهود الأمنية وعدم جعلها منفذة لأي طرف لتبقى خاصة لصالح شرعية الوطن الدستورية، والجمهورية اليمنية ".

 

وأكد الجبيحي" على المجتمع التحلي بالوعي واليقظة ومراقبة ما حوله والابلاغ عن أية اختلالات أو أي معلومات تدل على جريمة قادمة ".

 

ومضى قائلا:" نتمنى من الأمم المتحدة الدعم المستمر للجهود الأمنية في اليمن لتستطيع القيام بواجباتها في ظل الأزمات والحرب التي تعيشها، بالإضافة الى توفير الأدوات اللوجستية والتقنية الأمنية والمساعدة في ضبط الأمن ".

 

لأجل خلط الأوراق وزيادة المعاناة

 

بدوره يقول" طلال الشرعبي "رئيس اللجنة المجتمعية في حارة غزة بمدينة تعز إن:" هذه الجريمة المروعة والمدفوعة الأجر والممولة من جهات خارجية من أجل خلط الأوراق، وزيادة معاناة المواطنين وخنق المدينة المحاصرة منذ أكثر من 3000 يوم ".

 

وأضاف ل" المهرية نت "كلجنة مجتمعية وأعيان ومواطنين ندين ونستنكر بأشد العبارات العمل الإرهابي الجبان الذي أدى إلى اغتيال ممثل برنامج الغذاء العالمي الأردني الجنسية" مؤيد حميدي "والذي لم يكن طرفا في النزاع وإنما يعمل بالمجال الإنساني".

 

وأشار إلى أن "هذا الحادث قد سبقه اغتيال موظف أممي سابق لبناني الجنسية، بالإضافة إلى وجود انتهاكات عديدة تعرض لها الكثير من العاملين في الجانب الإنساني من قبل أطراف النزاع لتحقيق مآرب أخرى".

 

وأكد بأن "كثرة استهداف الموظفين العاملين في المجال الإنساني أثار الخوف على العديد منهم وبات أكثرهم يشعرون بأن حياتهم مهددة بالمخاطر خاصة مع استمرار الحرب".

 

وشدد على ضرورة تكاتف المجتمع وتفعيل المجال الأمني من قبل السلطة المحلية والحكومة الشرعية بشكل عام، من أجل حماية العاملين في المجال الإنساني بالمناطق المحررة.

 

واختتم قائلا: "نتمنى أن لا يؤثر هذا الحادث على المساعدات الإنسانية في اليمن عامة وفي تعز على وجه الخصوص؛ كون معظم السكان اليمنيين يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الإغاثية والإنسانية".

 

تضاعف الوضع الإنساني

 

فيما يعبر مواطنون يمنيون عن استيائهم جراء الانتهاكات التي يتعرض لها العاملون في الجانب الإنساني في اليمن، ويشكون وضعهم المأساوي جراء تأخير استلام المواد الغذائية.

 

يقول المواطن "صالح سعيد" يبلغ من العمر 38 عاما لموقع (المهرية نت) إن: "الانتهاكات التي يتعرض لها العاملون في الجانب الإنساني تفاقم معاناة العديد من المواطنين اليمنيين في مختلف المحافظات وتسبب في تأخير تسليم المواد الإغاثية إليهم".

 

وأضاف "لقد مر أكثر من شهرين ولم نتسلم المواد الإغاثية، وهذه الجريمة بكل تأكيد ستسبب بتأخير تسليم المواد الغذائية، وسيتفاقم الوضع المعيشي لدينا بشكل كبير".

 

وتابع "أدين بأشد العبارات هذه الأعمال الهمجية التي تستهدف العاملين في القطاع الإنساني، وأتمنى أن تتوفر لهم الحماية الكاملة من قبل الحكومة الشرعية والأمم المتحدة على حد سواء".

 

ولفت إلى أنه "شعر باستياء كبير جراء هذه الحادثة الجبانة، والتي يمقتها جميع المواطنين اليمنيين، والدين الإسلامي الحنيف".

 

وأردف "يجب أن تتحمل مسؤولية هذه الانتهاكات الجهات الأمنية، والسلطة المحلية، وأن يتم تكثيف الحماية الشخصية للعاملين الأجانب بشكل كبير، كي لا تتكرر الحوادث البشعة من قبل الأدوات المدعومة خارجيا".


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية