آخر الأخبار
مع احتمال وصول الفيروس اليمن.. هل تبدّد الأطراف المتنازعة قلق اليمنيين من كورونا؟
أرشيفية
الإثنين, 16 مارس, 2020 - 12:34 صباحاً
لا يبدو أن هناك حرص من الأطراف المتنازعة في اليمن، في اتخاذ الإجراءات الفعالة للوقاية من انتقال فيروس كورونا إلى الداخل اليمني، بعد أن وصل إلى معظم دول العالم، وعطل الحياة العامة فيها.
ففي الوقت الذي تسارع دول العالم إلى اتخاذ كامل الإجراءات اللازمة للحد من انتشار الفيروس، يعيش اليمنيون حالة انتظار كورونا بنوع من اللامبالاة والسخرية، في بلد انتشرت فيه الأوبئة وتعرض نظامه الصحة المتردي للانهيار بفعل الحرب المستمرة منذ 5 أعوام.
وفي اليمن ايضاً، توجد حكومتان ووزيران للصحة، وحتى الآن لم تعلن الحكومة الشرعية بشكل رسمي عن أي إصابات بكورونا، فيما تنفي حكومة الحوثيين في صنعاء مزاعم وجود حالات إصابة بالفيروس.
ولا تملك الحكومتان الإمكانيات اللازمة أو الأجهزة الطبية الحديثة التي تمكن من الكشف عن الفيروس حتى تثبت وجوده من عدمه، إذ يتفاخر المسؤولون في الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي بخلو اليمن من الفيروس.
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أعلنت الشهر الماضي خلو اليمن من فيروس كورونا، مؤكدة أنها تعمل جنباً الى جنب مع السلطات الصحية اليمنية والشركاء لضمان الاستعداد والجاهزية للاستجابة في حالة تأكد الإصابة بالفيروس.
والسبت 14|3، أعلنت الحكومة اليمنية الشرعية، اتخاذ سلسلة إجراءات احترازية في المنافذ والمطارات للحد من وصول كورونا إلى داخل البلاد، من بينها تعليق المطارات والمنافذ البرية وتعليق الدراسة، كما أعلنت تخصيص مليار ريال كميزانية طارئة لدعم قدرات القطاع الصحي في حماية البلاد من وصول الوباء.
بدورها، أعلنت جماعة الحوثي المسلحة، عن مجموعة إجراءات مماثلة للحكومة الشرعية، تمثلت في تعليق الرحلات الأممية إلى مطار صنعاء الدولي، وتعليق الدراسة وتسريع عملية الامتحانات التعليمية.
احتمالات وجود كورونا في اليمن من عدمه
تتضارب المعلومات بين وقت إلى آخر، حول حقيقة وجود إصابات بفيروس كورونا في اليمن من عدمه، في ظل تأكيد السلطات اليمنية بعدم وجود حالات إصابة حتى الآن، وينفي الحوثيين وجود حالات إصابة بالفيروس.
ويقول مراقبون لـ"المهرية نت"، إنه من المستبعد أن تكون اليمن خالية من كورونا، نظراً لوجود فئة كبيرة من المغتربين اليمنيين في البلدان المنتشرة فيها فيروس كورونا، أهمها الصين وأمريكا والسعودية ومصر، وجميع هذه الدول يأتي منها المغتربون اليمنيون والطلاب الدارسون فيها مما يزيد من احتمالات وصول كورونا إلى البلاد.
ورجحت مصادر خاصة لـ"المهرية نت"، وجود حالات إصابة بفيروس كورونا بين قيادات وأنصار جماعة الحوثي المسلحة، لا سيما تلك التي عادت من إيران". ويرفض الحوثيون الرد على ذلك.
وقالت لجنة فنية شكلها الحوثيون لمواجهة "كورونا" الجمعة، إنه لم يسجل حتى الآن أي حالة إصابة بالوباء العالمي الذي ينتشر حول العالم.
لكن اللجنة وهي الجهة الوحيدة المخولة بالإعلان بحسب وسائل إعلام الحوثيين، قالت إنه لا توجد أي إمكانية لإجراء الفحص إلا في المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة بالعاصمة صنعاء" وهي مختبرات تعتمد على الفحص الحراري مما يزيد من عدم اكتشاف الفيروس.
وفي 23 فبراير/ شباط، قال المسؤول الصحي في حكومة الحوثيين (غير المعترف بها دولياً) عبد الحكيم الكحلاني إن 193 يمنيًا عادوا من الصين وخضعوا لفحوصات في درجات الحرارة، ولكن نتائج الاختبار كانت سلبية.
اكتشاف الفيروس
ذكرت دراسة بريطانية حول فيروس كورونا أن " اختبارات درجة الحرارة تفشل في الكشف عن عدوى فيروس كورونا تقريبًا في نصف العدد". مما يزيد من احتمال أن نظام الرعاية الصحية الهش في اليمن لا يمكنه اكتشاف الفيروس.
وفي هذا الشأن، رجح موقع "المونيتور" الأمريكي من تفشي فيروس كورونا في اليمن، لاسيما مع عودة الطلاب اليمنيين الذين يعيشون في ووهان، مركز الفيروس، وكذلك المغتربين اليمنيين العائدين من السعودية.
ويعيش حوالي 20 ألف يمني بينهم 187 طالب يمني وعائلاتهم في مدينة "ووهان" الصينية وتم الإبلاغ عن الفيروس في المدينة الصينية أول مرة، وفي وقت لاحق وافق 54 يمنياً فقط المغادرة إلى الإمارات فيما رفض البقية.
قلق يمني يجتاح مواقع التواصل
على مواقع التواصل، برزت العديد من التخوفات، في ظل تزايد أعداد الوفيات والإصابات بالفيررس في عدد من دول العالم، من بينها دول شبه الجزيرة العربية.
الدكتور عدنان العبسي أخصائي الطب والجراحة، يقول إنه يجب اتخاذ إجراءات وقائية حقيقية، كتقديم الامتحانات وبأقصى سرعة، وإصدار قرارات منع الاختلاط والتجمعات وحفلات الأعراس، ومنع تجمع الناس بأسواق القات.
وأوضح العبسي في منشور مقتضب على فيسبوك، أنه يجب حظر أماكن التجمعات العامة في الأسواق، إصدار تعليمات بذلك، بالإضافة إلى الاهتمام بالنظافة القصوى لعمال المطاعم ومنع تداول الخضار بكل أشكالها خاصه وأن فصل الصيف مقبل على الأبواب".
ولفت إلى أن الاعتماد على وزارة الصحة (حكومية)، وحدها لن يجدي خاصة وأن الجميع يعرف الامكانيات التي لديها.
من جهته، يقول عمار بن ناصر فريد، إن كورونا سوف ينتشر في اليمن بسرعة كبيرة بسبب ضعف الوعي الصحي المجتمعي وضعف المؤسسات الصحية والمستشفيات وكذا بسبب عادات اليمنيين التي تسهل انتشار الفيروس بشكل واسع.
وأوضح في منشور مقتضب على حسابه بموقع التواصل، أن من بين تلك العادات (المصافحة الزائدة والأحضان والحب على الخد - التعود على ملامسة الأصدقاء والأقارب عند الجلوس والحديث معهم- التقارب الأسري والزيارات الكثيرة - الأعداد الكبيرة للأسر في البيوت اليمنية- عدم غسل اليدين بالصابون لفترة كافية- التساهل في التعامل مع أمور النظافة الشخصية والعطس والكحة دون تغطية الفم- الازدحام والتجمعات في الأسواق والأماكن العامة- عدم التعامل مع التحذيرات الطبية والتحذيرات الصادرة عن الجهات الحكومية بشكل جدي).
ولفت إلى أن المستشفيات في اليمن لن تكون بمقدورها تحمل أعداد المصابين حال انتشاره في البلاد، مؤكداً على أهمية الوقاية والوعي الصحي للوقاية من المرض وكيف ينتقل والقراءة عن كيفية تفادي العدوى".
بدوره، قال الدكتور منصور الحماطي، إن مواجهة كورونا يتطلب من الجهات الصحية اليمنية المختصة سرعة التحرك بخطوات استباقية جادة وعاجلة وسريعة لمنع دخول هذا الوباء إلى اليمن ومحاصرته من خلال الرقابة الفاعلة على جميع المنافذ البرية والبحرية ورحلات الطيران المسيرة عبر الأمم المتحدة ورحلات النقل البري قبل انتشاره في اليمن.
وحمل الحماطي حكومتي عدن وصنعاء مسؤولية إهمال الاستعدادات الجادة للتصدي لهذا الوباء والطلب المبكر للمساعدات الدولية لمواجهته خاصة وأن اليمن يتعرض للحصار يصعب الحصول على الأدوية الّازمة بالسرعة الكافية في حالة ظهوره.
والأربعاء من شهر مارس الجاري، صنفت منظمة الصحة العالمية كورونا "جائحة"، وهو مصطلح علمي أكثر شدة واتساعا من "الوباء العالمي"، ويرمز إلى الانتشار الدولي للفيروس، وعدم انحصاره في دولة واحدة.
وحتى السبت 14|3، أصاب "كورونا" ما يزيد على 155 ألفا في 149 دولة وإقليما، توفي منهم أكثر من 5 آلاف و800، أغلبهم في الصين وكوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران، كما تسبب في تعطيل المجالات الجوية والبرية والبحرية للكثير من دول العالم، وأعلنت الحكومات تعليق وتعطيل الأعمال والدراسة والفعاليات والكثير من الأنشطة الحكومية والتجارية للحد من تفشي الوباء.