آخر الأخبار
استمرار تدهور العملة المحلية يثير غضب اليمنيين! (تقرير خاص)
استمرار تدهور العملة المحلية
الأحد, 16 يوليو, 2023 - 11:30 صباحاً
بعد انقلاب الحوثيين على الدولة وسيطرتهم على البنك المركزي واستحواذهم على مقدراته المالية، اضطرت الحكومة الشرعية في عام 2017 إلى طبع عملة جديدة بشكل مصغر عن القديمة، بهدف صرف رواتب الموظفين.
لكن الحوثيين أصدروا قرارًا في ديسمبر عام 2019م بمنع تداول أو حيازة الأوراق النقدية التي طبعتها الحكومة المعترف بها دوليًا في الخارج، واعتبرتها غير قانونية، وتنفذ منذ ذلك الحين حملات مصادرة لها في مناطق سيطرتها.
وتسبب قرار الحوثيين في منع استخدام النقود الجديدة المطبوعة بدون غطاء نقدي، في اختلاق فجوة بين العملة الجديدة والقديمة وإيجاد سعرين مختلفين للعملة المحلية في عدن وصنعاء، وارتفاع عمولات التحويل إلى أكثر من ضعف المبلغ المرسل.
ولجأت الحكومة الشرعية في عام 2021م إلى طباعة عملة محلية من فئة ألف ريال قرابة" 400 مليار " شبيهة للعملة القديمة العريضة المطبوعة عام 2017م، لكنَّها قوبلت بالمقاطعة من قبل الحوثيين، الذين أصدروا تعميمًا أنذاك بأن "النقود التي لا تحمل الرقم التسلسلي من فئة "أ" عام 2017م مزورة ويمنع تداولها".
ونتيجة لمنع تداول العملة الجديدة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، خلال السنوات الماضية تشكلت فجوة كبيرة في سعر العملة القديمة والجديدة مقابل العملات الأجنبية.
ومؤخرا، وصل سعر الدولار الواحد قرابة 1500ريال يمني ؛ مما أدى إلى إحداث موجة غضب شعبي، وخروج العديد من اليمنيين في مظاهرات كثيفة بمختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، للمطالبة بوضع حل جذري للعملة المحلية، وطرد التحالف العربي.
*رفع الأسعار
ويشكو مواطنون يمنيون، وضعهم البائس جراء تدهور الريال اليمني، المؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، خاصة مع تدني دخلهم المعيشي وعدم قدرتهم على توفير متطلبات الحياة.
يقول المواطن، "عبده حمود" يعمل بالأجر اليومي في مهنة البناء إن:" تدهور العملة انعكس سلباً على حياة العديد من اليمنيين سواء من أصحاب الدخل المحدود، أو العاملين في الأجر اليومي".
وأضاف لـ" المهرية نت" أعمل في الأجر اليوم مساعدا للبناء، مقابل عشرة آلاف ريال يمني، لكنّ الأعمال غير متوفرة،جراء ارتفاع سعر الإسمنت والأحجار بشكل كبير عن الأعوام الماضية ".
وتابع" أذهب كل يوم إلى حراج العمال، وأمكث فيه من الصباح حتى المساء، وأعود خالي الوفاض مع عشرات العاملين الماكثين في الحرج".
وأشار إلى أن" الأعمال باتت منعدمة وغير متوفرة عمَّا كانت خلال الأعوام الماضية، ووأشكت العديد من الأسر أن تصل إلى حافة المجاعة، خاصة مع التدهور المتواصل للعملة المحلية".
ولفت إلى أن" العاملين في القطاع الخاص باتوا يشكون من محدودية مرتبهم البالغ بالمتوسط 60 ألف ريال يمني، والذي بات لا يكفي لشراء كيس من الدقيق وأربعة لترات من زيت طهو الطعام".
وأردف" أصبح الموظفون والعمال يعانون من تدهور الأوضاع المعيشية إثر الانهيار المتواصل للعملة المحلية وتلاعب التجار بأسعار السلع الغذائية بشكل مستمر".
وواصل" التجار يشاهدون أسعار الصرف يوميًا ويرفعون أسعار المواد الغذائية بحسب الصرف وإن حدث تعافي للعملة يقولون لنا بأنهم اشتروا السلع الغذائية بسعر مرتفع خاصة مع عدم توفر الرقابة على التجار".
ومضى قائلًا" كل ما نتمناه هو أن يتعافى سعر الريال اليمني أمام العملات الأجنبية وتتوفر الأعمال والأشغال".
بدوره، يقول المعلم "أحمد حسان" يبلغ من العمر 38عامًا- إن:" الوضع المعيشي في اليمن وبالتحديد المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية متردٍ ويزداد سوءًا يومًا بعد آ خر".
وأضاف لـ"المهرية نت" راتبي لا يتجاوز 60 ألف ريال وأعيل خمسة أفراد وبات سعر الكيس الدقيق مايقارب 50 ألف ريال وكل يوم والأسعار في تزايد خاصة مع تدهور العملة المحلية".
وتابع" نحمد الله على العافية والستر في تغطية أمور معيشتنا، ونسأله أن يمن علينا في تعافي سعر الريال اليمني أمام العملات الأجنبية".
وأردف" نتمنى من الحكومة الشرعية أن تضع حلا للاقتصاد الوطني، فالمواطن بات لا يستطع العيش، خاصة مع ارتفاع الأسعار".
*جشع التجار
في السياق ذاته يقول الناشط الاجتماعي عزان قائد، إن " انهيار الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية فتح مجالًا واسعًا للتجار ليمارسوا طمعهم بكل الوسائل والإماكانيات في التضييق على المواطن المأسوف على أمره".
وأضاف قائد ل" المهرية نت" الأمر لا يقتصر على التجار في مسألة التلاعب بقوت المواطن الضروري، ولكن الصرافين لهم يد طويلة في هذا المجال، وعندهم التلاعب أكبر في مسألة رفع سعر الصرف؛ فلو ذهبت للصرافين لوجدت اختلافًا وتناقضًا كبيرًا في بيع العملات الأجنبية أو شرائها من محل لآخر؛ الأمر الذي يوحي لك أن لا دولة موجودة ولا نظام".
وأشار إلى أن"المواطن هو الضحية في هذا كله، حيث لا حول له ولا قوة، حتى أن الذي يمتلك راتبًا فراتبه اليوم أصبح أقل من 40 دولارًا وما عساه أن يصنع به في موجة الغلاء هذه التي تشهدها الأسواق اليوم".
وبيَّن أنه" حدثت قبل تشكيل المجلس الرئاسي موجة غلاء كبيرة وصل بها الريال السعودي إلى400 ريال إلا أن الغلاء اليوم يفوق ذلك الغلاء الذي حدث سابقًا، وهذا الأمر يرجع إلى التلاعب الحاصل في محالات الصرافة أولًا ولدى التجار ثانيًا".
وأردف" التجار الذين ما إن يسمعون بهوط الريال اليمني حتى يسارعوا إلى رفع أسعار المواد مباشرة، وإن لم يكونوا يعلمون مدى الارتفاع وهل هو مناسب لرفع سعر السلعة بهذا الشكل أم لا".
وأكد" أصبحنا اليوم نكره الخروج إلى الأسواق تمامًا كما نكره أن نقع في الجحيم، فالذهاب إلى الأسوق في هذه الأيام أمر يبعث الاكتئاب ويضيق صدر من ما يزال في قلبه القليل من الرحمة".
وواصل قائد " بسبب هذا الجنون الحاصل في غلاء المعيشة كثر المتسولون في الشوارع كل يمد يده علَّه يحصل على ما يسد جوعه، ويعلم الله أنه في كثير من الأوقات أن من يمد يده والذي ينظر لهذا الذي يمد يده كلاهما يعانيان الوجع ذاته لكن هناك من لعب بحياتهما وأوصل الأول إلى مرحلة مد اليد وأوصل الثاني إلى مرحلة العجز عن أن يضع في يده ولو مائة ريال، وهذا الأمر محزن جدًا".