آخر الأخبار
في يومهم العالمي.. سكان اليمن يواجهون الموت جراء الحرب وتدهور الأوضاع المعيشية! (تقرير خاص)
الاربعاء, 12 يوليو, 2023 - 11:40 صباحاً
يصادف الحادي عشر من يوليو اليوم العالمي للسكان والذي أقرته الأمم المتحدة عام 1989م بهدف زيادة الوعي بالقضايا المتعلقة بالسكان مؤكدة فيه على حقوق الصحة الإنجابية والمساواة بين الجنسين لتحقيق التنمية المستدامة حول العالم.
وتحل هذه المناسبة في الوقت الذي يعيش فيه اليمنيون أسوأ أزمة إنسانية، وفقر مدقع في المستوى المعيشي والصحي، إذ بات أكثر من عشرين مليون يمني يعيشون تحت خط المجاعة.
وخلفت الحرب الدائرة في اليمن الكثير من المصائب على السكان فيها، لعل أبرزها القتل الذي أذهب حياة الآلاف من اليمنيين سواء ممن هم مع أطراف الصراع أو من المدنيين العزل الذين تخطفهم الموت عن طريق القنص أو القذائف أو الصواريخ، فيما يعيش الآلاف من الآخرين جرحى، في صراع مستدام مع الآلام النفسية والجسدية.
وتعرضت الكثير من الجوانب المهمة في حياة الإنسان إلى الهدم والخراب والكثير من الإهمال والتهميش من ذلك الجانب الاقتصادي والجانب الصحي اللذان يشهدان تدهورًا كبيرًا في الوقت الذي تمر به اليمن بمرحلة حرجة.
ويرجع ناشطون ومواطنون الأسباب التي أدت إلى تقلص السكان وعزوف الكثير من الأسر عن الانجاب إلى الحرب المستعرة والتدهور الكبير في الوضع الاقتصادي الذي جعل الحصول على لقمة العيش ليس بالأمر اليسير.
ويقول الناشط الاجتماعي" عبد الله البركاني" إن:" الحرب المستعرة من عام 2015م والتي أهلكت اليمنيين وقتلت أكثر من 500 ألف نسمة؛ تسببت بتقلص عدد السكان بشكل كبير".
وأضاف البركاني لـ" المهرية نت" أصبح العديد من اليمنيين يعانون من الوضع المعيشي المزري جراء الحرب والحصار والفقر والمجاعة التي تعد هي الأسوأ عالميًا".
وتابع " انتشار الفقر أثر على المواطن اليمني وأصبح لا يستطع تكوين أسرته، فقد عجز الكثير من الشباب عن الزواج وتكوين أسر خاصة بهم، مما سبب في تناقص أعداد السكان".
وأكد بأن" الخوف أصبح رفيقًا للكثير من الأسر جراء الأوضاع المعيشية الصعبة وانتشار البطالة؛ وهذا ما أجبر الكثير من اليمنيين إلى الامتناع عن انجاب الأطفال، واتخاذ أساليب منع الانجاب كونهم لا يستطيعون تحمل أعباء الأسر الكبيرة ".
غلاء الأسعار
ونتيجة لغلاء الأسعار وارتفاع سعر المواد الغذائية وانتشار البطالة، لجأت الكثير من الأسر إلى العزوف عن انجاب الأطفال؛ تخوفًا من الوضع المعيشي البائس وعدم قدرتهم على توفير الرعاية الكاملة لهم.
في السياق ذاته تقول ندى خالد" معلمة" تأتي هذه المناسبة على اليمنيين وهم يعيشون في أوضاع مأساوية لا يحسدون عليها، حتى أنهم أصبحوا لا يفكرون بمسألة الإنجاب أو التعدد السكاني والحفاظ عليه، بقدر ما يهمهم مرور الأيام بسلام دون المزيد من الفقد والحرمان".
وتضيف خالد لـ" المهرية نت" لجأت الكثير من النساء في زمن الحرب لاستخدام وسائل منع الحمل بأنواعها المختلفة وذلك تفاديًا للأضرار المادية التي ألحقت بالمجتمع نتيجة الغلاء الفاحش في الأسعار".
وأردفت" أصبح الإنجاب في هذه الفترة أمرًا غير محمود، فالذي ينجب الكثير من الأبناء بلا شك يضرهم أكثر مما ينفعهم، وذلك لأن الغلاء قد وصل للحد الذي يفوق طاقة المواطن محدود الدخل، فما بالكم بمعدومي الدخل وهم كثيرون جدا في هذا الوقت؟!".
وتابعت" ليس بمقدور الإنسان اليوم أن يوفر الأمور الضرورية لمطبخ البيت فأنى له بشراء الحليب للأطفال والحفاظات وتكلفة العلاجات المستمرة التي يحتاجها الطفل خلال العامين الأولين".
وأشارت ندى في حديثها لـ"لمهرية نت" إلى أن" الحرب في اليمن أحدثت الكثير من المآسي وأبرزها الموت الذي دخل كل بيت ونهب أرواح الكثير من الأبرياء بطرق مختلفة وأماكن متفرقة داخل الوطن الموجوع".
وبينت" أصاب الإهمال الكثير من الجوانب الحياتية وأبرزها هي الجانب التعليمي والصحي، فالطب في زمن الحرب أصبح بوابة لإخراج المزيد من الموتى والمزيد من الآلام".
الأوضاع الصعبة
من جهته، يقول المواطن فارس عبدالله علي- 35عامًا- عامل بالأجر اليومي إن:" الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد أثرت على حياة الكثير من المواطنين اليمنيين وقللت نسبة تكاثرهم بشكل كبير".
وأضاف لـ"المهرية نت "هنالك الكثير من الأسباب التي أدت إلى تقلص السكان ولا سيما الحرب الدائرة في البلاد والتي أودت بحياة ملايين السكان إلى الوفاة بطرق مباشرة كجبهات القتال".
وتابع" يتوفى العديد من اليمنيين بطرق غير مباشرة كانتشار الأمراض أو جرف السيول للعديد من النازحيين، أو الموت جوعاً جراء تدهور الأوضاع المعيشة أو استهداف المدنيين من قبل أطراف الصراع".
وأشار إلى أن" الكثير من المواطنين لجأوا إلى وضع حلول لمنع الإنجاب والاكتفاء بطفل أو طفلين فقط بسبب عدم قدرتهم على إعالتهم في ظل الظروف الراهنة".
ومضى قائلًا:" نتمنى أن تنتهي الحرب وتعود الحياة الطبيعية كما كانت في السابق قبل اندلاعها عندها ستأتي الرغبة للإنجاب وإعالة الأسر".