آخر الأخبار
مع اقتراب عيد الأضحى...الكثير من اليمنيين يعزفون عن شراء الأضاحي بسبب الغلاء الفاحش! (تقرير خاص)
الاربعاء, 21 يونيو, 2023 - 12:04 مساءً
"لم أستطع هذا العام شراء أضحية العيد لأسرتي جراء ارتفاع سعرها وقلة نسبة دخلي اليومي" بهذه الكلمات المليئة بالحسرة بدأ المواطن" عبدالله سعيد( 45 عاما) شرح حكايته المأساوية عن عدم قدرته على شراء أضحية للعيد إحياءً للسنة النبوية وتعظيمًا لشعائر الله.
ويسكن سعيد مع أسرته المكونة من أربعة أفراد في مدينة تعز جنوب شرقي اليمن ويعمل في نقل البضائع- في سوق المركزي- فوق عربته الصغيرة ذات الإطار الواحد والتي لا تتسع لكيسين من الدقيق.
ومع اقترب عيد الأضحى المبارك تشهد أسواق المواشي ارتفاعا جنونيًا في أسعار الأضاحي؛ إذ بات سعر الأضاحي من الأبقار وفقا لمواطنين متجاوزا " 1000 دولار" وأما الأغنام الصالحة للأضحية فيصل سعرها إلى 400 دولار"، الأمر الذي أدى إلى عزوف الكثير عن شراء الأضاحي هذا العام نتيجة عجزهم عن ذلك.
فيما يلجأ الكثير من المواطنين في المدن إلى شراء كليو من اللحم لليوم الأول من العيد بغية رسم بهجة العيد على أسرهم ويتألمون على عدم قدرتهم على تقديم أضحية العيد جراء وضعهم المعيشي البائس؛ بسبب الحرب الدائرة في البلاد التي أثرت على الوضع الاقتصادي وخلفت أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم وفقا لمنظمة الأمم المتحدة لعام 2021م
الأضاحي في المدن
يواصل حديثه "عبدالله سعيد لـ"المهرية نت" أعمل في السوق من الساعة السابعة صباحًا حتى السادسة مساء وأحصل على ألفي ريال وأحيانًا أعود خالي الوفاض فأغلب الناس قد أصبحوا يحملون بضائعهم بأنفسهم وما عادوا بحاجة لنقلها".
وأضاف" نعتمد في معيشتنا على فاعلي الخير والمنظمات العالمية التي تقوم بتقديم الدقيق والزيت على الشهرين".
وتابع": كنت أتمنى أن أستطيع شراء كيلو من اللحم لأسرتي لكن سعره اليوم 13ألف ريال يمني ودخلي لا يتجاوز الألفي ريال في اليوم الواحد".
وأشار إلى أن" الكثير من المواطنين في المدن عزفوا عن شراء الأضاحي وسيكتفون بشراء كيلو من اللحم لليوم الأول من العيد".
ومضى قائلا:" أتمنى أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية وأن أحصل على عمل أفضل يدر لي النقود لأنفق على أسرتي".
وتعد أسرة سعيد واحدة من آلاف الأسر التي لا تستطيع شراء أضحية العيد أو حتى كيلو واحد من اللحم لرسم البهجة على أسرهم في اليوم الأول من العيد.
ارتفاع مستمر في الأسعار
في السياق ذاته يقول، محمد علي" يعمل دلالًا بالماشية في التحرير الأسفل بمدينة تعز" ترتفع أسعار المواشي كل عام قبيل العيد، وهذا العام ارتفعت الأسعار كثيرًا عن العام الماضي جراء ارتفاع سعر صرف الريال الأجنبي مقابل العملة المحلية".
وأضاف علي لـ" المهرية نت" هناك فرق شاسع بين سعر الأضحية العيدية قبل ثلاث سنوات وبين أسعارها اليوم، حتى أن نسبة الإقبال على شرائها من قبل المواطنين أصبحت ضعيفة جدا، فالناس اليوم ما عادوا يهتمون بشراء الأضحية بسبب الغلاء الفاحش الذي جعلهم غير قادرين على شراء أساسيات الحياة الضرورية".
وأشار محمد في حديثه لـ " المهرية نت" يصل سعر الخروف الصغير إلى مائة ألف أو أكثر، والكبير سعره يصل إلى قرابة 500 ألف ريال، إذا كان بلديًا وأما إن كان خارجيًا (مستوردًا من الخارج) فسعره أقل من ذلك".
وبين أنه" قد تخف الأسعار إذا ما تدخلت المنظمات بإعطاء بعض المواطنين من أسر الشهداء والجرحى أضاحي العيد، فمن هؤلاء من يقوم ببيع أضحيته بسعر أقل ويكتفي بشراء القليل من اللحم من الملاحم".
وشدد على ضرورة النظر لهذا الأمر من قبل الحكومة قائلًا:" يجب أن تنظر الحكومة ومسؤولو الدولة لحال المواطنين بعين الرحمة فقد وصل المواطنون إلى حالة من الضنك المعيشي لا يحسد عليها، حتى نحن الذين نتاجر بهذا المجال لا نجد الفائدة الكبيرة التي كنا نحصل عليها قبل الحرب نحن اليوم نكاد نكون خاسرين في عملنا إلا من الشيء القليل".
أمر يرهق المواطنين
بدورها تقول الباحثة في الشؤون الاجتماعية، إفتخار عبده: إن" ارتفاع أسعار الأضاحي قبيل العيد أمر يرهق حياة المواطنين اليمنيين الذين أوصلتهم الحرب إلى حافة المجاعة، الذين باتوا اليوم تحت خط الفقر المدقع، لا يقدرون على توفير القوت الضروري لأسرهم، فكيف لهم بشراء أضاحي العيد، والتي يتجاوز سعرها مئات الآلاف؟!".
وأضافت عبده لـ" المهرية نت" هذا العيد جاء مسبوقًا بموجة غلاء جديدة والتي بدورها أضافت المزيد من العناء على كاهل المواطنين وخاصة معدومي الدخل، حتى أن المواطن أصبح حائرًا، من أين له بقيمة ملابس العيد لأطفاله أو بقيمة القوت الضروري الذي يبقيهم على قيد الحياة".
وأشارت إلى أن" اليوم الكثير من المواطنين لا يهتمون لأمر أضحية العيد وهذا لا يعني أنهم لا يعظمون شعائر الله، لكنهم يعلمون أن الله غفور رحيم وهو العالم بحالتهم التي هم فيها؛ ولذا صرفوا اهتمامهم لأمور أكثر أهمية من الأضحية، ومنهم من قد يكتفي بشراء كيلو من اللحم ليوم العيد وحبة من الدجاج ثاني أو ثالث أيام العيد".
وتابعت" الكثير من الناس عادوا من سوق الماشية فارغي اليد فالذي جمع مبلغًا من المال ظانًا في نفسه أنه سيكفيه لشراء أضحية العيد تفاجأ أن المبلغ غير كاف وأنه بحاجة إلى مبلغ آخر يساويه لكي يشتري به أضحية مناسبة".
وواصلت" للأسف الشديد الغلاء المعيشي في اليمن أودى بالناس إلى حالة من الضنك لا يحسدون عليها، والموجع أكثر أنه كلما حدثت بادرة تجاه السلام في اليمن يتفاجأ الشعب بصفعة أخرى في الجانب المعيشي".
ولفتت إلى أنه" ينبغي على أطراف الصراع في اليمن عدم المساس بالجانب المعيشي، لا تجعلوا المواطن درعكم الأقوى الذي يتلقى كل الطعنات والضربات الموجعة وأنتم لا تبالون بشيء، اتركوا له متنفسًا ليعيش الحياة كما ينبغي ثم اقتتلوا كيفما شئتم".
الأضاحي في الأرياف
يعتمد الكثير من سكان الأرياف في المناطق الجبلية في الأضاحي على الأبقار والأغنام التي يقومون بتربيتها طوال العام جراء توفر المراعي والأراضي الواسعة التي يمتلكونها.
ويقول المواطن "هائل عبدالله" لموقع (المهرية نت) إن:" الكثير من سكان الأرياف يقومون بتربية المواشي طوال العام ويستفيدوا منها في الأضاحي".
وأضاف" الأسر التي لا تمتلك الأغنام أو الأبقار يجتمعون على شراء أقسام من بعض الأثوار التي خصصت للأضحية، فيقومون بتقسيم لحم الثور إلى أرباع أوأسباع أو أقل من ذلك أو أكثر بحسب قدرتهم على الشراء".
وتابع" يوجد تكافل اجتماعي في الريف بتقديم اللحم إلى الفقراء ومشاركة الجيران والأهالي، عكس المدن التي تقل فيها نسبة التكافل الاجتماعي ومراعاة الآخرين".
واختتم قائلًا:" نتمنى أن تحل الأزمة التي يعاني منها الشعب اليمني جراء الحرب وأن تتوفر الأعمال والأشغال ليعيش الشعب بأمان".