آخر الأخبار

هل تنجح حضرموت في كسر أحلام الانفصاليين؟( تقرير خاص)

شخصيات حضرمية بارزة في لقاء مع سفراء الاتحاد الأوروبي

شخصيات حضرمية بارزة في لقاء مع سفراء الاتحاد الأوروبي

المهرية نت - رهيب هائل
الأحد, 04 يونيو, 2023 - 09:32 صباحاً

بعد أن سيطر المجلس الانتقالي الانفصالي على محافظات عدن وشبوة وأبين خلال الأعوام الماضية، أقدم في الآونة الأخيرة بالسعي تجاه محافظة حضرموت الغنية بالنفط بهدف الاستحواذ عليها، وسط رفض شعبي مستمر. 

 

ووصل رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في 18مايو الماضي على رأس قوة عسكرية كبيرة معززة بمدرعات إماراتية لمدينة  المكلا عاصمة محافظة حضرموت ، وعقد فيها لقاء مع مؤيديه من أبناء المحافظة زعم من خلاله كسب تأييد واسع. 

 

 

لكن الكثير من مشائخ ووجهاء حضرموت أكدوا في لقائهم التشاوري الشهر الماضي، على أن "محافظتهم لن تكون تحت وطأة الانفصاليين، وأنها قادرة على أن تكون إقليمًا أو دولة مستقلة لما تتميز به من مساحة جغرافية وموقع استراتيجي وثروات، ووفقًا لما يتطلبه أبناء المحافظة".

 

وطالبوا الحكومة الشرعية بوضع إطار تفاوضي خاص بالقضية الحضرمية، وتمثيل حضرموت في وفد الشرعية المفاوض بالتسوية السياسية للأزمة اليمنية.

 

*تشاور في الرياض

 

 استدعت الرياض مؤخرا العديد من وجهاء ومشائخ حضرموت جراء الأوضاع التي حدثت في المحافظة. 

 

 

ووفقًا للمكتب الإعلامي التابع لمحافظة حضرموت فإن: "الوفد الذي وصل السعودية يضم المحافظ مبخوت بن ماضي، وقيادات أخرى بينهم نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة القاضي أكرم العامري، ونائب رئيس مجلس النواب المهندس محسن علي باصرة، ورئيس حلف قبائل حضرموت رئيس مؤتمر حضرموت الجامع الشيخ عمرو بن حبريش العليي وممثلي القوى والمكونات السياسية".

 

 

وأعلن المكتب الإعلامي في 25 مايو الماضي أن :" لجان الوفد الحضرمي بالرياض اختتمت مشاوراتها الداخلية في أجواء توافقية واستشعار بالمسؤولية".

 

وأضاف البيان أن" اللجان التي تفرعت إلى ثلاث (سياسية أمنية، واجتماعية، واقتصادية) ناقشت على مدى يومين الرؤية العامة للمكونات والقوى السياسية والنخب الأكاديمية والشخصيات الاجتماعية والعسكرية والأمنية والإعلامية، حول مستقبل حضرموت".

 

وتحدث بأن الشخصيات الحاضرة خرجت برؤية وأهداف موحدة تعكس تطلعات أبناء المحافظة في الجوانب السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية.

 

 

 

 *حضرموت تدفن أحلام الانفصاليين 

 

يرى محللون وصحفيون أن حضرموت دمرت أحلام الانفصاليين منذ وصول قيادات المجلس الانتقالي إلى المكلا، وحددت المحافظة الحيوية موقفها برفضها أن تكون تابعة سواء للجنوب أو الشمال ولها الحق أن تستقل بذاتها كإقليم. 

 

 

في هذا الصدد، يقول الباحث السياسي عبد الحميد المجيدي لموقع (المهرية نت) إن:" حضرموت التاريخ والأصالة والثبات والحضارة لن ترضى لنفسها أن تنكسر وأن تهان وتكون تابعة لأطراف دخيلة فهي مرتبطة ارتباطا كليًا بالاسم الكبير لليمن". 

 

وأضاف "حضرموت لا يمكن أن تسير في ركب الانفصال عن اليمن؛ رغم تداخل المصالح والرغبات والمكاسب عند الكثير ممن يطمحون بالربح المادي وبيع المواقف الوطنية مقابل فتات لعملاء الداخل والخارج في تمزيق اليمن الجريح". 

 

 

وتابع" موقف حضرموت لايمكن أن يكون موافقًا لرغبة عباد الدينار والدرهم فلدى أبناء حضرموت مشروع الإقليم الكبير والواضح في إطار اليمن ككل".

 

ولفت المجيدي إلى أن" مخرجات الحوار الوطني قد نصت على إقليم حضرموت الذي يضم شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى". 

 

وأشار إلى أن" البعض يريد إخضاع حضرموت لدعاة عن الوطن باعتبارها الثروة ورأس المال الوطني ليس إلا وذلك ليسهل التحكم بها".

 

 وأردف" رغم التفاعلات والتداعيات التي تسير بخطى متسارعة في محافظة حضرموت؛ إلا أنها لم تتوقف عند هذا الموقف طويلًا، فقد أجمع عقلاؤها من أحزاب وعلماء وسياسيين ومفكرين على تبني موقفًا واحدًا بأن تكون حضرموت خارج تلك الحسابات المناطقية الضيقة ولن تكون إلا لأبنائها فقط".

 

وزاد المجيدي" الحضارم أكدوا على أن محافظتهم لن تكون تابعة لا للشمال ولا للجنوب وطالبوا بشكل صريح وواضح بحكم ذاتي لأبناء حضرموت بعيدة عن حسابات وصراعات وأجندات كل الأطراف في الشمال والجنوب وهذا هو المأمول من تلك المحافظة التاريخية". 

 

وأوضح أنه" لم يعد الأمر مخفيا ما تجرعته حضرموت أيام حكم الحزب الاشتراكي اليمني للجنوب فهي كانت أكثر المحافظات تضررًا فقد دمروها وهجروا رأس المال منها نحو الخليج وضربوا التجار والعلماء فيها في وقت واحد". 

 

ومضى قائلًا" ما أشبه الليلة بالبارحة: رغم تغيير الأدوات والوسائل لكن تبقى الأهداف هي الأهداف، ولذا لن يقبل أبناء حضرموت تكرار التجربة السابقة عليهم مطلقًا خاصة وأنهم تنفسوا على صعيد الوحدة اليمنية المباركة رغم كل الأخطاء التي رافقتها، ومن حضرموت سوف ينكسر دعاة الانفصال ومشروعهم المدمر تمامًا".

 

*هدم مشاريع الانفصال

 

يقول الصحفي "صدام الحريبي" إن:" حضرموت نجحت مبدئيا في تعكير أجواء دعاة الانفصال ومن قبلهم نظام الإمارات الذي يحاول تمزيق اليمن أو فصله وجعل مرتزقته على رأس نصفه الآخر على الأقل كي لا يأتي من يواجهه أو يسائله عندما يحتل الموانئ والجزر والمطارات التي يعمل جاهدًا من أجل الاستيلاء عليها".

 

وأضاف للمهرية نت "وجهت حضرموت رسالة صريحة وغاية في الأهمية مفادها، أننا يمنيون، ويجب أن تكون حضرموت إقليمًا ضمن الجمهورية اليمنية، أما إن فرضت الإمارات أو غيرها الانفصال، فيجب تقبل حقيقة أنها دولة مستقلة ولا يجب إجبار الحضارم على أن يكونوا تابعين لمرتزقة يديرهم صبية النظام الإماراتي بقيادة قاتل أطفال العرب والمسلمين محمد بن زائد".

 

وتابع "رسائل حضرموت الصريحة والقوية لا نستطيع أن نقول بأنها كسّرت أحلام الانفصاليين فقط، بل إنها هدمت كل خططهم وسوتها بالأرض، وعليهم أن يأتوا بفكرة جديدة هم والإمارات إن أرادوا أن يمزقوا اليمن مرة أخرى".

 

 

بدوره، يقول الناشط "شعيب الأحمدي" إن:" من الملاحظ اشتداد الأحداث في محافظة حضرموت بين وحدة الحضارم وحفاظهم على قضيتهم، ومشروع التشطير الذي يسعى لأجله الانفصاليون المدعمون إقليميًا".

 

وأضاف لـ"المهرية نت " كان هذا التطور متزامن مع الأحداث الأخيرة التي استفزت قبائل حضرموت بعد زيارة رئيس المجلس الانتقالي وعضو المجلس الرئاسي اليمني عيدروس الزُبيدي في 18 مايو / أيار لمدينة المكلا عاصمة حضرموت بعربات عسكرية تنبه بحرب قادمة".

.

 

 وتابع" بخطابه هدف لعقد اجتماع الدورة السادسة للجمعية الوطنيّة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا، ومن خلاله كان يسعى لأجل إخضاع قيادة حضرموت لتنفيذ أوامر المجلس كما يتحدث الناشطون الحضارم، لكنهم أبوا الخضوع وانتقلوا إلى الرياض يتحدثون باسم حضرموت الجامع، ويؤكدون مدى دعمهم لوحدة واستقرار اليمن الكبير".

 

 

وأكد بأن" مكابرة القبائل الحضرمية وتوحدها في إطار الحفاظ على مشروع القضيّة الحضرمية، تظهر مدى الرفض الصارم للمجلس الانتقالي من خلال توحد كلمتهم وتكاتف قبائلهم أمام الداعمين الدوليين. 

 

 

 

 وأفاد بأن" قيادة حضرموت وحدوية ووطنيّة، لا يمكن أن تفرط بكيانها وتوحدها وسيادتها الحضرمية العريقة لأجل التشطير الجغرافي الذي تطمح فيه الدول الإقليميّة بجهود أدواتها الداخلية التي همشتها منذ عهد الدولة الاشتراكية في الجنوب".

 

ولفت إلى أن" أبناء حضرموت وحدويون تحت إطار الجمهورية اليمنية الواحدة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، لا يؤمنون بالتشطير الجغرافي المستغل لذواتهم الاقتصادية والاستراتيجية، وإن كان هناك تشطير لن تقبل بحكم الانفصاليين الجنوبيين، وإنما بدولة موحدة مع الشمال تحت علم واحد وهوية يمنية عريقة واحدة أو دولة حضرمية مستقلّة عنهم، كما كانت تسمى في السابق دولة حضرموت الكبرى".

 

 واختتم الأحمدي قائلًا:" ضم حضرموت وتأطيرها تحت حكم المجلس الانتقالي الذي لا قرار له حلم بعيد المنال، لأن حضرموت ليست مدينة ولا محافظة ضعيفة كما قد يظنها البعض".


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية