أجرى رشاد العليمي "رئيس مجلس القيادة الرئاسي" يوم الخميس في العاصمة المؤقتة عدن مباحثات مع وفد مصري رفيع المستوى تناول قضايا مشتركة ". 

ووفقا للوكالة الرسمية" سبأ "فإن:" رشاد العليمي استقبل في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب)، وفدا عسكريا مصريا رفيع المستوى برئاسة اللواء محمد إسماعيل عبد الفتاح، وبحث الجانبان "عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك"(دون تفاصيل). 

وقبل بضعة أيام- مطلع مايو الجاري- أعلنت وزارة الدفاع اليمنية عن "وصول وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري والوفد المرافق له إلى العاصمة المصرية القاهرة في زيارة رسمية للبحث في عدد من القضايا المهمة بين الدولتين". 

وفي 6 يونيو عام 2022م زار الدكتور رشاد العليمي- رئيس مجلس القيادة الرئاسي- مع أعضاء من المجلس الرئاسي مصر بهدف توطيد العلاقات بين البلدين وحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر. 

وأثارت زيارة الوفد المصري إلى عدن مع التحركات السابقة للمجلس الرئاسي واللواء محسن الداعري العديد من التساؤلات والتفسيرات خاصة مع عدم نشر الأهداف التي يسعى البلدان من أجل تحقيقها. 

ويرى محللون سياسيون وباحثون في الشأن العسكري أن زيارة الوفد العسكري المصري إلى عدن تأتي في محورين إما من أجل تدريب الجيش اليمني وتأهيله ودعمه بآليات عسكرية أو حماية الملاحة في البحر الأحمر وتعزيز نفوذ الحكومة الشرعية. 

تعزيز قدرات الجيش اليمني 

بهذا الشأن، يقول " علي الذهب" باحث في الشؤون العسكرية والأمنية لموقع "المهرية نت" إن: "الموضوع متعلق بحاجة الجيش اليمني لبعض التقنيات العسكرية التي تفرضها المرحلة الراهنة، مرحلة إعادة البناء وتعزيز قدرات الجيش، أو المرحلة المستقبلية في ظل التهديد الحوثي وإصراره على نهج خيار الحرب". 

وأضاف الذهب "قد يكون هذا الوفد يهدف وفقا لمكونه" نائب رئيس وحدة إنتاج العربات المدرعة والتصنيع "يدل على أن الهدف تعزيز قدرات الجيش اليمني في المجال العسكري عبر المدرعات خاصة لحاجة الجيش لمثل هذه الآليات من أجل كسر الفجوة الموجودة فيه، بما يخلق وضعا أفضل مما لدى الحوثي من هذا التسليح". 

قضايا متعلقة في البحر الأحمر 

وتابع "قد يكون هذا الوفد مخولا في إجراء مفاوضات في قضايا متعلقة في البحر الأحمر والتعاون العسكري بشكل أوسع في مجال التدريب والتأهيل لا سيما أن وزير الدفاع اللواء محسن الداعري كان في الأسبوع الماضي في القاهرة والتقى بعدد من القادة العسكريين في القيادة والأركان والأكاديمية العسكرية المصرية وأيضا قطاعات التصنيع والإنتاج الحربي وما إلى ذلك". 

وأشار إلى أن "رئيس الحكومة" معين عبد الملك "زار مصر- قبل سنة ونصف- مع وفد من الوزراء اليمنيين ووقع مع مجموعة من الأعضاء في الحكومة المصرية على اتفاقية، فيها تطويرا وتعزيز قدرات الجيش اليمني من حيث التدريب والتأهيل في الجوانب الأمنية، فضلا عن الجوانب الاقتصادية". 

واستطرد الذهب "من خلال النظر إلى اللقاء السابق بين رشاد العليمي" رئيس مجلس القيادة الرئاسي "مع الرئيس" عبد الفتاح السيسي "بأن المسألة كبيرة جدا وتتعلق بالقضايا الإستراتيجية؛ ولا بد من أن  يبت بها الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه". 

وأكد بأن "نقل عربات وآليات عسكرية أو عقد صفقات بين البلدين يتطلب قرارا سياديا أعلى وليس على مستوى وزارة الدفاع". 

نشر قوات في باب المندب 

بدوره، يقول الناشط السياسي "أحمد هزاع" لموقع "المهرية نت" إن: "هذه الزيارة تأتي عقبى زيارة رئيس المجلس الرئاسي إلى دولة مصر ووزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري ، ولقائهما بشكل منفصل للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي". 

وأضاف "يبدو أن هذه الزيارة لها أبعاد عدة خاصة مع التحركات الأخيرة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا في المحافظات الجنوبية والتصعيد المتسارع ضد المجلس الرئاسي والحكومة من قبل الانتقالي". 

وتابع "فقد تكون هذه الزيارة بتنسيق كامل مع السعودية، وأعتقد أن من مهام زيارة الوفد العسكري المصري هو نشر قوات مصرية في باب المندب والبحر العربي تحسبا لأي تحركات عسكرية لميلشيات الإمارات في الجنوب". 

إيصال رسائل للانتقالي والإمارات 

وأكد هزاع بأن "أهداف الزيارة إيصال رسائل للانتقالي ومن خلفهم الإمارات بعدم اتخاذ أية إجراءات ضد سيادة ووحدة اليمن". 

وأردف "من ضمن تلك التحركات وصول السفير السعودي أيضا إلى عدن وافتتاحه مع رشاد العليمي عدة مشاريع خدمية، وباطن هذه الزيارة هو إيقاف أي قرارات قد تتخذ من طرف واحد وينهي الشراكة التي قامت عليها نقل السلطة واتفاق الرياض".